توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليه خلتنى أحبك «يا مأمون»

  مصر اليوم -

ليه خلتنى أحبك «يا مأمون»

بقلم - طارق الشناوي

على (النت)، تنتشر تلك الحكاية الطريفة التي تروى كيف ولدت أغنية (ليه خلتنى أحبك)، الحكاية باختصار أن الشاعر مأمون الشناوى كان ساهرا في منزل الموسيقار كمال الطويل بالإسكندرية، وأراد الانصراف، ربما ليلحق بسهرة أخرى، فقال له الطويل: (ح تكمل السهرة هنا لأنى بحبك)، أجابه: (وأنا ذنبى إيه)، رد الطويل (ليه خلتنى أحبك يا مأمون).. وهنا أمسك بها مأمون الشناوى وقال للطويل: تصلح مطلع أغنية، وأكمل الكلمات (لا تلومنى ولا أعاتبك / فين تهرب من ذنبك / بدعيلك بأمانة /روح منك لله).

الأغنية سجلتها ليلى مراد داخل أحداث فيلم (الحبيب المجهول)، آخر إطلالة لها على شاشة السينما عام 1955.

هل كانت تلك هي البداية؟.. لم يذكر لى عمى الشاعر الغنائى الكبير مأمون الشناوى أن الأغنية ولدت على هذا النحو، حيث إنهم يضيفون للقصة حكاية أخرى لا تقل طرافة، وهى أن الطويل غادر الشقة وقفل الباب من الخارج حتى يجبر مأمون الشناوى على استكمال الكلمات.

ما أتذكره جيدا ورواه لى الأستاذ كمال وأنا أعد له مذكراته على مدى 18 ساعة، أنه بالفعل لجأ إلى تلك الحيلة في أغنية عبدالحليم (فى يوم من الأيام)، وأمضى مأمون يوما كاملا غير قادر على المغادرة، وحاول التواصل مع المارة من الدور التاسع، وباءت كل محاولاته بالفشل.

كثيرا ما أقرأ أشياء مماثلة، وهناك من يضع على لسان أم كلثوم الكثير من الوقائع الملفقة والكلمات الخارجة التي لا يمكن أن تنطق بها، ولكنهم يبحثون عن (التريند).

كانت إحدى المذيعات تريد أن أتحدث عن الأغنية، وذكرت لى تلك الواقعة، أكدتُ لها أنها مختلقة تماما، وهو أيضا ما أكده لى الموسيقار الصديق زياد الطويل، ووصفها بأنها من (حكايات المقاهى).. ورغم ذلك المذيعة مصرة على صدق روايتها، قلت لها إن الملابسات الحقيقية وراء الأغنية هي أن الإذاعة المصرية اعترضت من خلال لجنة النصوص على كلمتى (ذنبك) و(بدعيلك بأمانة).. ليلى مراد رفضت التغيير، بينما أبدى مأمون الشناوى موافقة وكمال الطويل أيضا تعامل بمرونة واستبدل كلمة (حبك) بـ (ذنبك)، وكلمة (بأمانة) صارت (آه يانا).

ليلى قالت لا يمكن أن أعيد التسجيل طالما أنا غير مقتنعة، ومع الأسف صادرت الإذاعة الأغنية بصوت ليلى، وسجلتها نجاة وحققت شهرة عريضة، بينما أغنية ليلى ظلت كما هي ضمن أحداث الفيلم، لم تحقق شهرة، لأن الفيلم له عمر افتراضى على شاشات السينما، لا يتجاوز بضعة أسابيع، بينما الأغنية تقدم على كل الموجات الإذاعية، وهكذا يعتقد كُثر أنها فقط أغنية نجاة.

بعد نحو ربع قرن، ظهر أحد العقلاء في ماسبيرو، وأعاد مجددًا الأغنية للبث، فعادت لها الحياة بصوت ليلى مراد.

الغريب في الأمر أن المذيعة قالت إن ذكر هذه الواقعة يعنى اتهامًا للإذاعة بسوء التقدير، وأن ضميرها المهنى لن يسمح بذلك، حتى بعد مرور نحو 68 سنة على الواقعة.. قلت لها: هناك مسؤول آخر في الإذاعة صحح الخطأ، علينا أن نشيد به، ثم إن تاريخنا الغنائى ملىء بقرارات مماثلة، مثلا عندما منع مصطفى باشا النحاس تداول أغنية فريد الأطرش (يا عوازل فلفلوا)، بحجة أنها مسفة وتحمل في طياتها الكيد، وبعد ثورة 52 عادت الأغنية، بينما منعت الإذاعة (أنشودة الفن) لعبدالوهاب في عهدى محمد نجيب وجمال عبدالناصر، لأن بها اسم الملك فاروق، وفى زمن السادات أعادها دون أدنى حساسية.

مؤكد المذيعة لن تأخذ برأيى، وسوف تقدم الواقعة الساخنة والمشعوطة التي تؤكد أن مأمون الشناوى كتبها بعد أن قال له كمال الطويل: (ليه خلتنى أحبك يا مأمون)!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليه خلتنى أحبك «يا مأمون» ليه خلتنى أحبك «يا مأمون»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon