توقيت القاهرة المحلي 22:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قناة السويس وأنا

  مصر اليوم -

قناة السويس وأنا

بقلم - طارق الشناوي

بين الحين والآخر، أحاول أن أمسك ببعض حكايات مرت فى حياتى، اكتشفت أن بعض التفاصيل قد تبخرت تماما، وبعضها برغم أنه من الممكن أن يبدو هامشيا، إلا أنه لا يزال حاضرا بقوة.

أمس احتفلت مصر بذكرى افتتاح قناة السويس، والتى شكلت فى الضمير الجمعى عمق روح كفاح الوطن.

اسم القناة يعيدنى فورًا إلى المرحلة الابتدائية عام 66 زمن جمال عبد الناصر، حيث الأحلام بالزهو والبطولة هى فقط ما نشعر به، وبيننا عام كامل قبل الهزيمة فى 67 التى حطمت بداخلنا كل شىء.

كانت أكبر مكافأة يتلقاها أحدنا هى تلك الجملة التى تقال على سبيل السخرية «إنت فاكر نفسك ابن جمال عبد الناصر».

كنت ولا أزال أقف على مسافة واحدة، بين الشخصيتين الاجتماعية والانطوائية، كنت مسؤولا عن الإذاعة المدرسية، كما أننى التحقت فى المدرسة بفريق التمثيل، وأصبحت أنا لا أدرى السبب ولا بأى أمارة بطل الفرقة، العدو الأكبر للتمثيل هو الخوف من مواجهة الجمهور، ولكن هكذا شاءت الأقدار، وأجرينا بروفات يومية بعد نهاية الفصل الدراسى، المسرحية تتناول حفر قناة السويس، لنعرضها بعد ذلك فى مسابقة عامة لمدارس مصر لاختيار الأفضل، المسرحية تنطلق من لحظة بداية الحفر، فى عهد الخديو إسماعيل، أديت أنا دور (حسنين الفلاح) الذى يذهب إلى القناة مجبرًا على الحفر، كان هذا هو الفصل الأول، أما الثانى فإن حسنين يعود إلى بيته فى القرية، والغريب لم يبق فى ذاكرتى من جمل الحوار إلا ما تردده أم حسنين «أمى»، وهى تقول لزوجها أبو حسنين «أبويا» واسمه عبد الرحمن، تحثه لكى يرحب بابنه وتقول له معاتبة «جرى إيه يا أبو حسنين، ما تسيبنا نفرح بابننا أومال، مش ده حسنين ابنك اللى رجع لنا من حفر الكنال، حد كان يصدق يا شيخ عبد الرحمن»، كان الشيخ عبد الرحمن رافضًا أن يذهب ابنه للتهلكة، ولهذا لم يقابل ابنه بالترحيب اللائق بعد طول غياب، أما فى الفصل الثالث فلقد لقيت حتفى أثناء الحفر، بسبب حرارة الشمس، وبكيت علىّ أمى «أم حسنين» وأبويا الشيخ عبد الرحمن، ولم تعد إلىّ الروح إلا فى مشهد خيالى يأتى فى نهاية المسرحية عندما تنطلق ثورة 23 يوليو ثم قرار عبد الناصر بتأميم القناة، ويعقبه دحر العدوان الثلاثى. الغريب فى الأمر أننى لا أتذكر شيئًا من حوارى فى المسرحية، ولم نحصل بالطبع على أى مركز متقدم فى المسابقة، ولا يزال فى ذاكرتى دوى تصفيق الجماهير، غالبًا كانت أكفهم تلتهب بحرارة تعبيرا عن فرحتهم بانتهاء العرض وانتهاء (الكابوس).

كنت أمارس أيضا فى تلك المرحلة لعب كرة القدم، والشطرنج، وبين الحين والأآخر أطل على غرفة الموسيقى، كما أن الممثل الكوميدى محمد يوسف الذى اشتهر بدور (شكل) فى البرنامج الإذاعى الشهير (ساعة لقلبك)، كان يدرس لنا مادة الفن التشكيلى، وكانت الأحب لنا بسبب خفة ظل الأستاذ، ومع الأسف عندما بدأت رحلتى الصحفية وكان المخرج شريف عرفة قد أعاده مجددا للوقوف أمام الكاميرا فى العديد من الأفلام وأشهرها (عبود ع الحدود)، لم تأت الفرصة لأشكره على تلك الحصة التى كنا نقضيها ضحكا وسعادة.

نسيت أن أذكر لكم أيضا أننى شاركت فى فريق (الكورال)، وهو ما أحاول جاهدا أن أنساه أو أتناساه، رغم أننى علمت من عمى الشاعر والصحفى الكبير مأمون الشناوى، أنه وكل من الأخوين مصطفى وعلى أمين وأيضا إحسان عبد القدوس، كان يدرس لهم الموسيقار محمد عبد الوهاب مادة الموسيقى، وكانوا تباعا يتم طردهم من الحصة إلى حوش المدرسة بسبب ارتكابهم جميعا هذا الفعل الذى يعاقب عليه القانون، جريمة (النشاز)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قناة السويس وأنا قناة السويس وأنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon