توقيت القاهرة المحلي 18:22:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علاء عبدالخالق الذى لم أعرفه

  مصر اليوم -

علاء عبدالخالق الذى لم أعرفه

بقلم - طارق الشناوي

رغم أننا بالمنطق والضرورة كان ينبغى أن نلتقى كثيرًا، حيث تواكبت مسيرته كمطرب فى الثمانينيات مع مسيرتى الصحفية، إلا أننى بمجرد أن فجعنى خبر رحيله، حاولت أن أتذكر أى لقاء خاص بيننا، فلم أجد شيئا فى الذاكرة.. ما تبقى ربما لقاء سريع فى استوديو، برنامج كنا فيه فقط ضيفين، ولكن لم نتبادل حتى أرقام التليفونات.

المؤكد أننا تلاقينا عابرًا، والمؤكد أيضا أننى كتبت عنه أكثر من مرة عابرا، ولكن لم أقترب بما فيه الكفاية أو كما ينبغى أن يكون.

أول مطرب يلتقى جمهورًا مرتديًا نظارة طبية، سبقته فقط فى السبعينيات عزيزة جلال، ولكن لا يوجد مطرب حتى من ضعاف النظر مثل الموسيقار محمد عبدالوهاب قد واجه جمهوره يوما بالنظارة.

(فرقة الأصدقاء) لعمار الشريعى تحمل الكثير من الذكريات فى حياتنا، فهى ربما ثالث أو رابع فرقة حققت شهرة عريضة بعد (المصريين) هانى شنودة، ولاحقتها مباشرة (الفور إم) عزت أبوعوف، و(طيبة) للأخوين حسين ومودى الإمام.

عرفنا (الأصدقاء) حنان ومنى وعلاء بأشعار عمر بطيشة وسيد حجاب، كانا هما العمق الفكرى الاستراتيجى، الفرقة حققت العديد من النجاحات، بل ولقفزات، تبقى لأغنية (الحدود) مساحة استثنائية من شعر عمر بطيشة.

انشغل عمار بعد سنوات بمشروعه الخاص، فلقد كان هو بين أقرانه الأكثر طلبا، خاصة فى (تترات) المسلسلات، وبات من المستحيل استمرار الفرقة رغم نجاحها، لأن مؤسسها من حقه أن يحقق أحلامه البعيدة عن (الأصدقاء).

الكل حاول الغناء منفردًا.. منى عبدالغنى وحنان وعلاء.. استطاعت حنان أن تحقق نجاحًا طاغيًا، حتى أصبح اسمها المتداول (حنان الشمس الجريئة) منسوبًا لتلك الأغنية.

علاء من المؤكد التقى مع ملحنين شكلوا زمن الثمانينيات والتسعينيات مثل حميد الشاعرى، إلا أن هناك شيئا ما لم يتحقق، أقصد وهج النجومية.. أعلم أن أكثر من مخرج سينمائى حاول ترشيحه للوقوف أمام الكاميرا ممثلا، إلا أنه لم يتحمس.

بريق النجاح الطاغى لم يتحقق لعلاء، كان ينبغى أن يجد لنفسه مكانا ومكانة.. بسبب تضاؤل الفرص المتاحة، فهو شديد الاعتزاز بالنفس، لا يشكو من أحد ولا يشكو لأحد، لاحظت أنه كان يحظى بحب جميع زملائه.. وهكذا تابعت قبل شهرين حضور أغلبهم حفل زفاف ابنته الكبرى، وأيضا عيد ميلاده.

الزمن قاسٍ، إلا أنه كان قادرًا على الصمود أمام عاديات الزمن.

ويبقى الدرس لنا جميعا: هل حرصنا على تسجيل تجربة علاء عبدالخالق؟.. فهو شاهد عيان على زمن انفرط تقريبًا أغلب حباته، كان ينبغى أن نجد جهة ما فى مصر تسجل تلك التجربة الخاصة لمطرب كبير بدأ حياته عازفا للناى، مثلما بدأ عبدالحليم عازفًا على الأبوا.

أعجبنى تحليلًا قرأته له لم أصادفه من قبل رغم صدقه، سألوه: لماذا اختار فى بدايته قبل أن يتحول للغناء عزف الناى؟، فقال النغم الخارج من تلك الآلة هو المعادل الروحى للنفس، وهو أصدق ما فى الإنسان، الآلات الأخرى الوترية والإيقاعية تتعامل بالأصابع.. أول مرة يستوقفنى هذا التحليل، أمسك فيه علاء بسحر آلات النفخ وخاصة الناى.

الحياة تنفلت فى لحظات من أيادينا، وهناك من ينزوى ولا يجد حتى من يسأل عنه، ولا يوقظنا بعد فوات الأوان إلا خبر الرحيل!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاء عبدالخالق الذى لم أعرفه علاء عبدالخالق الذى لم أعرفه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon