توقيت القاهرة المحلي 20:07:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف أصبح الطفل البرىء «زومبى»؟

  مصر اليوم -

كيف أصبح الطفل البرىء «زومبى»

بقلم - طارق الشناوي

عندما أطل مجددًا على صفحته، لم يعتذر عن الخطأ؛ أقصد الخطيئة التى ارتكبها فى حقنا جميعا وليس فقط الفنان حسن يوسف، الذى كان بمثابة الأخ الأكبر لتلك العائلة التى تنتمى للفنان الكبير عبدالبديع العربى.. قرأنا الشماتة فى الموت تطل بين حروف كلماته، بعد أن نبتت لها أظافر وأنياب تنشب فى جسد أب وأم مكلومين حزنا على فقدان أصغر أبنائهما عبدالله.

انتقل وجدى العربى من الشماتة فى حسن، إلى توعد كل من ألمته تلك الدموية، ولم يقل شيئا يعتذر عما قاله فى حق تلك العائلة.. فقط أعلن أن كل من سكنته مشاعر إنسانية وأعلن غضبه، سوف يتلقى عقابا قاسيا من الله عز وجل، أما حسن يوسف فسوف يرسل له على الخاص رسالة فقط للتوضيح وليس حتى الاعتذار.. هل كانت رسالة الشماتة الأولى على الخاص مثلا؟ فلماذا ترسل الثانية على الخاص؟.

ألم تشمت فى موت ابنه على الملأ واعتبرت الموت بمثابة انتقام إلهى، لأنه لم يقف فى صف مرسى والجماعة التى أرادت تغيير هوية مصر، فانتفضت مصر للدفاع عن مصر، فأراد الله أن يلقنه درسا بعد 10 سنوات، فأخذ منه ابنه الأصغر، وكأن الموت هو العقاب، وفقدان الأعزاء هو الثمن الذى يدفعه فى الدنيا كل من يرتكب ما اعتبره الإخوان معصية؟!.

ما الذى يحدث فى تكوين الإنسان عندما يتطرف دينيا؟ هل تموت مشاعره وتنقطع جذوره البشرية ليصبح (زومبى)؟!.

لا أتذكر أننى التقيت وجدى العربى طوال مرحلة تواجده فى الدراما والأفلام فى الثمانينيات أو التسعينيات، ربما جمعتنا مثلا لقاءات عابرة فى الاستوديو، كان الانطباع الدائم بالنسبة لى أننا أحببنا هذا الطفل الجميل التلقائى فى فيلمى (نهر الحب) عز الدين ذوالفقار و(بين القصرين) حسن الإمام.. ولكن بعد أن غادر مرحلة الطفولة، أغلقت معها أبواب القبول، وهى حالة نراها مع بعض الأطفال الذين يتوهجون فى مرحلة محددة، ثم يخبو مع الزمن كل شىء.

عرفنا الأستاذ عبدالبديع العربى فى العديد من الأدوار الدينية بأدائه المميز ونبرة صوته التى تدخل قلوب الناس، الأب لم يكن يطبق معايير دينية فى الأدوار التى يلعبها على الشاشة، بدليل أن أشهر فيلم له (العار) لعب دور تاجر مخدرات.

أراد وجدى استكمال طريق الفن، والتحق فى السبعينيات بمعهد المسرح، وتقدم بعد بضع سنوات لخطبة إلهام شاهين، ولم يكن معترضًا على استكمالها المشوار، رغم أن منتصف الثمانينيات بداية مرحلة انطلاق إلهام.. لم نكن نعرف وقتها توصيف (السينما النظيفة)، وكانت إلهام مثل جميع النجمات تؤدى كل الأدوار بلا تحفظ.

لا أعلم تفاصيل الخطوبة ولا الانفصال، ما هو معلن أنه لم يعترض على استمرارها فى الفن.

وجدى أتيحت له فرص عديدة، فهو تفصله سنوات قليلة عن جيل محمود عبدالعزيز وأحمد زكى وفاروق الفيشاوى، إلا أنه لم يتحقق فنيًا، لم تحدث تلك الومضة الخاصة مع الناس، ظل بالنسبة لهم هو الطفل الوسيم الطيب، أخذ نصيبه من النجاح فقط فى تلك المرحلة العمرية.

شىء ما حدث فى البناء النفسى لوجدى.. هل عدم النجاح فى الحياة العملية دافع للتطرف؟، فحاول أن ينطلق من التمثيل للإعلام، وقدم بعض البرامج فى القنوات التى كانت ترفع شعار (الإسلام هو الحل).. أيضا لم يحدث تلامس فى المشاعر مع الناس.

هاجر خارج الوطن إلى إسطنبول، واختفى بضع سنوات.. وبعد مصاب حسن يوسف فى ابنه عاد لكى يشمت ويتوعد من ألمتهم الشماتة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف أصبح الطفل البرىء «زومبى» كيف أصبح الطفل البرىء «زومبى»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon