توقيت القاهرة المحلي 08:30:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(دنيا تانية) وزنى المحارم!

  مصر اليوم -

دنيا تانية وزنى المحارم

بقلم - طارق الشناوي

يجب أن نفرق بين جريمة (التحايل) التى لجأ إليها صُناع مسلسل (دنيا تانية) وعرضوا الحلقة الأولى كاملة بدون موافقة الرقابة، وبين اعتراض المجلس الأعلى للإعلام برئاسة الكاتب الصحفى الكبير كرم جبر، الذى لا ننكر قطعا حرصه على قيم المجتمع.

فى الوقت الذى ندين فيه تحطيم القوانين المنظمة لشؤون حياتنا، يجب معاقبة الخارج عن القانون، الذى تحايل بالعرض، إلا أن هناك خطورة فى تعدد أجهزة الرقابة، المفروض أن لدينا جهازا رقابيا واحدا عرفته مصر قبل أكثر من 100 عام، فى البداية كان تابعا لوزارة الداخلية، ومع قيام ثورة 23 يوليو صارت الرقابة فى منتصف الخمسينيات مسؤولية وزارة الثقافة، وهذا يؤكد دور الرقابة فى استيعاب الفن والثقافة، والدليل أن كاتبنا الكبير نجيب محفوظ تولى مسؤولية الرقابة عام 57 وضرب مثلا للرقيب الذى ينحاز للحرية، ولا يسمح بقراءة متوجسة، فى الوقت الذى كان فيه أحد الرقباء أصدر قرارا بمصادرة أغنية (يا مصطفى يا مصطفى) بحجة أنها تتغنى بزعيم الوفد مصطفى باشا النحاس، أجازها كاتبنا الكبير، ساخرا من الرقيب الهمام.

أتذكر أيضا كيف أن الراحل د. جابر عصفور، بحكم موقعه أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، لعب دورا محوريا فى التصريح بفيلم (آلام المسيح) لميل جيبسون عام 2004، الرقابة رفضته استنادا إلى مبدأ منع تجسيد الأنبياء، أجاز د. عصفور العرض على مسؤوليته، ولاقى الفيلم نجاحا ضخما وشاهده كل المصريين، والأغلبية من المحجبات اللاتى بكين تأثرا بتعذيب السيد المسيح عليه السلام، ولم يعترض بالمناسبة الأزهر الشريف.

وفى عام 2014 فى عهد (د. عصفور) تم تطبيق قرار التصنيف العمرى، وبرغم أن تكوين الرقابة الحالى لا يتناسب مع المهمة الموكلة إليها، والمفروض أن تتم إضافة عدد من أساتذة علم النفس والاجتماع وبعض القامات الفنية لتحديد الأعمار الملائمة للمشاهدة، لكن هذه حكاية أخرى.

قال لى مدير الرقابة د. خالد عبدالجليل إن سيناريو (دنيا تانية) الذى حصل على تصريح بالعرض، لا يوجد فيه المشهد الختامى فى الحلقة الأولى الذى أثار هذه الزوبعة لأنه يقع تحت طائلة (زنى المحارم) الممنوع أصلا من التناول طبقا لقوانين الرقابة، حيث تضبط ليلى علوى زوجها فى أحد الفنادق مع شقيقتها، بالمناسبة قدم المخرج المشهد الممنوع والجميع يرتدون ملابسهم كاملة.

قلت للرقيب: سبق أن قدم مسلسل (البرنس) قبل عامين (زنى المحارم) ولم تعترض الرقابة؟.

ولم أتلق إجابة قاطعة، وفى كل الأحوال يظل الأهم هو أسلوب التناول، نقف كلنا ضد الإسفاف والتردى والتجارية، إلا أنه لا يوجد فى الحياة ما هو ممنوع من التداول أو التناول، الفيصل هو الأسلوب، يجب أن نُدرك أن القنوات الفضائية العربية، التى تدخل كل البيوت بها العديد من تلك المشاهد، وإذا أصدرنا قرارا بمنع مناقشة بعض القضايا فى قنواتنا المحلية، فسوف نشاهدها على قنوات أخرى وبأيدى فنانين مصريين.

الأمر فى الحقيقة ملتبس على كل الأطراف، الشارع بنسبة كبيرة يميل لفرض مزيد من القيود، وفى نفس الوقت فإن علينا أن نقدم للناس كل ما هو (مسكوت عنه)، لكن بأسلوب لا يدعو للترويج، خيط رفيع يجب أن نُمسك به. التحايل بالعرض بدون موافقة الرقابة جريمة متكاملة الأركان، إلا أن تعدد جهات الرقابة فى أى مجتمع مأزق، علينا جميعا أن نسأل عن جدواه؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دنيا تانية وزنى المحارم دنيا تانية وزنى المحارم



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon