توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«هات وخد» و«خد وهات»: من تامر حسنى إلى تامر حسنى!

  مصر اليوم -

«هات وخد» و«خد وهات» من تامر حسنى إلى تامر حسنى

بقلم - طارق الشناوي

البحث عن شخصية خارقة حلم راودنا جميعًا فى مرحلة المراهقة، وقدمته الدراما والسينما العالمية، ومنذ البدء، حتى فى مرحلة الصمت، والسينما تريد رسم تلك الملامح، حتى وجدتها فى (طرزان).. دائمًا هناك خيال يرسم (بورتريه)، بطل يتجاوز الحدود البشرية، تتابعت مع (سوبر مان) و(بات مان) و(سبايدر مان) و(رامبو)، وكل التنويعات المماثلة حتى أفلام مثل (طاقية الإخفاء)، تقع تحت نفس العنوان (البطل عندما يتجاوز القدرات البشرية).

تامر حسنى التقط هذا الخيط، ليداعب به جمهوره، السينما عند تامر مشروع موازٍ للغناء، وهو مثل أجداده محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ ينتج لنفسه، والهدف له جانبه الأدبى المباشر، حتى يتحكم فى كل التفاصيل، لا ننكر الوجه المادى المباشر فى المعادلة، وهى أنه يضمن لنفسه كل الأرباح، ومع تلك الطفرة التى تحققت فى السنوات الأخيرة بعد عرض الأفلام المصرية فى دور العرض الخليجية وخاصة السعودية، وفارق قيمة العملة، صرنا نتحدث عن أرقام مليونية غير مسبوقة، وهكذا أصبح من المنطقى أن يتكرر اسم النجم والمنتج تامر حسنى فى نفس الكادر.

تامر أكثر جرأة من أجداده المطربين الأوائل، تحرر تمامًا من قيد المطرب المغلوب على أمره، بما يتطلبه من الإفراط فى المشاعر الرومانسية، مع الجسد النحيل، فأنت مثلًا لم تر عبدالوهاب أو عبدالحليم فى خناقة بالأيدى، أقصى ما يمكن أن يحدث أن تلقى فى وجه فريد الأطرش (تورتة) وأن يرد على مهاجميه بقطعة (كريم شانتيه).

فى الماضى، كان الأساس هو تقديم عدد كبير من الأغنيات يتخلل الشريط، الأغانى دائمًا هى البطل، الجمهور فى بعض الأفلام الغنائية كان يغادر دار العرض بمجرد انتهاء المطرب من الغناء، ويقف على الباب منتظرًا موعد الأغنية التالية عائدًا لمقعده. تامر فى تعاقده مع الجمهور يقدم لهم أولًا وثانيًا وثالثًا الممثل تامر، وربما رابعًا يمنحهم أغنية.

يتمتع بموهبة الممثل، ويضفى قدرًا من خفة الظل على أدائه، يتوافق مع جمهوره من الشباب الذى ينتظر دائمًا تلك الحالة التى من الممكن وصفها بـ(الروشنة).

الفنان بحكم الخبرة يكتسب بعض المهارات فى مجال عمله مثلما يتمتع عبدالحليم بموهبة التذوق، ولديه قدرة على اختيار النغمة الأحلى، وقد يضيف شيئًا للملحن أو يضع بعض التفاصيل مستمدة من اللحن الأصلى، مثلما شاهدنا على (اليوتيوب) عبدالحليم فى بروفات قصيدة (قارئة الفنجان) كان صوته أعلى من الموجى فى توجيه الفرقة الموسيقية، إلا أنه لم يلحن القصيدة، فهو يعلم تمامًا قدراته فى هذا الشأن.

تامر فى فيلمه (بحبك) أنتج وكتب وأخرج، هذه المرة فى (تاج) اكتفى بالتأليف والإنتاج، أسند الإخراج إلى سارة وفيق التى سبق أن أخرجت له (مش أنا).

العمل الفنى يبدأ بفكرة تطرح من خلالها معنى أعمق، لا يمكن أن يبدأ الخيط من مجرد (سوبر هيرو) وينتهى إلى (سوبر هيرو)، هذا هو الإطار العام، الفكرة أعمق بكثير وهى تحليل الازدواجية، داخل الإنسان من خلال شخصيتى التوأم «تاج وهارون»، كل منهما ورث قوة خارقة، «تاج» وجهها للخير و«هارون» للشر.

من الممكن أن يمسك بهذه الفكرة كاتب محترف ويبدأ فى تقديم تنويعات درامية، لتعميق المعنى، إلا أن المعالجة التى كتبها تامر توقفت عند فقط الإمساك بـ(سوبر هيرو).

جمهور السينما قاطع التذكرة يفضل هذا النوع من الخيال، ليخترق من خلاله شرنقة الواقع، يتوافق ذلك مع نسبة تتجاوز 70 فى المائة من دافعى التذكرة، دون العشرين أو أكبر قليلًا، كما أن الشريط لا يغفل جمهوره من الأطفال، ولهذا فإن كل (الإفيهات) تقع تحت نطاق المسموح لكل الأعمار.

لو منح تامر الفكرة لكاتب متخصص لوجدنا النتاج أفضل بكثير. سنلاحظ دخول خط درامى جهاز شرطة دولى بأسلوب ساخر، ليمنح تلك المشاهد قدرًا من البهجة، أضفاه حضور عمرو عبدالجليل المبهج، عمرو لا يحضر فقط كممثل، ولكن دائما معه تفاصيل خاصة يمنحها للشخصية، ليس فقط فى تفسيره لأداء الدور، ولكن بعض إضافات فى الحوار تنتمى- جينيًا- إلى مفرداته.

التوأم يمنح تامر فرصة أكبر لتامر حتى يمتلك كل الدراما، وكل الشاشة، عندما تنتهى حكاية (تاج) تدخل مباشرة على حكاية (هارون)، تبدأ (هات وخد) ثم تنتهى (خد وهات).

الفيلم يغلفه إطار (اللايت كوميدى)، والكل ضبط موجته على هذا الإيقاع، تظل المشكلة فى بناء الشخصيات الأخرى، التى لا تتجاوز عادة قائمة (المقبلات) على مائدة تامر حسنى السينمائية.

دينا الشربينى إحدى أهم الموهوبات فى هذا الجيل، أدت دور حبيبة تامر، الشخصية تخلو من أى صراع داخلى، فهى على الشاشة مجرد فتاة جميلة ومريحة، ماذا بعد لا شىء؟.

إنها سينما العيد، والجمهور يقطع التذكرة لتامر، وبعدها لا شىء يهم. أتصور أن أكثر فيلم ينطبق عليه توصيف فيلم العيد هو (تاج)، والمعادلة هى تقديم مشهد ضاحك مع حلم البطولة الخارقة، وتنفيذ اللقطات فى إطار رقابى صارم يمنح الفيلم مشروعية العرض العام.

كل تلك أسلحة الشريط السينمائى لتضمن له التفوق فى هذا السباق الموسمى، يجب أن نضع فى الحساب الختامى للإيرادات الداخل والخارج، خاصة سوق السعودية التى تجاوز عدد الشاشات 600، بينما مصر 500 فقط، ومع الفارق فى قيمة العملة، صار المؤشر يتجه لصناعة الفيلم طبقًا لمزاج التسويق الخارجى.

السينما المصرية منذ نحو عامين، صار إنتاجها يضع فى تفاصيله أن الإيراد الأكبر بات يأتى من شباك التذاكر السعودى، فهو ينتج الفيلم طبقًا لما يريد دافع التذكرة، وهو ما يفسر لك لماذا صارت الكوميديا هى العنوان؟ وهو ما يستحق مقالًا آخر بعد أن ينتهى (ماراثون) أفلام العيد غدًا مع (مستر إكس)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«هات وخد» و«خد وهات» من تامر حسنى إلى تامر حسنى «هات وخد» و«خد وهات» من تامر حسنى إلى تامر حسنى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon