توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بنات ألفة».. يواجه داعش

  مصر اليوم -

«بنات ألفة» يواجه داعش

بقلم - طارق الشناوي

لم تكن مفاجأة أن يحظى فيلم (بنات ألفة) بجائزة (الشرق) لأفضل فيلم وثائقى عرض فى قسم (روائع عربية)، حيث إنه سبق له المشاركة فى مهرجان (كان)، وبالتالى لم تشأ إدارة مهرجان (البحر الأحمر) الإبقاء عليه للتنافس فى المسابقة الرسمية. عندما تشاهد الفيلم لا تستطيع أن تضع حدًا فاصلًا بين الحقيقة التى يدعمها الواقع المسجل بالصوت والصورة.

وبين الدراما التى لها مذاق الحقيقة، هند صبرى لعبت دور ألفة التى احتلت مساحة كبيرة على الشاشة، المخرجة كوثر بن هنية منذ اللقطة الأولى عقدت معاهدة بينها وبين الجمهور، ليصبح قادرًا على قراءة( أبجدية) الفيلم القائمة على هذا المزج، المحسوب بدقة بين تسجيل ما حدث بالضبط، وبين الخيال الذى يُكمل الصورة، الإضافة محسوبة بدقة حتى لا تجرح الطابع التسجيلى للشريط السينمائى.

أمسكت كوثر بن هنية بميزان دقيق وكأنه معادل موضوعى لمقياس (فيمتو ثانية)، لا يسمح للنجمة المحترفة هند صبرى، سوى أن تعود أمام الكاميرا، إلى مرحلة ما قبل الاحتراف، حتى لا تخدش الرؤية الفكرية والبصرية التى رصدتها المخرجة، أقصد أن الشخصية الواقعية التى تؤديها (ألفة) الحقيقية يجب أن تدرك أن هناك قواعد فى الحركة أمام الكاميرا.

هما الأصل والصورة، وأنت كمتلق عليك ألا تفرق بينهما، ولهذا شاهدناهما معًا فى اللقطة الأولى، بين الحين والآخر يختلط عليك الأمر، وهذا هو بالضبط المطلوب، السيناريو به روح الارتجال حتى تحافظ على التلقائية، ومن البديهى أن هناك إعادة للقطات تسمح للمخرجة فى نهاية الأمر باختيار الأفضل فى المونتاج النهائى، المشهد الأول يفيض بخفة الظل فى ليلة الدخلة، والناس تنتظر أن ترى وثيقة براءة ألفة كفتاة بكر.

وأن الزوج الذى أدى دوره مجد مستورة الحاصل قبل سنوات على جائزة الدب الفضى لأفضل ممثل فى مهرجان برلين، دور صغير هذه المرة فى المساحة، ولكن مجد أداه باقتدار، تنهال عليه الزوجة هند صبرى فى ليلة الدخلة ضربًا حتى تدمى وجهه، وتضع الملاءة على الجراح ويراها الجيران باعتبارها دماء غشاء البكارة، وضجت الصالة بالضحك.

القضية لا تزال حاضرة فى العالم، والابنتان رحمة وغفران حاليًا، فى سجون داعش بليبيا، حيث تمكنت العناصر الإرهابية التى تغلغلت إلى تونس، وهى تتدثر عنوة بالإسلام من تجنيد الفتاتين عن طريق خطوات تبدأ بالحجاب ثم النقاب مع أحاديث عن عذاب القبر لبث الهلع فى النفوس، مع ذكر تلك الأناشيد الإيقاعية التى يؤدونها بدون آلات وترية، لأنهم يعتبرون الوتر، أقصد الموسيقى النغمية، باستخدام آلة مثل (العود) أو (القانون) مثلا حرام شرعا، ولا يوجد سند شرعى لتلك الفتوى، وهى تفصيلة أرادت المخرجة تأكيدها، لتمنح الشريط مصداقية، عندما تستخدم كل المفردات الداعشية.

تم تهريب الابنتان إلى ليبيا، وتتزوج كل منهما من أحد القيادات الداعشية، ولم يتم حتى الآن الإفراج عنهما من السجن. قلت وكتبت أكثر من مرة، ويبدو أننى سأكتب أكثر من مرة، أن سقف الحرية كلما ارتفع مع مبدع يقدر المسؤولية الاجتماعية ورقيب ينحاز للإبداع، استطعنا أن نقدم فى مصر الكثير والكثير، ونعود للتواجد على خريطة المهرجانات العربية والعالمية، وأجزم أن لدينا الفنان الملتزم بوعى بقضايا بلاده.

ولكننا بحاجة إلى رحابة فكرية تتسع، لا أقول للإبداع، ولكن قبل ذلك لمبدأ الحرية فى اختيار الرؤية، بعيدا عن هؤلاء المتنمرين، الذين يطاردون كل من أراد إعمال العقل، على الفور تجدهم يبذلون جهدهم لقصف ريشه، حتى لا يجرؤ على التفكير فى الطيران. (بنات ألفة) استحق الجائزة فى (البحر الأحمر)، لأن صُناعه قرروا التحليق بأجنحة لا تعرف الخوف!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بنات ألفة» يواجه داعش «بنات ألفة» يواجه داعش



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon