توقيت القاهرة المحلي 10:22:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

  مصر اليوم -

بشارة يخترع نفسه في مالمو

بقلم - طارق الشناوي

قال المخرج الكبير خيرى بشارة بعد أن منحه محمد قبلاوى رئيس مهرجان (مالمو) درع تكريمه، إنه كان من المفترض وعمره 21 عاما أن يسافر للسويد لكل يكمل دراسته فى السينما وربما يكمل أيضا حياته، إلا أنه كان قد أحب فتاة بولندية، فكان من الصعب أن يذهب إلى السويد، إلا أنه عندما وصل هذه المرة إلى السويد، شعر وكأنه لم يتجاوز21 عاما.

الفتاة التى أحبها وتزوجها هى السيدة مونيكا، عاشت معه فى شبرا، تتحدث بطلاقة العامية مثل أولاد البلد، تذهب للتسوق فى الشوارع والحوارى وتفاصل وتداعب البائعين فى شبرا.

عندما أرى خيرى، أتوقف أمام لقطة، لا أعتقد أن لها تواجدا واقعيا إلا فقط فى ذاكرتى.

ثلاثة من الموهوبين جمعتهم (دكة) واحدة فى معهد السينما تحديدا عام 63، كانت مصر فى حقبة عبد الناصر تعيش تحت مظلة زهو الانتصارات الاقتصادية والاجتماعية، و(تماثيل رخام ع الترعة وأوبرا/ فى كل قرية عربية)، الكل كان يصدقها، باعتبارها حقيقة، والأحلام لا تعرف نهاية، ومن البديهى أن الموهوبين الثلاثة كانوا مثل الملايين يصدقون، أننا على بعد أمتار قليلة من تحرير فلسطين، وجاء عام تخرجهم مواكبا لأكبر هزيمة تعرضت لها مصر والأمة العربية فى العصر الحديث، استيقظ الجميع على كابوس يونيو 67، وأطلقوا عليهم تهكما (دفعة النكسة).

تجاوزوا وقتها العشرين بسنوات قليلة، أشطرهم فى الدراسة خيرى، كان يقرأ ويحفظ المقرر وخارج المقرر، هذا ما أكده لى داود عندما سألته عن الأشطر فى الدراسة، أما على بدرخان فلقد روى لى حكاية أخرى، أن والده وهو أحد أهم رواد السينما، المخرج الكبير أحمد بدرخان، وكان يدرس لهم بالمعهد، قرر أن يخصم منه درجتين، رغم أنه يستحق العلامة الكبرى، وحكى بدرخان الكبير لأمه السبب قائلا: (الولد بيتفلسف فى الإجابة، عارفها بس بيلف ويدور، كان يستحق الدرجة النهائية، لم أمنحها له عشان يتعلم)، وعاتبت الأم ابنها لأنه أغضب والده بكثرة الفلسفة، وتعجب على بدرخان لأنه فعلا جاوب السؤال مباشرة.

وبعد أن حصل على ورقة الامتحان، اكتشف أنه نال الدرجة النهائية، والده اختلط الأمر عليه بينه وبين زميله (المتفلسف) خيرى بشارة لتشابههما فى الخط، ربما أراد بشارة التأكيد لأستاذه على أنه الأكثر ثقافة بين الثلاثة، ربما.

الثلاثة صاروا عناوين مضيئة فى السينما العربية، أكثرهم مشاغبة وإقبالا على الحياة خيرى، وأقلهم حظا فى التكريم أيضا خيرى، اكتشفت أنه لم يحصل على أى من جوائز الدولة سوى (التشجيعية)، بينما نال على وداود تباعا أرفع جائزة تمنحها مصر (النيل)، أتمنى أن تتحرك نقابة السينمائيين وتسارع بترشيحه.

كثيرا ما يتم تكريم خيرى، فى العديد من المهرجانات داخل وخارج مصر، قبل أشهر قليلة نال الجائزة من مهرجان (الأقصر)، وقبل عامين كرمة مهرجان (البحر الأحمر) فى أولى دوراته.

خيرى لا يزال محتفظا بحيويته الفكرية والفنية ولياقته الجسدية، يعيش الحياة بروح شاب، يقدم درسا لكل من يريد معانقة الحياة، دائما يحلم بالجديد، الإبداع لا يعرف سنا، والكبار لم يغادروا الملعب.

لا يزال مارتن سكورسيزى الذى يكبر بشارة ببضع سنوات، يقف فى مقدمة المشهد وآخر أفلامة (قتلة زهرة القمر)، كان واحدا من أفضل أفلام 2024، ويعد لمشروعه القادم، حاولوا كشف مفتاح الإبداع عند سكورسيزى، وجدوا أنه فى كل عمل فنى يعيد اختراع نفسه!.

وهكذا خيرى مع تلاحق أفلامه فى مشوار العطاء على مدى نصف قرن وأكثر، وخيرى دائم التمرد على خيرى.

(العوامة 70)، (يوم حلو ويوم مر)، (أيس كريم فى جليم)، (كابوريا)، (الطوق والأسورة)، الثابت فقط هو فكر خيرى بشارة، والمتغير هو روح خيرى بشارة التى يعيد اختراعها مع كل شريط سينمائى جديد!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بشارة يخترع نفسه في مالمو بشارة يخترع نفسه في مالمو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon