توقيت القاهرة المحلي 19:04:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دماء على أبواب الجامعة

  مصر اليوم -

دماء على أبواب الجامعة

بقلم -طارق الشناوي

دماء (نيرة) في أعناقنا جميعًا. مَن يلوذ بالصمت كأنه يغرس السكين في رقبتها مجددا. من يبرر أن القاتل استمع إلى كلمة جارحة فقرر الانتقام، لم يسأل نفسه: هل من العادى أن يحتفظ الإنسان بسكين في جيبه، أم أنه كان يخطط للجريمة، سواء أكانت هناك كلمة جارحة أم مجرد رغبة منها في إنهاء العلاقة؟.مع الأسف، الإعلام المصرى بتلك النظرة الذكورية يلعب دورًا محفزًا في زيادة معدلات الدماء وتبرير الجريمة وتقليص مساحة الحرية، عندما يطل علينا أكثر من داعية في أعقاب تلك الجريمة ليؤكد شرعية الحجاب، باعتباره أول حائط صد، متحدثًا عن المرأة المتبرجة (كما يطلقون على غير المحجبة) كمشروع للغواية، وأنها مثل قطعة الحلوى، يجب أن تغطى بورق السوليفان الأسود، حتى لا يتكاثر حولها الذباب، مبررًا حق الذباب في التهام الحلوى.

وأيضا في إسالة دمائها لو تمنعت.. وجدوا في جريمة القتل فرصة ذهبية لتبرير خطتهم لفرض الحجاب.. هناك صمت على كل الانتهاكات المماثلة، مثل الاعتداء على غير المحجبات في المواصلات العامة، مناقشة الحجاب واحدة من (التابوهات) الممنوع الاقتراب منها برامجيًا أو دراميًا، وعندما تذكّرهم بمصر الستينيات التي كانت بلا حجاب وأيضا بلا تحرش وبنات وزوجات شيوخ الأزهر كن بلا حجاب، يُشعرونك وكأن مصر لم تعرف الإسلام حقًا إلا قبل 50 عاما، عندما بدأ الحجاب يفرض سيطرته على الشارع.

لا أفصل كل ذلك عن أستاذ الطب عندما يعزى المرض النفسى إلى تراجع الإيمان.لا أحد ينكر قطعا أن الإيمان بالله يهدى النفوس.. لكن السؤال: كم مؤمن عبر التاريخ انتحر؟.

لديكم المعادلة السحرية للجمع بين العلم والإيمان، التي قدمها يحيى حقى في روايته (قنديل أم هاشم) التي صدرت عام 1940 وقُدِّمت كفيلم بعدها بأكثر من ربع قرن، عندما صنع طبيب العيون هذه المزاوجة، عالج عيون سميرة أحمد بالعلم الحديث، ولم يحطم قنديل (أُم هاشم)، إلا أنه لم يستخدم أبدًا قطراته للعلاج.

نحن أسرى الخرافة، وهناك مَن صدّق أنه من الممكن أن يجد علاجا في المصارف الصحية.. وفى إحدى القرى الهندية في عز (كورونا) قبل أكثر من عام، وجد بعضهم العلاج في دهان روث البهائم، الخرافة عابرة للحدود الجغرافية والدينية.

قتل فتاة المنصورة كشف حقيقة المأزق الذي نعيشه جميعا، المتمثل في تلك النظرة الدونية للمرأة، لا أحد يتحمل المسؤولية، وأولهم جامعة المنصورة التي سارعت بإصدار هذا البيان الذي يؤكد براءتها، لأن الحادث تم أمام باب الجامعة وليس داخلها.. ماذا لو انتظر القاتل قليلا حتى تدخل الضحية الجامعة، هل كانت الإدارة وقتها ستشعر بالمسؤولية أم ستجد حجة أخرى؟، هناك فارق بين المسؤولية الجنائية والمسؤولية الاجتماعية، الأخيرة لا يعنيها بالضبط مكان الجريمة، داخل الحرم أم أمام الباب.

سبق أن انتفضت هذه الجامعة لأن أحد الطلاب تقدم لخطبة فتاة في الحرم الجامعى، واعتبرت الشؤون القانونية ذلك جريمة بشعة تنال من هيبة الجامعة، تستحق إنذارًا بالفصل، وجامعة أخرى منعت طالبة من ارتكاب فعل فاضح وهو ارتداء فستان.. وبالفعل، تم تصوير الفتاة بعدها وهى ترتدى البنطلون، وعلى الميمنة والميسرة سيدتان منتقبتان من هيئة التدريس.. ووصلت قطعًا الرسالة بأن النقاب بعد الحجاب هو الهدف الأسمى!!.

ليس أمامنا سوى أن نتحرك سريعًا صوب تحديث الخطاب الدينى، لنعيد تحديث الخطاب الاجتماعى. ألمح طابورًا آخر بعد (نيرة)!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دماء على أبواب الجامعة دماء على أبواب الجامعة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي

GMT 00:28 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

بامية ويكا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon