توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أصوات «عضلات» وأصوات «مخ»

  مصر اليوم -

أصوات «عضلات» وأصوات «مخ»

بقلم - طارق الشناوي

لماذا تنجح أصوات مثل عمرو دياب وكاظم ومنير ونانسى وراغب وروبى وحماقى وأحمد سعد وحمزة نمرة وغيرهم مع اختلاف الدرجة والمذاق، وينتقل بعضهم من جيل إلى جيل، مسيطرين على المشهد، بينما تتراجع أصوات تحظى بمؤازرة وإعجاب العتاولة من الأساتذة المتخصصين الذين يجيدون قياس الأصوات بـ(المازورة)؟!.

هل العيب فى الجمهور الذى لم يعد قادرًا على التمييز؟ وكما قال الشاعر القديم (سوق الحلاوة جبر/ واتقمعوا الوحشين) أم أن العيب فى هذه الأصوات؟!.

أتذكر مطربًا فى زمن حسنى مبارك حظى بلقب المطرب الرسمى، كان هو العنوان الأول فى الإعلام، ولديه كل المقومات، من اكتمال وقوة الصوت، حتى إن الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب منحه من ألحانه الكثير، ولا يترك لقاء إلا ويشيد به، يتواجد فى كل المناسبات الوطنية والاجتماعية، البعض كان يبحث له عن صلة قربى مع القيادة السياسية، ليجد مبررًا لهذا التواجد الدائم، مع الزمن، أدركت الدولة أن صوته بعيد عن الشارع، فلم تعد تستعين به فى أى مناسبة، وأكمل طريقه بعيدًا عن الصدارة، فقط بقوة الدفع.

عدد من المبدعين لا ينصتون لصوت الزمن، فيقسو عليهم الزمن، كانت منيرة المهدية فى مطلع القرن العشرين هى (سلطانة الطرب) قبل اختراع الميكروفون، حيث كانت قوة الصوت هى التى تفرق بين مطرب وآخر، صدى صوت منيرة يهز مشاعر الناس بتردداته، وعندما بدأ عصر الميكروفون انزوت منيرة وصعدت أم كلثوم، لأنها تجمع بين القوة والإحساس، منيرة أول فنانة مصرية تقف على خشبة المسرح، حيث كانوا قبل العشرينيات من القرن الماضى يستعينون بفنانات من (الشام)، منيرة أنشأت فرقة تحمل اسمها، وتحدت الجميع اجتماعيًّا وجلست على المقهى، الذى كان يعتبر منتدى فقط (ذكورى) ولكنها فعلتها وبجرأة، إلا أنها افتقدت الجرأة على قراءة الزمن، مثلها مثل المطرب الكبير صالح عبدالحى الذى قال فى مطلع الستينيات قبل رحيله بعام إن منيرة هى الأعظم بين كل الأصوات، وعندما سألوه عن الأصوات الصاعدة وقتها مثل عبدالحليم ونجاة وفايزة وصباح، قال إنهم ينافسون أصوات الصراصير. جاءت نهاية صالح عبدالحى عام 1962 مأساوية، حتى إن الشاعر الكبير كامل الشناوى وصفه قائلًا (لم يعد قادرًا على الحياة ولا على الموت).

عندما أصبح الإحساس يقف فى مقدمة (الكادر) وصار هو (الترمومتر)، منحنا الزمان أصواتًا مثل أسمهان وليلى مراد، ومحمد فوزى، ولو أن أيًّا منهم تواجد قبل اختراع أجهزة الصوت الحساسة ما كان يمكن أن يصبحوا مطربين. عناق دائم ستلحظه عبر الزمن بين التقدم التكنولوجى والموهبة، وإذا كان الزمن الماضى للمطرب هو زمن الصوت الحساس والأغنية داخل الفيلم السينمائى، فإننا حاليًّا نعيش فى زمن الصورة، الصورة قبل الصوت دائمًا.

إنها حالة مختلفة تلعب فيها العديد من العناصر دور البطولة، ملامح المطرب وحضوره وقدرته على قراءة مفردات الزمن، وصورة ذهنية جاذبة يتم تصديرها للشارع.

هناك جيل من المطربين لا تنقصهم الموهبة ولا الحضور ولكنهم لا يعرفون الطريق للوصول إلى بؤرة الضوء، هذه قضية أخرى، لا أتحدث عنها هذه المرة.

أتوقف أمام ارتباط المطرب بالزمن الذى يعيشه بالإيقاع الذى نحياه، للموسيقار كمال الطويل مقولة موحية فى تفسيره استمرار الموسيقار محمد عبدالوهاب 70 عامًا على القمة، قال لى (عبد الوهاب يأخذ رحيق كل الزهور، يهضم كل ما يجود به العصر، وينطبع على إحساسه وذاكرته الإبداعية ليفرزه بعد ذلك فى جملة موسيقية تجد فيها نبض العصر قد امتزج مع بصمة عبدالوهاب)!.

إنه الزمن الذى يمنح الفنان رؤية مختلفة تتصالح مع العصر، ولا تدخل معه فى صراع مستحيل!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصوات «عضلات» وأصوات «مخ» أصوات «عضلات» وأصوات «مخ»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon