توقيت القاهرة المحلي 01:37:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قناة السويس وأنا

  مصر اليوم -

قناة السويس وأنا

بقلم - طارق الشناوي

بين الحين والآخر، أحاول أن أمسك ببعض حكايات مرت فى حياتى، اكتشفت أن بعض التفاصيل قد تبخرت تماما، وبعضها برغم أنه من الممكن أن يبدو هامشيا، إلا أنه لا يزال حاضرا بقوة.

أمس احتفلت مصر بذكرى افتتاح قناة السويس، والتى شكلت فى الضمير الجمعى عمق روح كفاح الوطن.

اسم القناة يعيدنى فورًا إلى المرحلة الابتدائية عام 66 زمن جمال عبد الناصر، حيث الأحلام بالزهو والبطولة هى فقط ما نشعر به، وبيننا عام كامل قبل الهزيمة فى 67 التى حطمت بداخلنا كل شىء.

كانت أكبر مكافأة يتلقاها أحدنا هى تلك الجملة التى تقال على سبيل السخرية «إنت فاكر نفسك ابن جمال عبد الناصر».

كنت ولا أزال أقف على مسافة واحدة، بين الشخصيتين الاجتماعية والانطوائية، كنت مسؤولا عن الإذاعة المدرسية، كما أننى التحقت فى المدرسة بفريق التمثيل، وأصبحت أنا لا أدرى السبب ولا بأى أمارة بطل الفرقة، العدو الأكبر للتمثيل هو الخوف من مواجهة الجمهور، ولكن هكذا شاءت الأقدار، وأجرينا بروفات يومية بعد نهاية الفصل الدراسى، المسرحية تتناول حفر قناة السويس، لنعرضها بعد ذلك فى مسابقة عامة لمدارس مصر لاختيار الأفضل، المسرحية تنطلق من لحظة بداية الحفر، فى عهد الخديو إسماعيل، أديت أنا دور (حسنين الفلاح) الذى يذهب إلى القناة مجبرًا على الحفر، كان هذا هو الفصل الأول، أما الثانى فإن حسنين يعود إلى بيته فى القرية، والغريب لم يبق فى ذاكرتى من جمل الحوار إلا ما تردده أم حسنين «أمى»، وهى تقول لزوجها أبو حسنين «أبويا» واسمه عبد الرحمن، تحثه لكى يرحب بابنه وتقول له معاتبة «جرى إيه يا أبو حسنين، ما تسيبنا نفرح بابننا أومال، مش ده حسنين ابنك اللى رجع لنا من حفر الكنال، حد كان يصدق يا شيخ عبد الرحمن»، كان الشيخ عبد الرحمن رافضًا أن يذهب ابنه للتهلكة، ولهذا لم يقابل ابنه بالترحيب اللائق بعد طول غياب، أما فى الفصل الثالث فلقد لقيت حتفى أثناء الحفر، بسبب حرارة الشمس، وبكيت علىّ أمى «أم حسنين» وأبويا الشيخ عبد الرحمن، ولم تعد إلىّ الروح إلا فى مشهد خيالى يأتى فى نهاية المسرحية عندما تنطلق ثورة 23 يوليو ثم قرار عبد الناصر بتأميم القناة، ويعقبه دحر العدوان الثلاثى. الغريب فى الأمر أننى لا أتذكر شيئًا من حوارى فى المسرحية، ولم نحصل بالطبع على أى مركز متقدم فى المسابقة، ولا يزال فى ذاكرتى دوى تصفيق الجماهير، غالبًا كانت أكفهم تلتهب بحرارة تعبيرا عن فرحتهم بانتهاء العرض وانتهاء (الكابوس).

كنت أمارس أيضا فى تلك المرحلة لعب كرة القدم، والشطرنج، وبين الحين والأآخر أطل على غرفة الموسيقى، كما أن الممثل الكوميدى محمد يوسف الذى اشتهر بدور (شكل) فى البرنامج الإذاعى الشهير (ساعة لقلبك)، كان يدرس لنا مادة الفن التشكيلى، وكانت الأحب لنا بسبب خفة ظل الأستاذ، ومع الأسف عندما بدأت رحلتى الصحفية وكان المخرج شريف عرفة قد أعاده مجددا للوقوف أمام الكاميرا فى العديد من الأفلام وأشهرها (عبود ع الحدود)، لم تأت الفرصة لأشكره على تلك الحصة التى كنا نقضيها ضحكا وسعادة.

نسيت أن أذكر لكم أيضا أننى شاركت فى فريق (الكورال)، وهو ما أحاول جاهدا أن أنساه أو أتناساه، رغم أننى علمت من عمى الشاعر والصحفى الكبير مأمون الشناوى، أنه وكل من الأخوين مصطفى وعلى أمين وأيضا إحسان عبد القدوس، كان يدرس لهم الموسيقار محمد عبد الوهاب مادة الموسيقى، وكانوا تباعا يتم طردهم من الحصة إلى حوش المدرسة بسبب ارتكابهم جميعا هذا الفعل الذى يعاقب عليه القانون، جريمة (النشاز)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قناة السويس وأنا قناة السويس وأنا



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon