توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حقيقة أم «فنكوش».. ناصر وفوزى؟

  مصر اليوم -

حقيقة أم «فنكوش» ناصر وفوزى

بقلم - طارق الشناوي

البحث عن بطل، لو لم نجده لاخترعناه هكذا ارتحنا ونحن سعداء بالمعنى الجميل الذى يعبر عن قناعاتنا أو رغباتنا أو حتى إحباطنا.

هل كان محمد فوزى هو الفنان الوحيد الذى قال لا لعبدالناصر ورفض الغناء باسمه، فأصابته طعنات رجال ناصر؟ طال التأميم مطلع الستينيات شركته (مصر فون)، بينما لم يقترب أحد من شركة منافسيه (صوت الفن) لمحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، لأنهما غنيا بمناسبة وبدون مناسبة لعبدالناصر.

يبدو فوزى فى صورة بطل يقول (لا على جثتى)، كما أنها تؤكد صورة عبدالناصر، الذى يريد أن يحيل الوطن إلى بوق للهتاف باسمه. سألت قبل بضع سنوات الأستاذ سامى شرف، سكرتير الرئيس عبدالناصر، عن الحقيقة، فطلب أن أمهله عدة أيام للعودة لأوراقه، إلا أنه بعد أقل من ساعتين عاود الاتصال وقال لى: فوزى لديه مصنع أسطوانات وليس مجرد شركة، ومن هنا جاء قرار التأميم، الذى كان يستثنى الشركات الصغيرة، ربما كان عبدالوهاب وعبدالحليم كانا أكثر حصافة، وحافظا على سقف مالى محدود لشركتهما.

قرار التأميم جاء عشوائيًّا، مهما وجد فيه البعض ضرورة مثل الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس الذى رحب بتأميم الدولة لمؤسسة (روزاليوسف).

هل حقًّا لم يغن فوزى لجمال؟ تاريخيًّا بدون علم عبدالوهاب غنى فوزى لحنه (ناصر كلنا بنحبك)، وعندما سألوه، قال لهم: لم يستطع عبدالوهاب غناءها كما ينبغى، وأقام عبدالوهاب دعوى ضده لمصادرة الأسطوانة، أتمنى ان يعثر عشاق فوزى على هذا التسجيل النادر.

زمن ثورة 23 يوليو دفع الفنانين أو لنقل العدد الأكبر منهم إلى رؤية ملامح الوطن فى ملامح الزعيم، مراهقة شعورية، الكل غنى لعبدالناصر، وتتعدد الدرجات هناك من غنى إيمانًا بالرجل ومبادئه ـ أو من غنى خوفًا أو نفاقًا، ولا أتصور أن الأمر كان متاحًا للجميع دون الحصول على ضوء أخضر، كانت البداية مع أم كلثوم، حتى قبل أن يصبح عبدالناصر رئيسًا للجمهورية.

غنت (يا جمال يا مثال الوطنية) عام 54 بعد المحاولة الفاشلة لاغتياله فى ميدان المنشية، وكان محمد نجيب هو رئيس الجمهورية، رددت: (أجمل أعيادنا المصرية بسلامتك يوم المنشية)، التى غيرها الشاعر بيرم التونسى مرتين، الأولى بعد أن أصبح جمال رئيسًا فصارت عام 55 (أجمل أعيادنا المصرية برياستك للجمهورية)، إلا أنه بعد 58 وإعلان الوحدة مع سوريا صارت (أجمل أعيادنا العربية برياستك للجمهورية)، وقدم رياض السنباطى لحنًا أقرب لحلقات الذكر، نصف ساعة تعيد أم كلثوم وتزيد نفس (الكوبليه) وتنهيه قائلة: (ردوا عليه) ويردون طبعًا عليها (الكورس) على المسرح، وأيضًا الجمهور فى الصالة.

أين فوزى من كل ذلك؟ لا أتصور سوى أنه أراد مثلهم، أن يغنى، ولكنه كان يبحث عن الفكرة، كان يضع فى ذهنه أيضًا النجاح الجماهيرى الذى حققه الثلاثى صلاح جاهين وكمال الطويل وعبدالحليم، كما كانت هناك أيضًا ثنائية بين عبدالوهاب والشاعر حسين السيد، ووجد فوزى أنه من الممكن أن يغنى لعبد الناصر من خلال الأطفال، وهو اللون الذى لا ينافسه فيه أحد، وجاءت أغنية (كان وإن/ إن وكان) التى كتبها حسين السيد، تبدأ بهذا المطلع (بابا كان له صاحب ضابط جوه الجيش)، وتنتهى (عارفين مين كان صاحب بابا؟) يرد الأطفال (بابا جمال)، ويغنى فوزى: (وحبيبنا وقائد ثورتنا) يرد الأطفال: (بابا جمال) ويغنى فوزى: (واللى رجع لنا وحدتنا) يرد الأطفال: (هو بابا جمال هو بابا جمال هو بابا جمال) والأغنية مسجلة فى حفل نهاية الخمسينيات.

فوزى لم يتم عقابه لأنه لم يغن لعبد الناصر، لسبب أنه لا هو ولا غيره كان يملك أن يقول لا لعبدالناصر، وعلى فكرة محرم فؤاد بعد رحيل عبدالناصر ردد شيئًا مشابهًا قائلًا إن الدولة بكل أجهزتها جاملت عبدالحليم لأنه غنى لعبدالناصر، بينما هو رفض فناصبوه العداء، هذه أيضًا (فنكوش)!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقيقة أم «فنكوش» ناصر وفوزى حقيقة أم «فنكوش» ناصر وفوزى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon