توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(إسموكن) أم (عفريتة)؟!

  مصر اليوم -

إسموكن أم عفريتة

بقلم - طارق الشناوي

عندما تضطر الظروف الفنان للمشاركة فى عمل متواضع، هل يبدد طاقته فى الدفاع عن الرداءة، أم يعترف بأنه فى النهاية كان هدفه أكل العيش، ومن كان منكم بلا عمل ردىء - فنى أو غير فنى- فليرجمه بحجر.

لا أحد فى الحياة لم يفعلها، أو بالأحرى اضطر ليفعلها، كثير من الفنانين عندما تتضاءل الفرص المتاحة أمامهم يقبلون بما هو متاح، الفنان مثل كل البشر، عليه أن يواجه متطلبات العيش!.

الفنان الصادق لا يدافع عن باطل.. أكرر الصادق.. وما أندر تلك الصفة فى هذا الزمن. أتذكر أننى سألت يومًا المخرج الكبير الراحل هنرى بركات: لماذا تخرج أفلامًا متواضعة لا تتناسب مع تاريخك كصانع لأفلام عظيمة مثل «دعاء الكروان»، «فى بيتنا رجل»، «الباب المفتوح» و« الحرام»، وغيرها من العلامات التى لا تنسى؟.. للتذكرة، لمن لم يعايش ذلك الزمن، كان بركات فى سنواته الأخيرة يقدم أفلامًا دون المستوى مثل «نوارة والوحش»، «أرملة رجل حى»، «لعنة الأشرار»، «العسكرى شبراوى».. قال لى: أنا أنفذ وصية الشاعر والكاتب الكبير بديع خيرى، عندما وجدنى أعتذر عن العديد من الأفلام لأنها لا تحقق طموحى، نصحنى قائلًا: (يا هنرى أنت فنان نعم، ولكنك أيضًا حِرفى صاحب مهنة، إذا وجدت سيناريو عظيمًا مثل دعاء الكروان ارتدِ «الأسموكن» واذهب إلى الأستوديو، وإذا لم تجد سوى «العسكرى شبراوى» فارتدِ «العفريتة» واذهب بنفس الحماس إلى الأستوديو).

وأضاف الأستاذ بركات: أنقذتنى نصيحة الأستاذ بديع من الإحساس بالبطالة، بدلا من أن أقعد فى البيت أعد النجوم وأنتظر أن تنقذنى السماء بسيناريو «بديع»!!.

هل صحيح أن نجومنا ينفذون تلك الحكمة التى تعنى أن يتماشى الفنان بقدر من المرونة مع ما هو متاح أمامه، وفى نفس الوقت يظل فى أعماقه ينتظر أن يأتى له ما يرضى طموحه؟.

أتصور أن قسطا وافرا منهم لا ينتظرون سوى الأجر، وأغلب أحاديثهم حتى تلك التى يغلفونها أحيانًا بالندم على عمل فنى لا أصدقهم فيها، لأنهم يكررون نفس الأخطاء بل يمعنون فيها أكثر وأكثر، طالما ازدادت أرقام عقودهم أكثر فأكثر، دستورهم الوحيد «أبجنى تجدنى»!!

للدفاع عن الأجر، نرى بعض نجومنا وقد صاروا قنابل موقوتة، فجأة تكتشف أن لهم مخالب وأنيابًا تجرح وتقتل، لأن الأمر يتحول إلى صفقة بالملايين، ويعتقدون خطأ أن كلمات النقاد سوف تمنع عنهم تلك الصفقات!.

متى يلبس الفنان (العفريتة)؟ لا يوجد فنان لم يفعلها، هناك دائمًا ظرف قاهر، مثلًا قال لى المخرج سعيد مرزوق إنه فى مطلع التسعينيات كان فى احتياج إلى مصاريف علاج أمه إثر إصابتها بفشل كلوى، ومضطر إلى دفع بضعة آلاف من الجنيهات كل أسبوع، ولهذا وافق على أن يخرج فيلم اسمه (الدكتورة منال ترقص)، قلت له هو إذن أردأ فيلم فى مشوارك، فأجابنى: هذه مجاملة منك.. إنه أردأ فيلم فى تاريخ السينما كلها.

الفنان الكبير الراحل محمود مرسى فى آخر مسلسل له (بنات أفكارى) 2002، قال لى إنه لم يقتنع وهو فى هذا العمر أن يقع فى حب إلهام شاهين، إلا أنه كان فى احتياج مادى وحاول أيضًا رغم ذلك أن يتعايش مع الدور.

الكبار يدركون أن الظروف قد تدفعهم لقبول ما هو متاح أمامهم، وفى اللحظة المناسبة يستيقظون، ولكن البعض مهما تنازل من أجل لقمة العيش، يُصر على أنه طوال مشواره لم يعرف إلا (الإسموكن) وليس لديه (عفريتة)!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسموكن أم عفريتة إسموكن أم عفريتة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon