توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحديات «التيك توك» واستجداء الفنانين!

  مصر اليوم -

تحديات «التيك توك» واستجداء الفنانين

بقلم - طارق الشناوي

أعلم أن أقصى وأقسى عذاب يعيشه الفنان هو أن يجد نفسه خارج الخريطة، فى العادة لا يملك الإنسان- إلا فيما ندر- القدرة على مواجهة النفس ومحاولة معرفة السبب، ربما يكتشف أنه مثلا كرر نفسه أو لم يُحدث أدواته التعبيرية، فأصبح خارج الزمن، ربما.

الوسائط الاجتماعية وفى مقدمتها الوافد الأحدث والأسرع إيقاعًا (تيك توك) لا يوجد أبدًا ما يمنع أن يصبح وسيلة جديدة أو بالأحرى نافذة تدرّ أموالًا على من يشارك فيها، ولا يقلل أبدًا من الفنان أن يتعاطى بين الحين والآخر معها.

ولكن فقط عليه أن يظل حريصًا على ألا يخدش أحد صورته الذهنية، وألا يستجدى الجمهور فى (لايك) أو يبدأ فى طلب العمل.

لا أعتقد جازمًا أنه بعد هذا التسجيل سيجد مثلًا من يتواصل معه ويمنحه دورًا فى مسلسل أو فيلم، سيظل يستجدى مرة بعد مرة، وبعدها لن يجد أى صدى، حتى لو وجدنا أحد كبار النجوم، وهو يتوسط من أجل منحه فرصة، ستظل مرة ولن تتكرر.

أخشى مع الزمن أن تختفى دهشة الناس وهم يتابعون شكوى الفنان، بعد أن صارت (راكور) ثابتًا، لا يتغير، وساعتها لن يشفع له تاريخه، بل سيصبح عبئًا عليه.

عبر الزمن كنا نقرأ فى الصحف من يعلو صوته بالشكوى، إلا أنه كان يحيط ذلك بكبرياء، أتذكر مثلًا الفنان الكبير عماد حمدى عندما شاهد النسخة قبل النهائية من فيلم (سونيا والمجنون)، لم يجد له إلا مشهدين أو ثلاثة، وضاعت الشخصية الدرامية، التى أداها فى الفيلم المأخوذ عن رائعة ديستوفيسكى (الجريمة والعقاب).

بعد الصدمة مباشرة تواصل مع المخرج حسام الدين مصطفى، الذى قال له إنه كان ينبغى أن يحذف نحو نصف ساعة، بسبب إصرار الموزع على اختصار زمن الفيلم، ولأنه لا يمكن أن يحذف من الأبطال نجلاء فتحى ومحمود ياسين ونور الشريف، لأن هؤلاء يقطع الجمهور التذكرة من أجلهم فقرر الحذف من عماد حمدى!.

انفجر فتى مصر الأول فى الأربعينيات والخمسينيات، وقرر أن يدخل الجمهور طرفًا فى الحكاية، وخاطب الصحافة لتصبح شاهدًا على الواقعة، وبالفعل انحازت الصحافة لعماد حمدى بل إن الابطال الثلاثة نجلاء ومحمود ونور، قالوا جميعًا إنه لو كان الأمر بأيديهم لحذفوا أدوارهم من أجل أن يشاهدوا عماد حمدى.

ليس دائمًا الأمر يسير على هذا النحو، نجم بحجم إسماعيل ياسين، كتب فى نهاية الستينيات خطابًا مفتوحًا لوزير الثقافة، يشكو فيه أنه لم يعد يعمل، وأشار إلى أن مؤسسة السينما التابعة للدولة والتى كانت هى المنوط بها بنسبة كبيرة تشغيل الفنانين، هى المسؤولة عن استبعاده.

وأوضح فى شكواه أن كبار المسؤولين اجتمعوا على إقصائه، وبالفعل لعب دورًا فى فيلم (الرغبة والضياع) ومات قهرًا أثناء تنفيذ الفيلم، حيث وجد أن التعامل معه يفتقد اللياقة والحفاوة التى تعود عليها فى الماضى واسمه لم يعد يتصدر أخبار الفيلم، ولا (الأفيش)، ومساحة الدور تقلصت أثناء التنفيذ عما كان مكتوبًا على الورق.

الشكوى لن تجدى، تذكروا قصيدة الشاعر الكبير كامل الشناوى (لست أشكو منك / فالشكوى عذاب الأبرياء/ أنا لا أشكو / ففى الشكوى انحناء / وأنا نبض عروقى كبرياء). أتمنى أن يعيد قراءتها فنانو (التيك توك)!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحديات «التيك توك» واستجداء الفنانين تحديات «التيك توك» واستجداء الفنانين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon