توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغيرة عندما تصبح قاتلة

  مصر اليوم -

الغيرة عندما تصبح قاتلة

بقلم - طارق الشناوي

الضربات تحت الحزام بين القوتين المتكافئتين في الحياة الفنية والثقافية وأيضًا السياسية ظاهرة عايشناها بكل اللغات وبمختلف التنويعات، الإنسان الذكى هو القادر على عدم تبديد الطاقة، خارج الرقعة.

لقاء كريم عبدالعزيز وأحمد عز يدخل مؤكدًا في هذا السباق، أثناء تصوير فيلم (كيرة والجن) كانت (الميديا) تسأل وتنقب عن أيهما صاحب الأجر الأكبر، ومن يسبق من على (التترات) و(الأفيش)، وكيف سيحافظ المخرج مروان حامد على التوازن الدرامى الذي يرضى النجمين؟.

وبرغم كل الكلمات الناعمة التي أعلنها النجمان أمام (الميديا)، فإن كلًّا منهما كانت لديه قطعًا ملاحظات وأحيانًا طلبات، إلا أنهما تعاملا باحترافية وواقعية مع الشريط السينمائى، كل منهما حسبها بدقة، وفى النهاية وبذكاء التقيا وأتذكر أثناء تسليم جائزة (جوى أوارد) في الرياض التي أقامتها هيئة الترفيه، كانت الجائزة من نصيب عز، وعلى المسرح أشار عز إلى كريم قائلًا (هو الذي يستحقها).

أتذكر قبل نحو 40 عامًا بعد النجاح الجماهيرى الذي حققه فيلم (العار) وكانت الميديا تضع في المقدمة كلًّا من نور الشريف ومحمود عبدالعزيز، باعتبارهما الأفضل، وعندما سألوا نور الشريف قال إن من يستحق لقب الأفضل هو حسين فهمى ودوره الأصعب. عدد كبير من مشروعات الكبار في نفس المجال بسبب زيادة جرعة الغيرة، باءت بالفشل، فيلم (حسن ومرقص) الذي كان سيجمع بين عادل إمام ومحمود عبدالعزيز، السيناريو تحقق فيه التوازى الدرامى بين البطلين، وكانا أيضًا سيتقاسمان (الأفيش)، في اللحظة الأخيرة تراجع عادل، لأنه استمع إلى حوار تليفزيونى لمحمود، تناول فيه الصراع القديم بينهما حول مسلسل (رأفت الهجان)، الذي كان مرشحًا له في البداية عادل إمام وبسبب خلاف مع الكاتب صالح مرسى اعتذر فأسند المخرج يحيى العلمى الدور إلى محمود عبدالعزيز، وبعدها لم تهدأ النفوس ولا الضربات بينهما فوق وتحت الحزام، انسحب عادل من (حسن ومرقص)، بعد أن شاهد اللقاء التليفزيونى، واشترط ألا يشاركه محمود، ولأن عادل يحقق أرقامًا أكبر في التسويق، فتم إسناد دور محمود إلى عمر الشريف. المخرج محمد خان كانت لديه محاولة في نهاية الثمانينيات للجمع بين فاتن حمامة وسعاد حسنى، كل منهما رحبت بالفكرة، وداعبهما قائلًا سوف تقدمان (ريا وسكينة)، ثم استقر الأمر على (أحلام هند وكاميليا)، بعد عدة جلسات منفردة أيقن خان، كما قال لى، استحالة اللقاء، كل منهما تخشى الأخرى، ولكنهما لا تفصحان صراحة عن ذلك، ووجد أنه سوف يبدد الوقت في انتظار أمل مستحيل، فتوجه لترشيح نجلاء فتحى وعايدة رياض للبطولة.

والحكاية موغلة في القدم، في نهاية الثلاثينيات، من القرن الماضى، فكر رجل الاقتصاد طلعت حرب في الجمع بين أم كلثوم وعبدالوهاب، في فيلم غنائى على غرار (قيس وليلى) أو (ألمظ وعبده الحامولى)، لولا أن أم كلثوم لم ترض أن ينفرد عبدالوهاب بتلحين كل أغانيها، اشترطت أن يشاركه السنباطى والقصبجى وزكريا أحمد، كان لديها توجس بأن عبدالوهاب سوف يستأثر لنفسه بالألحان الحلوة، وتوقف المشروع، ولم تغن أم كلثوم من تلحين عبدالوهاب إلا عام 64 (أنت عمرى)، وتعددت بعدها اللقاءات الغنائية بينهما، إلا أننا حرمنا من فيلم يجمع عملاقى الغناء العربى. لا تصدقوا أن الفنانين عاشوا ما نطلق عليه (الزمن الجميل)، الضربات المتبادلة كانت (على عينك يا تاجر) بين أم كلثوم وعبدالوهاب، وبين السنباطى وعبدالوهاب، وفريد الأطرش وعبدالوهاب وأحيانًا عبدالحليم.

فكر فريد الأطرش أن يغنى من تلحين عبدالوهاب، وعلى المقابل يغنى عبدالوهاب من تلحينه، وارتاح عبدالوهاب لتلك المقايضة، إلا أن فريد توجس، ربما ينفذ هو الشرط الأول ويغنى من تلحين عبدالوهاب ولن يردها له عبدالوهاب، فتوقف المشروع، وحُرمنا من أغنيتين واحدة تجمع صوت فريد بألحان عبدالوهاب، وأخرى لعبدالوهاب يغنى بتلحين فريد!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغيرة عندما تصبح قاتلة الغيرة عندما تصبح قاتلة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon