توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مهمة سرية في «سلطنة عمان»

  مصر اليوم -

مهمة سرية في «سلطنة عمان»

بقلم - طارق الشناوي

قبل نحو شهرين، تلقيت اتصالًا هاتفيًا من مركز (السلطان قابوس للثقافة والفنون) بسلطنة عمان - التابع مباشرة لديوان البلاط السلطانى - للاشتراك فى لجنة التحكيم النهائية فى مجال الإخراج السينمائى (فرع الفنون)، لاختيار مخرج عربى ينال تلك الجائزة.

يُمنح الفائز وسام السلطان الراحل قابوس فى الثقافة والعلوم والفنون والآداب، والذى عُرف بشغفه وحبه للفنون، وخاصة الموسيقى والغناء، وكان يجيد العزف على أكثر من آلة. قيمة الجائزة تتجاوز 250 ألف دولار، فهى الأكبر عربيًا.. سبق أن فاز فى فروع أخرى لتلك الجائزة من مصر الملحن أمير عبدالمجيد (الموسيقى)، الفنان على الحجار (الطرب)، الكاتب الراحل جلال أمين (الدراسات الاقتصادية).

طلب منى المسؤول السرية الشديدة، ليس فقط قبل بداية أعمال اللجنة، ولكن طوال تواجدى باللجنة، وحتى إعلان النتائج صباح أمس.

التقى الأستاذ حبيب بن محمد الريامى، رئيس المركز، بأعضاء لجان التحكيم وأكد أن اللجنة حرة تمامًا فى اتخاذ القرار.. امتدت المناقشات نحو أربعة أيام، ممنوع التواصل مع أحد خارج اللجنة، ولم يعلم حتى أصدقائى العمانيون أننى كنت فى (مسقط) إلا عند قراءتهم هذا العمود.. أعضاء اللجنة الثلاثة التقوا لأول مرة لحظة انعقاد اللجنة، وهم: (الباحث والناقد السينمائى والشاعر العمانى حبيب عبدالله، والمخرج السويسرى من أصل سورى مانو خليل، وكاتب هذه السطور).. وسريعًا ما اكتشفنا أننا على موجة فكرية واحدة.

لم يحدث- كما علمت- أن الإعلام تمكن طوال عقد من الزمان - عمر تلك الجائزة - من اختراق سور السرية الذى يغلف أعمالها.

فى البداية، هناك لجنة اختيار تتأكد من انطباق الشروط على المرشحين.. ورغم ذلك، من حق أعضاء لجنة التحكيم النهائية مراجعة كل الأسماء، حتى المستبعد منها.. ولو رأت جدارتهم بالتسابق النهائى، يحظر كتابة أسماء من تقدموا للجائزة ولم يحصلوا عليها حتى بعد إعلان النتائج.

أكد الأستاذ حبيب، رئيس المركز، أن الإدارة لا تملك سوى توفير كل ضمانات العدالة.. لجأت اللجنة إلى أسوأ الحلول وأبغض الحلال وهو حجب الجائزة، رفضت اللجنة بإجماع الآراء وجهة النظر الأخرى التى تقضى باختيار أفضل المرشحين، وجدنا أن هذا يتناقض تمامًا مع قيمة الجائزة.

كثيرًا ما يثار هذا السؤال فى المهرجانات والمسابقات: هل نختار فى المطلق أم فى النسبى؟.. أنا أميل أكثر للاختيار فى المطلق. قيمة الجائزة تتأكد، ليس فقط فيمن يمنحها ولكن جدارة من يحصل عليها، ولهذا لا نختار فيما هو فقط بين أيدينا (النسبى)، ولكننا نتطلع للأفضل (المطلق).

هل لا يوجد بين مخرجى السينما فى عالمنا العربى من يستحقها؟.. إجابتى، وبحكم تواجدى فى عشرات المهرجانات العربية والدولية، من الممكن أن أذكر لكم على الأقل 100 مخرج عربى يستحقونها وعن جدارة، ولكن هؤلاء لم يتقدم أحد منهم، ومن تقدم لا يتجاوز عددهم 25 مخرجًا فقط لا غير، ليس بينهم أحد من المائة!.

كانت التوصية بالإجماع؛ أن يتم الإعلان عن فتح باب الترشح فى المسابقات القادمة عن طريق حفل ضخم تنقله الفضائيات، وفى هذه الحالة لن تحجب أبدا الجائزة.. عالمنا العربى زاخرٌ بالموهوبين فى كل المجالات.

هذه ربما رحلتى العاشرة لسلطنة عمان، إلا أنها المرة الأولى التى يتاح لى أن أقترب من معالم هذا البلد العريق، وتجولت فى المتحف والمكتبة ودار الأوبرا والجامع والجامعة والمراكز الثقافية.. وغيرها. كل شىء فى عمان يحمل خصوصيةَ وعبقَ وروحَ هذا البلد.

السلطان الراحل قابوس كانت لديه رؤية عميقة للمستقبل، والسلطان هيثم بن طارق يكمل المسيرة الرائعة ببصمته الخاصة.

منحت الطبيعة (سلطنة عمان) فيضًا من السحر والجمال، لم يكتفِ أهلُها بالمنحة الإلهية، اشتغلوا بأيديهم وقلوبهم وأضافوا مزيدًا من السحر والجمال لهذا البلد الذى تشهد شوارعه بأنه الأنظف فى العالم.

ما إن تغادر (سلطنة عمان) حتى تشعر بالحنين مجددًا للعودة إليها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهمة سرية في «سلطنة عمان» مهمة سرية في «سلطنة عمان»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon