توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرف الجر الملعون

  مصر اليوم -

حرف الجر الملعون

بقلم - طارق الشناوي

ربنا يعلى مراتبك وينعم عليك بـ(فى)، قادر يا كريم، ما هي حكاية (فى)؟.

هناك نجوم صار رهانهم الأساسى، بل والوحيد، الوصول لتلك المكانة، عندما يسبق اسم النجم الجميع ويأتى بعده مباشرة حرف الجر (فى)، ثم اسم المسلسل أو الفيلم وبعدها لا شىء يهم، مؤخرًا مثلًا أقام النجم الكبير محمود حميدة دعوى قضائية بسبب ما حدث له مع فيلم (هارلى)، عندما اتفق على كل التفاصيل، ومنها أن يأتى اسمه في المقدمة مع محمد رمضان وبعدها (فى) ثم اسم الفيلم، الشركة المنتجة لم تلتزم بالاتفاق، لأن رمضان رفض، وأراد أن يكتب اسمه منفردًا، ووجد حميدة أن اسمه حل ثالثًا بعد أيضًا مى عمر،ن وبدون (فى)، مؤكد أن تكوين حميدة الفكرى وتاريخه أكبر بكثير من تلك الملاحظة، ولكن، كان ينبغى أن يتابع الناس سر الغضب، وهو ما رأيته أيضا في فيلم محمد رمضان الأخير (ع الزيرو)، جاء اسمه سابقًا الجميع وبعده (فى)، وبعد ذلك اسم نيللى كريم، وأتصور أنها تعاملت مع الأمر برمته بحالة من عدم الاكتراث لا يعنيها الفيلم ولا الدور ولا أسلوب كتابة الاسم.

يوما قال لى كاتبنا الكبير أسامة أنور عكاشة إنه كان في الماضى يحصل على نفس أجر كبار النجوم أمثال يحيى الفخرانى ومحمود مرسى في الحلقة، ولو راجعت (التترات) في الزمن الماضى، الذي كثيرًا ما نصفه بالجميل، رغم يقينى أن الجمال والقبح لا يرتبطان بزمن واحد، بل كل الأزمنة، سنعثر لو دققنا على هذا المزيج بين النقيضين، إلا أن ما يتبقى مع الأيام هو فقط الجميل، نتصور بعدها أن هذا هو فقط القديم.

في تلك السنوات وحتى بداية الألفية الثالثة، خاصة في الدراما التليفزيونية، كان الكاتب والمخرج يتصدران الجميع وبعدهما يأتى النجوم، وكثيرا ما كان المتفرج يقول إن هذا مسلسل أسامة أو جلال عبدالقوى أو محفوظ عبدالرحمن أو لينين الرملى أو وحيد حامد، أو المخرجين محمد فاضل ويحيى العلمى وإسماعيل عبدالحافظ وإنعام محمد على ومجدى أبوعميرة، وغيرهم، أحدثت الفضائيات انقلابا جذريا، اسم النجم أصبح هو الذي يحدد سعر البيع، بالتالى فإن النجم يتدخل في الكثير من التفاصيل، حتى اختيار الممثلين المشاركين، دائما ما يسارع المخرج والمنتج بالحصول على ضوء أخضر من النجم أولًا بالموافقة على الترشيحات، وكثيرًا ما يُصبح هو المسؤول عن الاختيار النهائى، ولو تابعت تصريحات الفنانين، ستجدهم يكررون نفس الحكاية بتنويعات مختلفة، اتصل بى فلان، قفلت السكة في وشه، عاود الاتصال قائلًا يا مجنونة أو يا مجنون أنا فعلًا فلان، وبعد أن يهدئ من روعها أو روعه ويتأكد أنه حقا فلان الأصلى، يذهب الفنان اليوم التالى للاستوديو، ويصور المشهد قبل أن يقرأ السيناريو.

العديد من الأعمال الفنية تشير أثناء مشاهدتها إلى سيطرة مفرطة للنجم، فهو الذي يتحمل بمفرده المسؤولية أمام الجمهور، ربما يراها البعض مجرد ملاحظة خارج النص، لا تعبر من قريب أو بعيد عما نراه على الشاشة، في الكتابة والإخراج والتصوير والمونتاج وغيرها، بينما في الحقيقة أسلوب كتابة (التترات) يؤكد عمق المأساة التي تبدأ بالملعون حرف الجر (فى)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرف الجر الملعون حرف الجر الملعون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon