توقيت القاهرة المحلي 15:25:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا لو غنّت أم كلثوم «بوس الواوا»؟

  مصر اليوم -

ماذا لو غنّت أم كلثوم «بوس الواوا»

بقلم - طارق الشناوي

أشارت الإعلامية والكاتبة البحرينية الصديقة بروين حبيب إلى تخوفها من أن يؤدى الذكاء الاصطناعى إلى أن نستمع قريبا إلى أم كلثوم وهى تردد (بوس الواوا) لهيفاء وهبى، وهو ما اعتبرته بروين (أم الكوارث)، مثلما تم استحداث أغنية (كلثومية) جديدة (أفتكرلك إيه)، رددها صوت اصطناعى يشبه أم كلثوم، قبل أن تسجلها بعد ذلك كل من شيرين ومى فاروق.

الملحن عمرو مصطفى فى تلك التجربة كان يحاكى أيضا فى الأغنية مفردات الشاعر عبدالوهاب محمد الذى احتل المرتبة الثانية بعد أحمد رامى بين الشعراء الذين تغنت بكلماتهم أم كلثوم، كما أن اللحن به مذاق موسيقَى رياض السنباطى، أكثر الملحنين الذى غنت لهم أم كلثوم، الأمر لا يقتصر فقط على الصوت، ولكننا سوف نستنسخ أيضا أشعارا وألحانا لكل العمالقة الذى غابوا عن عالمنا، وهو ما سيتكرر أيضا على شاشات السينما بتقديم أفلام من إخراج وبطولة فنانين من العالم الآخر.

هل تشعر بانزعاج لو حدث هذا فى القريب العاجل واستمعت مثلا إلى أغنية أحمد سعد (اختياراتى مدمرة حياتى) بصوت عبدالحليم؟!.

عليك إذن أن تُروّض نفسك من الآن على أن كل ما يخطر- أو بالأحرى لا يخطر لك على البال- سوف تجده أمامك متاحا بغزارة على (النت).

أعلم أن الإجابة الحاضرة أمامكم بقوة هى أن كبار الفنانين لو كانوا على قيد الحياة، فسوف يرفضون تلك المهانة، هذه هى الإجابة المباشرة، والتى تبدو نظريا صحيحة، إلا أن التجربة أثبتت، بين الحين والآخر، أن العملى لا يتوافق بالضرورة مع النظرى.

نشّط ذاكرتك قليلا، ألم يغنِ عبدالحليم عام 1976 لأحمد عدوية (السح الدح إمبوه)، ردا على غناء عدوية له (خسارة خسارة/ فراقك يا جارة)؟.. صحيح أنه ظل حتى رحيله بعدها بعام ينكر تماما صدق الواقعة، لكن الجميع بعد ذلك أقروا بصحتها.

الموسيقار محمد عبدالوهاب أصر على أن يستمع إلى أحمد عدوية فى (كازينو الليل)، رغم أنه كان ببساطة من الممكن أن يستدعيه لمنزله، ولكن موسيقار الأجيال أراد أن يعيش التجربة بكل طقوسها.

وكنوع من السخرية وعلى طريقة (البارودى)، الذى يحيل التراجيديا إلى كوميديا، غنّى عدوية: (نار يا حبيبى نار/ فول بالزيت الحار).. وقبلها، غنّى إسماعيل ياسين (يا حلة العدس الدافى)، ساخرًا من رائعة عبدالوهاب (يا وردة الحب الصافى).

فى عام 1950، فى فيلم (المليونير)، كتب الشاعر العبقرى أبوالسعود الأبيارى اسكتش (عنبر العقلاء)، وشاهدنا فى العنبر «عنترة ابن شداد»، رمز الرجولة والفحولة فى تاريخنا العربى يؤدى دوره سراج منير، ولكن بصوت يفيض رقة وأنوثة، وكان هو بطل فيلم (عنترة بن شداد) 1945.

الناس تقبّلت ببساطة قبل 70 عاما هذا المزاح، دون أدنى محاكمات أخلاقية لأى طرف، ولم نسمع أن هناك من يتهم (عنترة) بالترويج للشذوذ الجنسى، ويعتبرها مؤامرة كونية على ثوابت ومقدسات الأمة.

هل أستمع إلى أم كلثوم تغنى (بوس الواوا) لهيفاء؟.. ألم تغن (الست) فى طقطوقة (قوللى ولا تخبيش يا زين) بكلمات بيرم التونسى وتلحين الشيخ زكريا أحمد (يبوس القدم/ ويبدى الندم/ على غلطته/ فى حق الغنم)؟!.

(الإنسان عدو ما يجهل).. مقولة صحيحة تماما.. كلنا نجهل الكثير عن توظيف الذكاء الاصطناعى، ولهذا نناصبه وبضراوة العداء.. مع الزمن، سنكتشف أن ليس كل ما يصدر عنه شرًّا مطلقًا.. مؤكد ينطوى على بعضٍ من الخير.. حتى لو كان (بوس الواوا)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو غنّت أم كلثوم «بوس الواوا» ماذا لو غنّت أم كلثوم «بوس الواوا»



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon