توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المغنية والغانية!

  مصر اليوم -

المغنية والغانية

بقلم - طارق الشناوي

عندما كان يسافر إلى المنصورة لكى يلتقى بعشيقته وملهمته فردوس، كان أهل الحتة يزفونه قائلين (مجنون فردوس).

فى نهاية الثلاثينيات وحتى عام 1948، لم تكن الدعارة يجرمها القانون، وتمنح وزارة الداخلية تصاريح لممارسة أقدم مهنة فى التاريخ.. فقط، تشترط اجتياز الاختبار الصحى.

أتحدث عن الموسيقار الكبير محمود الشريف، الذى عانى الكثير من الظلم، وتم اختصار تاريخه فى أنه الرجل الذى تزوج أم كلثوم.

ارتباطه بعقد مع أم كلثوم.. هل كان شائعة أم حقيقة؟. المؤكد هناك «خطوبة معلنة ودبلتين»، واحدة مكتوب عليها (لا الله إلا الله) والثانية (محمد رسول الله).

«الشريف»، فى مذكراته التى قدمتها عنه فى كتاب (أنا والعذاب وأم كلثوم)، لم يذكر إجابة قاطعة، وإن كان الأقرب للمنطق أنه فى عام 1946 بعد إعلان الخطبة رسميا على صفحات جريدة (أخبار اليوم)، وبقلم مصطفى أمين، كان بينهما عقد عرفى، والزواج العرفى فى تلك السنوات كان يلقى ترحابًا اجتماعيًا، ولو عدنا لفيلم أم كلثوم (فاطمة)، سنتأكد أن براءة أم كلثوم وشرفها كان معلقًا على تلك الورقة التى جمعتها بأنور وجدى.

سألت الشريف: هل كانت أم كلثوم هى حبه الكبير؟.. أجابنى: أشهر قصة حب على خريطة حياتى، إلا أنها ليست أصدقها.. ولم تقدم له بعدها ألحانا، حتى لا تستعيد الصحافة تلك السنوات من الأرشيف.

قال الشريف فى إحدى الليالى التى جمعتنا - أنا وهو والصدق ثالثنا - إنه لم يحب أم كلثوم كامرأة قدر حبه لها كمطربة، كان وهو مرتبط عاطفيًا بأم كلثوم، عندما يمسك بالعود ويجد النغمة مستعصية، يغادر فيلا أم كلثوم متجهًا إلى المنصورة، حيث تقطن عشيقته فردوس فوق سطح أحد البيوت، لكى تلهمه بالأنغام العصية مثل: (أبو العيون السود) أو (على شط بحر الهوى) أو (لما رمتنا العين)!.

فردوس الغانية التقى بها محمود الشريف فى فترة انتقاله من الإسكندرية نهاية العشرينيات ومطلع الثلاثينيات، ولمح الشريف بقعة مضيئة داخل فردوس التى قطعت علاقتها بحياة الليل وأصبح من بعدها يناديه أهل الحتة بـ(مجنون فردوس)!.

كانت أم كلثوم هى أعظم صوت خلقه الله، وتمنى أن يلحن لها.. أما عن مشاعر أم كلثوم، فلقد أخبرت محمود كما روى لى أن الحب منذ تلك اللحظة قد تمكن منها، وأن قلبها ردد أول لحن عاطفى بعد أن ظل طوال هذه السنوات صامتًا، كانت تغنى للناس عن الحب، لكنها لم تعش أنغامه إلا عندما التقت الشريف، وهكذا لحن لها (شمس الأصيل)، وظل حتى رحيله محتفظًا بكلمات الأغنية بخط يدها.. وبعد فسح الخطوبة، ألقى الشريط الذى أبدع عليه اللحن من شرفة منزله بالطابق التاسع من عمارة «ستراند» بباب اللوق.

سألت محمود الشريف - فى مطلع الثمانينيات- بعد رحيل أم كلثوم: إذا التقيت بها فى العالم الآخر؟ قال: سوف ألومها؛ لأنها لم تتوجه للمسرح الغنائى فهو الخلود، وتوقع الشريف أن ترد عليه: (عندك حق يا محمود)!.

هذه هى حكاية الشريف و«ثومة» كما رواها لى، والتى سجل بعضها بقلمه، وتناقلت بعض وقائعها قصاصات من الصحف، والتى كثفها فى تلك الكلمات: (لم تكن قصتى مع أم كلثوم حكاية الشاطر حسن وست الحسن والجمال، ولكنها مأساة.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون)!.

لماذا أذكر ذلك الآن؟.. لأن (السوشيال ميديا) مليئة بحكايات كثيرة مختلقة، تستند إلى معلومات (مضروبة). مثلا أن أم كلثوم تزوجت الكاتب الكبير مصطفى أمين، وأنه هو الذى أفسد زواجها من الشريف، ربما فعلا لم يكن راضيا عن زواجها بالشريف، إلا أنه لم يتزوج أم كلثوم، والمطربة الوحيدة التى أحبها وتزوجها هى شادية.

وعندما تم اقتحام مكتبه فى (أخبار اليوم) أثناء التحقيق معه عام 1964، وجدوا وثيقة زواجه العرفى من شادية، بينما أشارت الصحف إلى زواجه من مطربة، ولم تحدد الاسم، فاعتقدوا أنها أم كلثوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغنية والغانية المغنية والغانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon