توقيت القاهرة المحلي 06:38:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من «السندريلا» إلى «الست».. دموع منى زكي في البحرين!

  مصر اليوم -

من «السندريلا» إلى «الست» دموع منى زكي في البحرين

بقلم : طارق الشناوي

فى ندوة تكريمها بمهرجان (البحرين السينمائى) انهمرت الدموع من عيون منى زكى، قالوا إن السبب ما تعرضت له قبل نحو ثلاث سنوات بسبب فيلم (أصحاب ولا أعز)، حيث ترصد لها مَن يختلط الأمر عليهم بين دور الواعظ ودور الفنان.

لم يتوقفوا عند حدود الهجوم على منى، بل توجهوا إلى أحمد حلمى يطالبونه بإعلان الطلاق. الغريب أن هناك مَن اعتبر نفسه متخصصًا فى ملاحقتها عبر (الميديا)، وهكذا عندما نُشرت لها صورة من مسلسلها التالى

(تحت الوصاية)، واصلوا الهجوم، والتشهير بها فى أى عمل فنى، ونال المسلسل المركز الأول فى قائمة الأفضل فى رمضان 2023، وهو ما تكرر فى فيلمها (الرحلة 404)، فتحوا فوهات الغضب لأنها تؤدى دور عاهرة قررت التوبة والسفر لأداء فريضة الحج، وتم مؤخرًا اختيار الفيلم باعتباره الأفضل لتمثيل مصر فى مسابقة الأوسكار.

آخر الضربات تتلقاها حاليًا وبضراوة بسبب فيلم (الست) عن حياة سيدة الغناء العربى، قطعًا من حق كل إنسان وليس فقط الناقد أو الصحفى أن يدلى بدلوه، إلا أن الحكم يجب أن يصدر بعد المشاهدة، وحتى الآن لم يرَ الفيلم أحد، البعض يحكم بأثر رجعى لأن مسلسل (السندريلا) عن حياة سعاد حسنى، والذى عُرض قبل نحو ١٦ عامًا، قوبل بهجوم من الجمهور، بل تبرأ منه كل المشاركين فيه، كاتب القصة ممدوح الليثى، والمنتج طارق نور، بينما كاتب السيناريو والحوار عاطف بشاى لم يتحمل قلبه تلك الفاجعة، ودخل المستشفى معلنًا أن هناك مَن تدخل فى النص، بينما المخرج سمير سيف لاذ بالصمت.

الوحيدة التى دافعت عن المسلسل هى منى زكى، الشريط الدرامى بكل تفاصيله تلقى هزيمة شعبية، وليست قطعًا البطلة، هى المسؤولة عن الإخفاق، عندما رشحت منى لأداء دور أم كلثوم فى (الست) تشبثت به لأنه سوف يحرك بداخلها كل مقومات الإبداع.

وعندما ألمح اسم الكاتب أحمد مراد والمخرج مروان حامد على أى عمل فنى، أشعر بقدر من الاطمئنان والترقب فى انتظار الفيلم على الشاشة، وبعدها لكل حادث حديث.

يتردد بداخلى هذا السؤال عن مدى تمتع الكاتب والمخرج فى تقديم الإنسان (أم كلثوم) وليست فقط الأسطورة، نعم حقق مسلسل المخرجة القديرة إنعام محمد على قبل ربع القرن نجاحًا استثنائيًّا وصار من أكثر مسلسلات الدراما جماهيرية، بينما أخفق فيلم (كوكب الشرق)، الذى أخرجه فى نفس التوقيت محمد فاضل، إلا أننا فى حالتى النجاح والإخفاق شاهدنا وجهًا واحدًا للصورة أم كلثوم الملاك.

أتذكر أن ورثة (كوكب الشرق) أقاموا دعوى قضائية طالبوا فيها بإيقاف عرض المسلسل خوفًا من الاقتراب من حياتها الشخصية، إلا أن التليفزيون لم يستجب لهم، وبعد الحلقات الخمس الأولى بدأ الشارعان المصرى والعربى ولا حديث يجرى سوى عن روعة المسلسل، وتغير موقف الورثة تمامًا، فأقام المهندس محمد الدسوقى حفل سحور رمضانى لفريق العمل، وكان هو أقرب الشخصيات لأم كلثوم، فهو ابن شقيقتها، المسؤول عن كل تعاقداتها، وأصبح بعد رحيلها هو المتحدث الرسمى للورثة.

كانت أم كلثوم حريصة على تسجيل حياتها، ولم تخشَ الحديث عن فقرها وكفاحها. شىء واحد رفضت البوح به، وهو حياتها العاطفية، وهو بالفعل ما تجنبه الكاتب محفوظ عبدالرحمن وهو يكتب حلقات المسلسل.

كثير من الفنانين قُدمت حياتهم بعد الرحيل فى أعمال درامية، وأقام الورثة دعاوى قضائية لإيقاف العرض، وطالبوا بتعويض، والقائمة طويلة.. ورثة الشيخ الشعراوى وعبدالحليم حافظ ونزار قبانى وأسمهان، بل صباح رغم أن مسلسل (الشحرورة) قُدم فى حياتها، وهى التى سجلت للكاتب قصة حياتها، إلا أنها بعد بداية عرض الحلقات طالبت أيضًا بإيقافه بحجة أنه يزور الحقيقة. قبل نحو أربع سنوات، أعلنت نبيلة عبيد أنها توصى الجميع بعدم تقديم حياتها فى أى عمل فنى.

كان أيضًا الراحل د. محمد عبدالوهاب، أستاذ الأشعة، أرمل السيدة فاتن حمامة، قد رفض تمامًا فكرة تقديم حياة سيدة الشاشة فى مسلسل أو فيلم. أكد لى أنه لن يكتب مذكراتها، ولا حياته معها، واعتبر ذلك منطقة محرمة، رغم أنه عاش 40 عامًا زوجًا لها، فهو ثالت أزواجها، بعد المخرج عزالدين ذوالفقار والنجم عمر الشريف، والحقيقة أن ابنى فاتن، طارق عمر الشريف ونادية ذوالفقار، شاركاه الرأى، فهما لا يرحبان بتقديم أعمال فنية عن فاتن، وكانت تلك أيضًا رغبة فاتن، فهى لم تكن حريصة على كتابة مذكراتها، ولا حتى إقامة سرادق عزاء لها، وهو ما سبق أن أعلنته مديحة يسرى قبل رحيلها بثلاثة أعوام، وأوصتنا جميعًا ألا نسمح بعد أن يحين أجلها بتقديم حياتها دراميًّا. شادية قد أبدت انزعاجها عندما بدأت إحدى شركات التليفزيون قبل نحو 11 عامًا فى تصوير مسلسل يتناول سيرتها الذاتية، وتم إسناد دورها وقتها إلى دنيا سمير غانم. غضب شادية كان كافيًا تمامًا للتوقف عن تنفيذ المشروع. هند رستم أوصت ابنتها الوحيدة، «بسنت»، بألّا تسمح لأحد بذلك، ولا تزال الابنة حريصة على تنفيذ وصية هند رغم الإغراءات المادية. وقبل أربع سنوات، كانت المعركة على أشدها فى (الميديا)، بعد أن أكد محمد رمضان عن استعداده لتقديم حياة أحمد زكى فى مسلسل أطلق عليه (الإمبراطور)، وكان الكاتب وحيد حامد هو أول المرشحين لكتابة سيرة أحمد باعتباره شاهد عيان على الكثير من التفاصيل، إلا أنه اعتذر لحساسية الشخصية، وتم تكليف بشير الديك، ثم توقف المشروع للعام القادم، وأظنه لن يفتح أبدًا هذا الملف مجددًا لأن جزءًا كبيرًا من أبطال قصة حياة أحمد زكى على قيد الحياة، ولن يسمحوا بأن يقدم أحد لمحات من حياتهم، بدون موافقتهم. أكثر من نجمة كانت لها حكاية معه، والعديد ممن فى الوسط الفنى لديهم أيضًا تفاصيل، لا أتصور أن من الممكن تقديم حياة أحمد زكى فى المستقبل القريب، ربما بعد عقد أو اثنين من الزمان.

على الجانب الآخر، كمال الشناوى كتب مذكراته، وأودعها لدى ابنه المخرج محمد الشناوى، وترك له الحرية فى تقديمها، بينما نور الشريف، قبل أكثر من عشر سنوات، قال لى إنه كتب بالفعل مذكراته. عندما سألت بوسى قبل خمسة أعوام قالت لى إنها لم تعثر على تلك الأوراق، وأضافت أنه ربما كانت لديه الرغبة، ولكن عمليًّا لم أجد شيئًا؟!.

ويبقى السؤال: لماذا لم يتحمس عدد كبير من النجوم لتقديم حياتهم وهم على قيد الحياة، وأوصوا أيضًا بذلك بعد الرحيل؟. المؤكد أنهم شاهدوا الكثير مما تقدمه الدراما، واكتشفوا أن التزوير هو العنوان. الفنان فى العادة يطل على الحقيقة فقط بزاوية خاصة، لا يرى سوى ما يضعه فى البؤرة ويُحيله إلى أن يتبوأ المقدمة ويحتل قلب الأحداث، لا أتصور أننا من الممكن أن نملك الشجاعة لنروى كل شىء، ومَن فعلوها فى لحظة شجاعة دفعوا الثمن، حتى بعد رحيلهم، ولهذا ستظل رواية السير الشخصية فى عالمنا العربى مُحاطة بكثير من المحاذير والمحظورات، لا أحد يملك الشجاعة لكى يقول كل شىء.

وأرى أن هذا هو الترمومتر الحقيقى، وهو ما يدفعنى إلى الانتظار لأعثر على إجابة، هل سنرى أم كلثوم الإنسانة فى (الست) أم أننا سنرى فقط (ست الستات)؟. أم كلثوم قطعًا تحمل كل مقومات البطلة الشعبية دراميًّا وجماهيريًّا. عانقت النجاح بكل أطيافه، وعشقت الوطن ومنحته كل حياتها، إلا أنها إنسانة لها أيضًا لحظات ضعفها. قالت منى زكى فى لقائها بمهرجان (البحرين السينمائى) إنها لا تزال تعيش بوجدانها مع أم كلثوم، أترقب أن أرى نبض أم كلثوم على الشاشة، وبعدها ستمسح منى زكى دموعها!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من «السندريلا» إلى «الست» دموع منى زكي في البحرين من «السندريلا» إلى «الست» دموع منى زكي في البحرين



GMT 09:00 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 08:56 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

GMT 08:55 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صيحة سلمان الداية... لها وعليها

GMT 08:54 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا... الحكومة العمالية بين فكي رحى

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الخامس والأربعون والسابع والأربعون

GMT 08:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«بليغ حمدي» يرتدي البنفسجي!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 05:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
  مصر اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
  مصر اليوم - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon