توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قناة السويس وأنا

  مصر اليوم -

قناة السويس وأنا

بقلم - طارق الشناوي

بين الحين والآخر، أحاول أن أمسك ببعض حكايات مرت فى حياتى، اكتشفت أن بعض التفاصيل قد تبخرت تماما، وبعضها برغم أنه من الممكن أن يبدو هامشيا، إلا أنه لا يزال حاضرا بقوة.

أمس احتفلت مصر بذكرى افتتاح قناة السويس، والتى شكلت فى الضمير الجمعى عمق روح كفاح الوطن.

اسم القناة يعيدنى فورًا إلى المرحلة الابتدائية عام 66 زمن جمال عبد الناصر، حيث الأحلام بالزهو والبطولة هى فقط ما نشعر به، وبيننا عام كامل قبل الهزيمة فى 67 التى حطمت بداخلنا كل شىء.

كانت أكبر مكافأة يتلقاها أحدنا هى تلك الجملة التى تقال على سبيل السخرية «إنت فاكر نفسك ابن جمال عبد الناصر».

كنت ولا أزال أقف على مسافة واحدة، بين الشخصيتين الاجتماعية والانطوائية، كنت مسؤولا عن الإذاعة المدرسية، كما أننى التحقت فى المدرسة بفريق التمثيل، وأصبحت أنا لا أدرى السبب ولا بأى أمارة بطل الفرقة، العدو الأكبر للتمثيل هو الخوف من مواجهة الجمهور، ولكن هكذا شاءت الأقدار، وأجرينا بروفات يومية بعد نهاية الفصل الدراسى، المسرحية تتناول حفر قناة السويس، لنعرضها بعد ذلك فى مسابقة عامة لمدارس مصر لاختيار الأفضل، المسرحية تنطلق من لحظة بداية الحفر، فى عهد الخديو إسماعيل، أديت أنا دور (حسنين الفلاح) الذى يذهب إلى القناة مجبرًا على الحفر، كان هذا هو الفصل الأول، أما الثانى فإن حسنين يعود إلى بيته فى القرية، والغريب لم يبق فى ذاكرتى من جمل الحوار إلا ما تردده أم حسنين «أمى»، وهى تقول لزوجها أبو حسنين «أبويا» واسمه عبد الرحمن، تحثه لكى يرحب بابنه وتقول له معاتبة «جرى إيه يا أبو حسنين، ما تسيبنا نفرح بابننا أومال، مش ده حسنين ابنك اللى رجع لنا من حفر الكنال، حد كان يصدق يا شيخ عبد الرحمن»، كان الشيخ عبد الرحمن رافضًا أن يذهب ابنه للتهلكة، ولهذا لم يقابل ابنه بالترحيب اللائق بعد طول غياب، أما فى الفصل الثالث فلقد لقيت حتفى أثناء الحفر، بسبب حرارة الشمس، وبكيت علىّ أمى «أم حسنين» وأبويا الشيخ عبد الرحمن، ولم تعد إلىّ الروح إلا فى مشهد خيالى يأتى فى نهاية المسرحية عندما تنطلق ثورة 23 يوليو ثم قرار عبد الناصر بتأميم القناة، ويعقبه دحر العدوان الثلاثى. الغريب فى الأمر أننى لا أتذكر شيئًا من حوارى فى المسرحية، ولم نحصل بالطبع على أى مركز متقدم فى المسابقة، ولا يزال فى ذاكرتى دوى تصفيق الجماهير، غالبًا كانت أكفهم تلتهب بحرارة تعبيرا عن فرحتهم بانتهاء العرض وانتهاء (الكابوس).

كنت أمارس أيضا فى تلك المرحلة لعب كرة القدم، والشطرنج، وبين الحين والأآخر أطل على غرفة الموسيقى، كما أن الممثل الكوميدى محمد يوسف الذى اشتهر بدور (شكل) فى البرنامج الإذاعى الشهير (ساعة لقلبك)، كان يدرس لنا مادة الفن التشكيلى، وكانت الأحب لنا بسبب خفة ظل الأستاذ، ومع الأسف عندما بدأت رحلتى الصحفية وكان المخرج شريف عرفة قد أعاده مجددا للوقوف أمام الكاميرا فى العديد من الأفلام وأشهرها (عبود ع الحدود)، لم تأت الفرصة لأشكره على تلك الحصة التى كنا نقضيها ضحكا وسعادة.

نسيت أن أذكر لكم أيضا أننى شاركت فى فريق (الكورال)، وهو ما أحاول جاهدا أن أنساه أو أتناساه، رغم أننى علمت من عمى الشاعر والصحفى الكبير مأمون الشناوى، أنه وكل من الأخوين مصطفى وعلى أمين وأيضا إحسان عبد القدوس، كان يدرس لهم الموسيقار محمد عبد الوهاب مادة الموسيقى، وكانوا تباعا يتم طردهم من الحصة إلى حوش المدرسة بسبب ارتكابهم جميعا هذا الفعل الذى يعاقب عليه القانون، جريمة (النشاز)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قناة السويس وأنا قناة السويس وأنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon