توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مئوية الموسيقار كمال الطويل

  مصر اليوم -

مئوية الموسيقار كمال الطويل

بقلم - طارق الشناوي

يوم 11 أكتوبر القادم، تحل مئوية الموسيقار كمال الطويل، وبعدها بنحو تسعة أيام، يفتتح مهرجان الموسيقى العربية دورته الـ(32).

أرى الفرصة مواتية لرئيس دار الأوبرا د. خالد داغر أن نرى احتفالًا يليق بالموسيقار الكبير، الذي قدم للمكتبة الغنائية العربية الأعمق والأحلى والأبقى، لم يكن أبدًا الأغزر، فلم يتجاوز عدد ألحانه رقم 400. زميل جيله الموسيقار محمد الموجى 1800، والموسيقار بليغ حمدى 1500. كان «الطويل» في علاقته بالتلحين أشبه بالهاوى وليس المحترف، فهو لا يطارد أبدًا النغمة، هي التي تطارده وتسرق النوم من عينه، ولا تتركه قبل أن يهرع للبيانو ويسجلها.

وضع القدَر في مشوار «الطويل» صوتين، كانا هما صوته، الذي تمنى أن يكونه، عبدالحليم حافظ ونجاة، إنهما عنوان الإحساس في الأداء والشياكة والرقة وأيضًا العصرية، ولهذا كان لهما- بدون أن يقصد أو يقصد- النصيب الأكبر من إبداعه.

منح «عبدالحليم حافظ» اللحن الذي حقق له جماهيرية- بعد (صافينى مرة) للموجى- وهو (على قد الشوق)، الذي قال عنه «كامل الشناوى» (إنه الطبق الطائر الذي حلق به عبدالحليم)، وأول أفلام عبدالحليم (لحن الوفاء)، تم الشروع في إنتاجه بعد النجاح الطاغى لتلك الأغنية، وهو الذي اكتشف لنجاة طريقًا مغايرًا، كانت في البداية تعيد تقديم أغنيات سيدة الغناء العربى أم كلثوم، ولكن «الطويل» قدم لها (أسهر وانشغل أنا) لنصبح أمام صوت له ملامحه المميزة، فنشتاق إليه، صوت يمتلك كل القوة في الإحساس، بديلًا عن الإحساس بالقوة!!.

نجاة هي العنوان الأبرز للأغانى العاطفية لـ«الطويل»، بينما مع عبدالحليم تستطيع أن ترى «الطويل» في حالة عشق مع الحبيبة وعشق للوطن، ومع «أم كلثوم» فلم يزد اللقاء على (والله زمان يا سلاحى) والقصيدتين الدينيتين في الأوبريت الإذاعى «رابعة العدوية»، وهما «لغيرك ما مددت يدًا»، ثم «غريب على باب الرجاء» للشاعر طاهر أبوفاشا. الأغنية الأخيرة منعها «الطويل» من الإذاعة، ولم يفرج عنها إلا فقط قبل نحو ربع القرن، ولها قصة لن يتسع المجال لذكرها هذه المرة.

أما الرائعة الوطنية فكانت السلام الوطنى لمصر بعد معركة 56 وحتى 79، وعندما وقّع «السادات» اتفاقية السلام مع إسرائيل قرر تغيير النشيد الوطنى إلى أغنية سيد درويش (بلادى بلادى) لتتواءم أكثر مع المرحلة السياسية الجديدة. قال لى «كمال الطويل» إنه أثناء العدوان الثلاثى، توجه لا شعوريًّا إلى البيانو، ووضع اللحن، وأسمع الموسيقى إلى صديقه صلاح جاهين، وعلى الفور انفعل، وكتب: (والله زمان يا سلاحى)، وذهب «الطويل» مباشرة إلى أم كلثوم، التي كانت تقطن بجواره، ورغم أن الإذاعة المصرية أحد الأهداف الاستراتيجية للقصف، ذهبت «أم كلثوم» ومعها «الطويل» إلى استوديو الإذاعة لتسجيل «والله زمان»!!.

ظل «الطويل» حتى اللحظات الأخيرة يمارس إبداعه بروح الشباب، فتذكر مثلًا (علّى صوتك بالغنا) لمحمد منير، حيث حرص «الطويل» على إعادة تسجيل اللحن، أكثر من عشر مرات، حتى يؤديه «منير» بأسلوب «الطويل».

الموسيقار الكبير يأخذ كل الأصوات إلى دنياه، لن تجد إلا فيما ندر «الطويل» يغنى أثناء البروفة، إلا أنه امتلك أسلوبًا مميزًا في فن الأداء، يمنحه للمطرب، ولا يتنازل عنه، هكذا عندما تستمع إلى ألحانه لمطربين راسخين مثل عبدالمطلب وقنديل وعادل مأمون ومحمد رشدى ونجاح سلام وفايزة أحمد وصباح وغيرهم، ستكتشف أن هناك ملمحًا خاصًّا، وهو أسلوب «الطويل». أتمنى احتفالية خاصة تليق بالموسيقار الكبير في عيد ميلاده المئوى، ليس مجرد تكريم في الافتتاح كما دأبت من قبل دار الأوبرا، في احتفالات مماثلة. من الممكن مثلًا أن كل مطرب في الحفل طوال أيام المهرجان يختار لحنًا لـ«الطويل» يؤديه ضمن فقرته الغنائية.

«الطويل» مارس في بداية حياته الرسم بالريشة، وظل حريصًا على أن يضع دائمًا لكل صوت ألوانًا خاصة تمنحه مذاقًا مميزًا. ريشة «الطويل» صارت أنغامًا!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مئوية الموسيقار كمال الطويل مئوية الموسيقار كمال الطويل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon