توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زمن أم كلثوم وزمن شيرين!

  مصر اليوم -

زمن أم كلثوم وزمن شيرين

بقلم - طارق الشناوي

الزمن يضع مواصفاته ويحدد قانونه ومن يقع عليه الاختيار؟

ماذا لو ظهرت الآن بيننا أم كلثوم، بنت إبراهيم شيخ الجامع، قارئة القرآن والتى تعلمت الغناء على يد أساطين المهنة بداية من الشيخ أبوالعلا محمد، يعتقد كُثر أن النجاح سيصبح مضاعفًا، مع الأسف لا شىء من هذا سيتحقق، العكس هو الصحيح، هذا ليس زمن أم كلثوم ولا سعاد محمد ولا فايزة أحمد ولا محمد قنديل ولا ولا.

هل تتذكرون آمال ماهر، المطربة الوحيدة طوال زمن مبارك، الذي أعطى تعليماته للإذاعة- في سابقة تحتاج إلى توثيق لكن الملابسات تؤكدها- بأن تتبناها مطلع الألفية الثالثة، وبالفعل تعاقدوا معها، ووفروا لها كل الإمكانيات.

آمال هي اكتشاف عمار الشريعى، هذا هو المتداول، إلا أن أول من لاحظ تفردها عازف الكمان وقائد الفرقة الموسيقية الذهبية صلاح عرام، روى لى الإذاعى الراحل حمدى الكنيسى أنه هو الذي راهن عليها في حفل أقامته وزارة الإعلام بحضور الرئيس الأسبق برغم تخوف صفوت الشريف، وزير الإعلام الأسبق، ولكن حماس مبارك أذاب كل الاعتراضات.

وجد الشريعى في خامة صوتها مشروع (كلثومى)، ولم يكتف بأن تعيد فقط غناء روائع (الست)، ولكنها انتقلت لمرحلة أبعد، عندما قدم لها أغنية (عربية يا أرض فلسطين) عندما استمعت إليها في البداية اعتقدت أنها أغنية نادرة لأم كلثوم، أعادتها للحياة آمال ماهر، وبعد ذلك اكتشفت أن عمار صنع لها بكلمات عبدالسلام أمين، لحنًا سنباطيًّا (على طريقة رياض السنباطى)، الملحن الأقرب لروح أم كلثوم، إلا أن الناس كانت في منطقة أخرى، مشروع (الكلثمة) ضد العصر، ولهذا ظل نجاحها مرتبطًا بدائرة صغيرة من السميعة، ومع الزمن وبدون نصيحة من أحد اخترقت آمال حاجز أم كلثوم، وبدأت تغنى لزمنها ونجحت، حتى لو تعثرت بعد ذلك، فتلك حكاية أخرى ليس لها علاقة بتحررها من زمن (الكلثمة).

لديكم شيرين بدأت في الأفراح الشعبية وأصبحت مورد رزق العائلة، الأيام كانت قاسية عليها، إلا أنها في النهاية صنعت اسمها، لا أتصور أنها منحت لموهبتها أي قدر من الرعاية، بل الكثير من اختياراتها الشخصية تنعكس سلبًا عليها، رهانها خارج المنطق، وأخبارها انتقلت أحيانًا من صفحة الفن إلى الجريمة، نراها حليقة الرأس (ع الزيرو) وأخرى بجسد مترهل، وثالثة بفستان يخاصم الموضة، إلا أنه بعدها يصبح هو الموضة.

نقابة الموسيقيين أوقفتها أكثر من مرة، بسبب ما تراه تجاوزًا في كلمة انفلتت منها على المسرح.

شيرين هي الصوت الأكثر صدقًا، حضورها على المسرح متجاوز كل المعدلات المتعارف عليها، لم تسع لزيادة حصيلتها الثقافية، وعندما تتحدث كثيرًا ما يخونها التعبير، لو تدخل عقلها في اختيار مفرداتها ربما تراجعت خطوات، جزء من نجاحها له علاقة بتلك الفطرية التي عاشتها ولا تزال.

النجاح ليس أبدًا مواصفات لجان متخصصة، بقدر ما هو أساسا مقياس متفرج، القواعد التي تضعها لجان الاختبار والتحكيم، ولا تفرق معه من قريب أو بعيد.

لم يكن رياض السنباطى يرى في عبدالحليم الصوت الذي يستحق أي حفاوة، كان ينحاز أكثر إلى خامة صوت شقيقه الكبير المطرب الرصين إسماعيل شبانة، الناس اختارت بالإجماع حليم، وفى كل زمن علينا احترام اختيار الناس!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن أم كلثوم وزمن شيرين زمن أم كلثوم وزمن شيرين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon