حالة من التخبط لا تزال تسيطر على المشهد الغنائى، في ظل توابع قرار نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، بعد إلغاء التصريح لمطرب الراب العالمى ترافيس سكوت، ما أدى إلى تداعيات سلبية على مختلف الأصعدة.
المطرب العالمى الذكى المتفهم لطبيعة الأمور، أصدر بيانا أكد فيه تفهمه لما حدث، وأشار أيضا إلى أنه يستعد للقاء قريب جدا مع الجمهور المصرى الذي يكن له كل تقدير واحترام.
تذاكر الحفل بيعت في دقائق بمجرد الإعلان عنه، وهو ما نعتقد تكراره عند الإعلان القادم، قرار التأجيل جاء مباشرة من الشركة المنظمة للحفل، وليس من أي جهة قضائية.
الحجة المعلنة غضب (السوشيال ميديا)، وعندما سألو النقيب كيف إذن وافقت في البداية على الحفل؟ جاءت إجابته المضحكة، لم أكن أعرف عن المغنى العالمى الكثير.
وهكذا قرر النقيب مؤخرا إنشاء وحدة للتحرى عن المطربين الأجانب، وتقديم تقرير شافٍ ووافٍ عن تفاصيل حياتهم، قبل أن يمنحهم التصريح، وقال النقيب إنه سوف يستعين بمجموعة من المتخصصين في هذا المجال.
هل هذا هو دور النقابة أم الرقابة على المصنفات الفنية؟ الرقابة هي المنوط بها كل تلك التفاصيل، إلا أن النقابة تورطت ولا تستطيع التراجع، فقررت إكمال الطريق.
غياب الرؤية الاستراتيجية عن صاحب القرار دفعته لكى يعلن استجابته للـ(سوشيال ميديا) في سحب الترخيص، وتابعنا بالفعل بعدها عددا من تكبيرات التهليل والمباركة، كما أن النقيب أعلن أيضا سعادته بنجاحه في تأجيل الحفل وسجد لله شكرا وحمدا.
وسيبقى السؤال الذي يطارد النقيب، هل سيعامل الجميع بالمثل أم أنه سوف يطبق قاعدة (خيار وفاقوس)؟، مثلا هناك من اعترض على الفستان الصيفى الذي ارتدته نانسى عجرم في حفلها الأخير بالعلمين.. فهل يستجيب النقيب المؤمن ويعلن على الملأ أن الفستان ضد التقاليد المصرية الأصيلة، مطبقا الكود الأخلاقى الذي كان النقيب السابق هانى شاكر قد أقره، معلنا المساحة المسموح بها في الصدر أو فوق الركبة.
لا أعتقد أن الرقيب أقصد النقيب سوف يتناول هذه المرة أي شىء، سيغض الطرف متذكرا الحكمة (لا أرى لا أسمع لا أتكلم).
هناك دعوة نتابعها منذ سنوات، يعلو فيها هذا الصوت الذي تحول إلى سوط ينهالوا به بكل قسوة، ضد من يحاول الخروج عن الطابور، الذي حددوا هم كل قواعده، بدون تفويض من أحد.
الخطوات القادمة أراها محفوفة بالمخاطر، لو لم ننتبه إلى خطورة ما يجرى، الصوت الذي يميل لفرض مزيد من القيود يعلو حاليا على كل الأصوات، ونراه في العديد من المواقع متدثرا عنوة بغطاء اسمه حماية قيم المجتمع.. فهل تهتز قيم المجتمع من فستان ارتدته نانسى أو أنغام؟!
مع الأسف، فعلوها وتمكنوا من فرض إرادتهم، في عدد من المواقع، وصارت (أكوادهم) الأخلاقية هي المسيطرة.
تغلغل تلك الأصوات في النقابات الفنية أراه هو الخطر القادم، النقيب الذي أصبح رقيبا، أول من سيتورط، فهو حاليا ومنذ أن صار نقيبا، باتوا يسمحون له بالتواجد كمطرب في الحفلات، ماذا لو كانت روبى هي نجمة الحفل التي يقطعون التذكرة من أجلها، وتم الاتفاق مع مصطفى كامل، للمشاركة في الحفل، وهناك من تحدث في الوسائط الاجتماعية عن الفستان، ما الذي تنتظره، من مصطفى كامل الذي يغنى تحت مظلة جماهيرية روبى، بينما روبى تغنى تحت مظلة النقابة التي يرأسها مصطفى كامل.. هل سيعترض وقتها ع فستان روبى؟.
تريدون إجابتى.. سوف يلتزم النقيب الصمت، معلنًا أن نقابة وليس رقابة، ويخرج حرف الراء نهائيًا من الأبجدية.