توقيت القاهرة المحلي 06:29:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وعادت إيناس إلى «الفلوت»

  مصر اليوم -

وعادت إيناس إلى «الفلوت»

بقلم - طارق الشناوي

أعلى ذروة فى التقدير عندما يغادر المسؤول الكرسى ويكتشف أن الأغلبية كانت تنتظر بقاءه لسنوات أكثر.. قبل ساعات قليلة عاشت الفنانة والصديقة العزيزة د. إيناس عبدالدايم هذا الإحساس الاستثنائى، تواجدها فى الموقع القيادى كان يحول بين قلمى والإشادة بالعديد من مواقفها، أو حتى نعتها بالصديقة، الآن زال الحرج.

على مدى يقترب من خمس سنوات، كنت قريبًا من تلك الدائرة، التى تسمح لى عن كثب بالمتابعة والتقييم، وجدتها شعلة من النشاط والحضور والقدرة على اتخاذ القرار الحاسم فى التوقيت الحاسم، اعتلت كرسى الوزير بعد رحلة وظيفية أثبتت فيها كفاءة إبداعية وإدارية، فكانت واحدة من أهم أهداف الإخوان لضربها، لأنها أولًا امرأة، ثانيًا، والعياذ بالله، مسؤولة عن مكان (الأوبرا) يعج بالرقص والموسيقى والغناء، وثالثًا تمارس عزف آلة النفخ المسماة، أستغفر الله أستغفر الله، (الفلوت).

بعدها كانت هدفًا للسلفيين الذين لم يرق لهم بعد ثورة 30 يونيو أن يتم تعيينها وزيرة، ونجحوا فعلًا فى إبعادها وهى فى طريقها فى المرة الأولى لحلف اليمين أمام رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلى منصور.

التعامل مع المثقفين محفوف بالمخاطر، بعضهم يمنح نفسه درجة (رئيس جمهورية)، ويضع أيضًا مع نفسه ولصالح نفسه خطة للنهوض بالثقافة، وإذا لم تتحقق أحلامه يفتح نيران الغضب ضد الجميع.

تمكنت د. إيناس من التعامل مع كل الأطياف، حتى (الدوجما) منهم، كانت قريبة منهم، وتعلم جيدًا مفاتيحهم، وكيف تحتوى مطامعهم المبطنة عادة كذبًا بالصالح العام، كما أنها لم تخضع قراراتها للحناجرة الذين نجدهم بين الحين والآخر يملأون الدنيا ضجيجًا وتباكيًا على الثقافة الضائعة، بينما هدفهم الأسمى الحصول على قضمة من (التورتة)، وكما يقول أهل الشام (لهم فى كل عُرس قُرص).

كثير من المواقف تخطتها بذكاء، وفى الوقت نفسه حرصت ألا تمنح الفنان بداخلها إجازة مفتوحة، كان النغم الكامن فى الأعماق يتوق للتعبير عن نفسه، فى لحظات خاطفة ينتصر على الموظف المكبل بالاجتماعات والندوات، وتصعد على المسرح فى الداخل أو الخارج لتقدم لنا أعذب الأنغام.

الثقافة هى الجسر السحرى للوجدان، وهو تحديدًا ما نحتاج إلى إعادة إنعاشه، الثقافة فى ميزانية الدولة تأخذ الفتات، وكما صرح أغلب من تولى مقعد الوزير بأن أجور الموظفين تلتهم تقريبًا كل الميزانية، وفى حالة التقشف التى نعيشها تقلص الممكن فأصبح مستحيلًا، ورغم ذلك لم تستسلم الوزيرة، حاولت أن تتحرك بأقل الإمكانيات، ولم تكن فقط الميزانية هى العائق ولكنها واجهت ببسالة جائحة (كورونا) التى استهدفت الحفلات والتجمعات، تغلبت عليها وأقامت حفلات فى الهواء الطلق وولد مسرح النافورة، واستمر مهرجان القاهرة السينمائى فى نشاطه، بل شهد قفزة نوعية، ودفعت رغم المعارضة بمحمد حفظى رئيسًا، لأنها توسمت فيه قدرته على التحدى، كما أن مهرجان الموسيقى العربية فى عز (كورونا) لم يتوقف عن نشاطه ليواصل مكانته (قِبلة)، بكسر القاف، للموسيقى العربية، آخر قرار أصدرته (سينما الشعب)، صار من الممكن للطبقة المتوسطة مشاهدة الأفلام بتذكرة مخفضة فى دور عرض تابعة للثقافة الجماهيرية.

يسأل البعض عن سر التغيير؟ ليس لدىَّ إجابة قاطعة، ولكن بعد مرور نحو خمس سنوات من الممكن أن أتفهم ضرورة الدفع برؤية ثقافية جديدة، وهكذا تم اختيار د. نيفين الكيلانى، وهو ترشيح بعيد تمامًا عن الصندوق المتعارف عليه، ولايزال الملف مفتوحًا!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وعادت إيناس إلى «الفلوت» وعادت إيناس إلى «الفلوت»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon