توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد منير (يولد من جديد)

  مصر اليوم -

محمد منير يولد من جديد

بقلم - طارق الشناوي

اللقطة الثابتة التي استقرت في وجداني أثناء حفل محمد منير في (جدة) التي أقامتها (هيئة الترفيه) بالمملكة العربية السعودية، وحملت عنوان (مشواري)، هي أن محمد منير في تلك الليلة وعلى مسرح (بنش مارك) ولد من جديد.

غنى عدداً من أغنيات البدايات التي منحها الزمن حياة متجددة، وصارت علامات مضيئة على حياتنا ومشوارنا: (الليلة يا سمرة)، و(نعناع الجنينة)، و(بره الشبابيك)، و(علموني)، وغيرها، من خلال رؤية مختلفة لأوركسترا متكامل يقوده واحد من أكثر الموسيقيين موهبة في عالمنا العربي، المايسترو هاني فرحات.

ووجدنا عناقاً سحرياً بين صوت منير والموسيقى، وتابعنا عازفين، يقدمون (صولو) منفرداً، بحضور طاغٍ؛ ليس فقط للنغمة ولكن لطريقة الأداء، وتجاوب منير مع كل هذه اللمحات العصرية التي منحت الليلة قدراً من الدماء الساخنة، ليتوحد الجميع على هتاف واحد: (بنحبك يا منير).

هل كان منير يفكر في بداية مشواره أنه سيواصل كل هذه السنوات البقاء على القمة؟ هل كان يبحث عندما قدَّم أوراق اعتماده للجمهور لأول مرة عام 1977، أنه بعد أكثر من 45 عاماً، سيظل متفرداً محتلاً كل تلك المساحة من الحب، أم أنه كان فقط يخلص للحظة وللزمن الذي يعيش داخل جدرانه.

لم أسأل منير، ولكن عدت بذاكرتي عندما وجَّهت سؤالاً مماثلاً في منتصف الثمانينات، قبل حصول أديبنا الكبير نجيب محفوظ على نوبل بثلاث سنوات، سألته عن الزمن القادم والخلود، هل يشغله الغد؟ فأجابني: «يهمني أولاً جمهور هذا الزمن. أنا أكتب لكي يقرأني الناس، ومستعد أن أغير طريقة كتابتي لو وجدت أن الجمهور الحالي لا يتقبل مفرداتي وأسلوبي في السرد».

قلت له: ألا تشغلك قيمة الخلود؟ فأجابني: «أتواصل أولاً مع الأحياء على هذه الأرض، هذه هي القيمة، ما الذي سأحققه لو أصبح همي الأساسي هو الخلود كقيمة مطلقة؟»، وأطلق -كعادته- تعبيراً ساخراً: «أعتبرها يا طارق قلة قيمة». كانت لديه أيضاً قناعة أن كل جيل سيخلق مبدعيه الذين يعبرون عنه.

الأيام شهدت ولا تزال أن نجيب محفوظ من القلائل الذين قرأهم العالم بكل لغات العالم، إلا أنه ربما أراد من خلال هذا الحوار الطويل الذي نشرته على صفحات مجلة مصرية سودانية تحمل اسم (الوادي)، أن تصل رسالته لمن كانوا وقتها يغمزون ويلمزون، بأن نجيب محفوظ ينجح لأنه على موجة جمهوره فقط، وهو ما يختصرونه في تعبير (شعبوي)، فأراد أن يؤكد على أهمية أن تصبح بينك وبين الجمهور حالة من الوهج.

المبدع في كل المجالات عليه أن ينفتح على الناس، التصاق الفن بالجمهور يضخ في شرايينه نبض الحياة، وفي الفنون التي يتعاطاها الناس يومياً، مثل الغناء، يزداد الأمر حتمية. (ترمومتر) الجمهور من السهل اكتشافه، ترصده ببساطة أرقام الإيرادات وكثافة المشاهدة في الفضائيات والمنصات وغيرها.

وهكذا رأيت محمد منير مساء الجمعة الماضي، في حالة انتشاء غير مسبوقة، لم يفكر منير أنه سيغني لثلاثة أجيال (الجد والابن والحفيد)، فقط استوعب اللحظة بكل أبعادها، واستطاع أن يُمسك بيديه وميض النور، غنى نغمته وكلمته وإحساسه، فصار (مطرب الأجيال).

بديهي أن هناك من تساقطوا بعد أن قهرهم الزمن، بينما محمد منير يولد في كل حفل من جديد، يقرأ جيداً جمهوره، ليكتشف أنه لا يزال على الموجة؛ بل وهو لا يقصد يخلق الموجة!

علَّى محمد منير في جدة (صوته بالغنا)، وعلَّى الجمهور في الحفل صوته بالإعجاب (بنحبك يا منير)!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد منير يولد من جديد محمد منير يولد من جديد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon