توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رجل وامرأة وثالثهما المخدرات!

  مصر اليوم -

رجل وامرأة وثالثهما المخدرات

بقلم: طارق الشناوي

الواقعة لها طرفان، أحدهما مقيد ومعزول وغير مسموح له بالخروج للرأي العام، والآخر حر طليق يعيد رسم الوقائع كما يحلو له. لن تجزم بشيء، كل حكاية تتردد سوف يساورك قدر من الشك في حدوثها. قبل أن تلتقط أنفاسك وأنت تتابع خيطاً ما يحمل ظلاً من الحقيقة، سوف يقتحمك خيط آخر يلقي ظلالاً أخرى وحقيقة مغايرة، وبدلاً من أن يجيب عن السؤال، سوف تجد أمامك عشرات من الأسئلة تقتحمك برؤوس مدببة دامية. الحكاية المأساوية التي احتلت المقدمة في الإعلام العربي بكل أنماطه مرئياً ومسموعاً ومقروءاً، تقدم في كل لحظة سهماً مسموماً يخترق جسد الضحية.
تعودت «الميديا» الخوف من اختراق الحياة الشخصية، تحسباً من الملاحقة القانونية. الآن سقطت تلك المحاذير. الحديث عن تعاطي المخدرات بين شيرين وطليقها حسام حبيب، صار تداوله مباحاً. الأطراف لا تتورع عن الحديث عنه أمام الكاميرات. أم شيرين وأخوها طرحا الموضوع علناً، مستجيرين بالرأي العام لإنقاذ الابنة من براثن الإدمان، في حين أن حسام صار الآن هو المستجير من شيرين التي تحاول دفعه عنوة لطريق النهاية. من يبدأ الجرعة الأولى سوف يتبعها لا محالة بجرعات أخرى أشد ضراوة، ولا تتوقف الدائرة.
الانتصار الإعلامي هو الهدف، لم يعد أي طرف ينتظر حكماً قضائياً، ولكن حكماً جماهيرياً ينصف هذا ويدين ذاك. ستكتشف من التداعيات أن أقرب الشخصيات لكلا الطرفين لا يتورع عن استخدام كل الأسلحة للنيل من الآخر؛ أم شيرين تعلن أن ابنتها صارت مدمنة، وأنها تطاولت عليها وطردتها من البيت، والإنقاذ هو ابتعادها عن طليقها، الذي يحاول السيطرة عليها بمزيد من الجرعات، في حين يخرج طليقها على الناس، ليؤكد أن العكس تماماً هو الصحيح، فهو ضحيتها، بل خيّرها بينه وبين المخدرات. بعد ذلك يدخل والده على الخط بعد أن كشّر عن أنيابه، مهاجماً ابنه، واصفاً إياه بأنه صار عاراً على الأسرة. سبق للأب أن احتل قبل نحو عامين الرأي العام، عندما استمعنا إلى تسريب صوتي له، وهو يؤكد أن ابنه تزوج من المطربة الشهيرة حباً في ثروتها، وبفلوسها سوف يبحث عن أخرى.
اضطر الابن في تسجيل موازٍ، وبحضور شيرين، أن يهدده بإقامة دعوى تشهير ضده.
اختراق كما ترى لكل ما نعتبره مقدساً في العلاقات داخل الأسرة الواحدة. الصراع دفع الجميع إلى تقديم بث مباشر لكل ما هو مسكوت عنه، أقصد ما هو مفروض أن يظل كذلك، لم يتلصص الإعلام على شيء، ولكنهم قدموا له كل المشهيات التي يبحث عنها، ولم يعد هناك مزيد.
وتبقى في النهاية شيرين التي أعتبرها الطرف الأضعف. الحقيقة تؤكد أنه لا أحد اقترب منها إلا وكانت لديه أهداف أخرى، مهما تدثر بغطاء أخلاقي. كل التداعيات أثبتت أنها الفرخة التي تبيض ذهباً، وهناك من قرر ذبح الفرخة، ليستحوذ مرة واحدة على كل الذهب.
الناس ترى أن شيرين لم تحافظ بما يكفي على موهبتها، وتستحق العقاب، متجاهلين أن المدمن مريض، وعلينا أن نحتويه، بدلاً من أن نزدريه. ستخترق شيرين هذا الجدار المسموم الذي أحاطها من كل جانب. ستعبر لشاطئ النجاة عندما تتمكن من امتلاك قرارها.
تلك هي النهاية التي أتوق لسماعها. حتى لو كانت المقدمات لا تشير باليقين إلى نهاية سعيدة، علينا أن نتشبث بهذا الحلم لصاحبة أغنية «جرح تاني لا» التي امتلأ جسدها بالطعنات حتى «تكسرت النصال على النصال»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل وامرأة وثالثهما المخدرات رجل وامرأة وثالثهما المخدرات



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon