بقلم - طارق الشناوي
صار اسم المخرجة كاملة أبوذكرى علامة الجودة، بمجرد توقيعها، يشعر المشاهد باطمئنان، وكأنه الحب من أول (طلة).
تأجل عرض (بطلوع الروح) للنصف الثانى من رمضان، لتزداد درجة الشوق والترقب، سبق عرضه فى النصف الأول عدد من الأعمال الدرامية، وجدت لها مساحة فى قلوب وعيون المشاهدين، ورغم ذلك، عندما شاهدوا كل هذا الجمال، توجه المؤشر إليه ليدخل (بطلوع الروح) بكل ثقة سباق الأفضل.
التوصيف العلمى المتداول عن المسلسلات (دراما فقاقيع الصابون) كان المقصود منه، مع بدايات التليفزيون فى العالم منذ الأربعينيات، أنها تشغل وقت الجمهور، مثل الفقاقيع التى تملأ المكان، ثم تتبدد فى لحظات، أصابت كاملة هذا التوصيف فى مقتل، منذ أن شاهدنا قبل عشرة أعوام (بنت اسمها ذات)، لدينا إحساس أنها تختزن ومضة جمال استثنائية، ارتبطت كاملة مع نيللى كريم والكاتبة مريم نعوم فى القسط الأكبر من الأعمال، كما ستلمح منة شلبى وقد تألقت فى (واحة الغروب)، ويبرق دائما اسم تامر كروان فى الموسيقى التصويرية، ومصممة الملابس ريم العدل، وعلى خريطتها المبدعة مديرة التصوير نانسى عبدالفتاح، ستلمح بينهما كيمياء.
يؤرق كاملة، مثل جيل الكبار فاضل والعلمى وإنعام وأبوعميرة، السيناريو، ومن السهل إدراك أنها لا ترضى إلا بالروح التى تسكن الدراما لتسمو على (الكليشيهات)، وهكذا رأيت الكاتب الشاب الذى أعرفه جيدا، كصحفى موهوب، وله تجارب قليلة سابقة حتى جاء (بطلوع الروح) ليحقق قفزة، تجدها فى ثنايا رسم الشخصيات والتتابع بإيقاع لاهث، كانت لديه الفرصة فى الحلقة الأولى التى تجرى أحداثها بالقاهرة لنشاهدها فى خمس حلقات، على طريقة (لعبة الفطاطرى)، الذى يزيد من مساحة دائرة الفطيرة، بينما (العجينة) كما هى، قبل تحول بطل الحلقات محمد حاتم واستقالته من العمل كمدير لشركة الإعلانات لأن فلوسها حرام، من الممكن لهذه المعلومة أن تشغل مساحة أكبر، لكن (عبية)، الذى تصدى للكتابة منفردا بلا ورشة، كثف كل ذلك فى أربعين دقيقة فقط، الإنجاز الذى تابعته على الورق فى أول حلقة يجعلنى أضع (عبية) فى قائمة أهم اكتشافات رمضان.
أحمد السعدنى يعود، لم يكن فى الحقيقة غائبا، لكن لم أجده فى الأعوام الأخيرة بمثل تلك الحالة من التلقائية، ومن بين الموهوبين شاهدت على (التترات) اسم النجم اللبنانى عادل كرم.
الخط العام هجرة زوج وزوجة من تركيا إلى سوريا للوصول إلى (الرقة) عاصمة دولة الخلافة فى (داعش)، شاهدنا هذا الخط فى عشرات الأعمال عربيا وعالميا، فهى قضية تؤرق كل الدنيا، حتى من الأوروبيين هناك من سافر بعد أن تم غسيل مخهم، ويبقى الرهان على التناول.
سنرى فى الحلقات القادمة تفاصيل الحياة هناك بعين كاملة، ومن الواضح أن الجماعة (إياهم) انزعجوا وبدأت كتائبهم فى إرسال مئات من الضربات الاستباقية.
تسكين الممثلين فى أدوار تفجر موهبتهم، أحد أهم مميزات كاملة، وهكذا فى الحلقة الأولى وجدنا ألقا خاصا فى أداء منة شلبى، الأم المرعوبة خوفا من فقدان ابنها الوحيد، ورأيت محمد حاتم الذى يؤدى دور زوجها ممثل عتويل.. (بطلوع الروح) سنتابعه بأرواحنا!!.