توقيت القاهرة المحلي 12:34:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جورج وسوف والستارة السوداء

  مصر اليوم -

جورج وسوف والستارة السوداء

بقلم - طارق الشناوي

فى مهرجان (جرش) هذه الدورة تألق كالعادة جورج وسوف، وهتفت له الجماهير يلقبه الأثير (أبووديع)، هذه هى المرة الأولى التى يغنى فيها أبووديع فى حفل جماهيرى بعد رحيل وديع.

جورج، عبر التاريخ، أحد أكبر أساطين الغناء فى وطننا العربى، وجماهيريته تجاوزت أربعة عقود من الزمان، يغنى بكل اللهجات العربية، كنت فى (جرش) قبل نحو 14 عاما، وكان جورج نجم المهرجان الأول، والناس لا تكف عن النداء (اعد يا أبووديع، وحياة النبى أعد) وهو يلبى النداء، يغنى من الجديد والقديم له أو لغيره، وهو الوحيد الذى أجبر إدارة المهرجان على تغيير الجدول وأقاموا له من فرط الإقبال الجماهيرى حفلتين.

وأثناء الاندماج وهو على خشبة المسرح الرومانى التاريخى سمعنا صوت ارتطام مزعج، تبين بعدها أن أحد المعجبين ألقى بنفسه من أعلى المدرجات حتى يسلم على جورج، وكادت تضيع حياته من أجل تحقيق تلك الأمنية، وذهب إليه جورج، واتكأ المعجب على ذراعى جورج وساعده على الوقوف مجددا، وأمر أن يتولى علاجه على نفقته الخاصة.

بينما فى الدورة الأخيرة، كان جورج، كما شاهدته فى التليفزيون، غير قادر على الحركة، وطلب وضع ستارة سوداء تخفيه عن العيون عند دخوله المسرح، حتى لا يراه أحد قبل أن يجلس على الكرسى، قبل بضعة أشهر، وفى (موسم الرياض)، كانت لديه أيضا صعوبة فى الحركة، إلا أنه كان قادرا على الوقوف متكئا على عصاه، من الواضح أن رحيل وديع كان له تأثيره السلبى عليه نفسيا وجسديا.

ووجدتنى أسأل نفسى: هل يعتزل الفنان فى مرحلة ما عندما يجد أنه غير قادر على الحركة أمام الجمهور أم يواصل؟.

الاعتزال كان ولايزال قرارا شخصيا، نتعامل وفق قانون، تستطيع أن تحدد وعلى وجه الدقة معدلات الصعود والهبوط، كل شىء فى (الميديا) من الممكن إحالته إلى رقم، ومن خلاله نرى بالضبط موقع الفنان، والأرقام تشير إلى أن جورج وسوف لايزال فى مكانته عند الملايين، فهو فى عز النجومية وأجره هو الأعلى بين كل المطربين.

الاعتزال هو أصعب قرار يتخذه مبدع خاصة وهو لايزال يحظى بكل هذا الحب.

فى عام 1966 مثلا بعد أن لحن رياض السنباطى قصيدة (الأطلال) لأم كلثوم، وجد أنه من المستحيل أن يقدم لحنا أجمل، ولا أم كلثوم تستطيع أن تغنى ما هو أروع، وطلب منها أن يعلنا معا للجمهور اعتزالهما، وبرغم أن الأيام أثبتت صدق ما قاله السنباطى، حيث إنه فى نهاية القرن العشرين، وبعد رحيل العملاقين، توجت (الأطلال) بلقب (قصيدة القرن العشرين)، ولم تُقدم (الست) للجمهور ما هو أعلى من (الأطلال)، إلا أن قرار أم كلثوم كان مواصلة الغناء حتى آخر نفس، وعندما عجزت عن الغناء فى حفل جماهيرى، قبل رحيلها عام 75 بعامين فقط، حرصت على تسجيل أغنية (حكم علينا الهوى) فى الأستوديو.

لا أحد يستطيع أن يضع نقطة النهاية للمشوار، سوى الفنان نفسه، محمود المليجى مثلا يقول (أفضل أن أظل جنديا فى الميدان على أن يقال عنى جنرالا متقاعدا). ورحل المليجى فعلا داخل (لوكيشن) التصوير، وهو يؤدى أحد مشاهده فى الفيلم التليفزيونى (أيوب) أمام عمر الشريف، الغريب أنه كان يحدثه قائلا إن الموت أقرب للنوم، وراح يغط فى النوم، واعتقد عمر أنه يمثل الموت، إلا أنه أطلق الشهقة الأخيرة ومات فى عز العطاء والاندماج.

الاعتزال لا يليق بالكبار، طالما على نفس موجة الجمهور، وأبووديع برغم ما يعانيه صحيا، إلا أنه لايزال على الموجة، لا يتنفس رحيق الحياة إلا وهو يغنى والناس تقول له (أعد يا أبووديع أعد).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جورج وسوف والستارة السوداء جورج وسوف والستارة السوداء



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon