توقيت القاهرة المحلي 10:36:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رجل وامرأة وثالثهما المخدرات!

  مصر اليوم -

رجل وامرأة وثالثهما المخدرات

بقلم: طارق الشناوي

الواقعة لها طرفان، أحدهما مقيد ومعزول وغير مسموح له بالخروج للرأي العام، والآخر حر طليق يعيد رسم الوقائع كما يحلو له. لن تجزم بشيء، كل حكاية تتردد سوف يساورك قدر من الشك في حدوثها. قبل أن تلتقط أنفاسك وأنت تتابع خيطاً ما يحمل ظلاً من الحقيقة، سوف يقتحمك خيط آخر يلقي ظلالاً أخرى وحقيقة مغايرة، وبدلاً من أن يجيب عن السؤال، سوف تجد أمامك عشرات من الأسئلة تقتحمك برؤوس مدببة دامية. الحكاية المأساوية التي احتلت المقدمة في الإعلام العربي بكل أنماطه مرئياً ومسموعاً ومقروءاً، تقدم في كل لحظة سهماً مسموماً يخترق جسد الضحية.
تعودت «الميديا» الخوف من اختراق الحياة الشخصية، تحسباً من الملاحقة القانونية. الآن سقطت تلك المحاذير. الحديث عن تعاطي المخدرات بين شيرين وطليقها حسام حبيب، صار تداوله مباحاً. الأطراف لا تتورع عن الحديث عنه أمام الكاميرات. أم شيرين وأخوها طرحا الموضوع علناً، مستجيرين بالرأي العام لإنقاذ الابنة من براثن الإدمان، في حين أن حسام صار الآن هو المستجير من شيرين التي تحاول دفعه عنوة لطريق النهاية. من يبدأ الجرعة الأولى سوف يتبعها لا محالة بجرعات أخرى أشد ضراوة، ولا تتوقف الدائرة.
الانتصار الإعلامي هو الهدف، لم يعد أي طرف ينتظر حكماً قضائياً، ولكن حكماً جماهيرياً ينصف هذا ويدين ذاك. ستكتشف من التداعيات أن أقرب الشخصيات لكلا الطرفين لا يتورع عن استخدام كل الأسلحة للنيل من الآخر؛ أم شيرين تعلن أن ابنتها صارت مدمنة، وأنها تطاولت عليها وطردتها من البيت، والإنقاذ هو ابتعادها عن طليقها، الذي يحاول السيطرة عليها بمزيد من الجرعات، في حين يخرج طليقها على الناس، ليؤكد أن العكس تماماً هو الصحيح، فهو ضحيتها، بل خيّرها بينه وبين المخدرات. بعد ذلك يدخل والده على الخط بعد أن كشّر عن أنيابه، مهاجماً ابنه، واصفاً إياه بأنه صار عاراً على الأسرة. سبق للأب أن احتل قبل نحو عامين الرأي العام، عندما استمعنا إلى تسريب صوتي له، وهو يؤكد أن ابنه تزوج من المطربة الشهيرة حباً في ثروتها، وبفلوسها سوف يبحث عن أخرى.
اضطر الابن في تسجيل موازٍ، وبحضور شيرين، أن يهدده بإقامة دعوى تشهير ضده.
اختراق كما ترى لكل ما نعتبره مقدساً في العلاقات داخل الأسرة الواحدة. الصراع دفع الجميع إلى تقديم بث مباشر لكل ما هو مسكوت عنه، أقصد ما هو مفروض أن يظل كذلك، لم يتلصص الإعلام على شيء، ولكنهم قدموا له كل المشهيات التي يبحث عنها، ولم يعد هناك مزيد.
وتبقى في النهاية شيرين التي أعتبرها الطرف الأضعف. الحقيقة تؤكد أنه لا أحد اقترب منها إلا وكانت لديه أهداف أخرى، مهما تدثر بغطاء أخلاقي. كل التداعيات أثبتت أنها الفرخة التي تبيض ذهباً، وهناك من قرر ذبح الفرخة، ليستحوذ مرة واحدة على كل الذهب.
الناس ترى أن شيرين لم تحافظ بما يكفي على موهبتها، وتستحق العقاب، متجاهلين أن المدمن مريض، وعلينا أن نحتويه، بدلاً من أن نزدريه. ستخترق شيرين هذا الجدار المسموم الذي أحاطها من كل جانب. ستعبر لشاطئ النجاة عندما تتمكن من امتلاك قرارها.
تلك هي النهاية التي أتوق لسماعها. حتى لو كانت المقدمات لا تشير باليقين إلى نهاية سعيدة، علينا أن نتشبث بهذا الحلم لصاحبة أغنية «جرح تاني لا» التي امتلأ جسدها بالطعنات حتى «تكسرت النصال على النصال»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل وامرأة وثالثهما المخدرات رجل وامرأة وثالثهما المخدرات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon