توقيت القاهرة المحلي 18:39:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الترحم على زمن «الصحافة الصفراء»

  مصر اليوم -

الترحم على زمن «الصحافة الصفراء»

بقلم - طارق الشناوي

هل أصبحنا في حاجة إلى صحافة متخصصة في الفضائح؟

في الماضى، كنا نطلق عليها (صحافة صفراء).. وهى تاريخيًّا كانت تطبع على ورق يميل لونه للأصفر، ومن هنا صار هذا التعبير ملتصقًا بها في العالم كله.

التجربة العملية تؤكد أننا لم نعد بحاجة لهذا النوع من الصحف. ما نتابعه، صارت جرعته الإباحية أكثر من قدرتنا على الاحتمال.. مطرب يقول لزوجته السابقة: (أنت لم تكونى عذراء)، وهى ترد عليه: (أقول لهم اتجوزتنى ليه وطلقتنى ليه؟)، ومن بعدها يصمت الزوج، بينما علامات الاستفهام تملأ (السوشيال ميديا)، والكل يدلى بدلوه!.

صار الهَمّ الأساسى لعدد من النجوم أن يشهد لصالحهم العالم الافتراضى، لا يعنيهم مستوى الأغنية ولا المسلسل أو الفيلم، انحياز الرأى العام هو الهدف، والذى من الممكن أن يعلن قراره من خلال عدد (اللايكات) التي يتم تجميعها، سواء جاءت معبرة عن الحقيقة، أو عن طريق توجيه الجيوش الإلكترونية، الأغلبية من الفنانين لا يتوقفون أمام الوسيلة، المهم الوصول إلى النتيجة، (التريند) هو الهدف ليصبحوا جميعا (نمبر وان).

كل هذا وغيره أختلف معه، وفى نفس الوقت من الممكن أن أتفهم دوافعه، ولكن أن تُصبح الحياة الخاصة للفنان هي المادة التي يستيقظ عليها الجمهور وينام أيضا عليها، ولا يهدأ له جفن أو يخلد للنوم إلا بعد الحصول على الجرعة الثانية، وربما أيضا الثالثة المعززة- على طريقة التعاطى مع مصل (كوفيد)، لا أعاده الله علينا- في هذه الحالة تتحول إلى حالة مرضية تستحق أن يتدخل في رصدها وعلاجها علماء الطب النفسى والاجتماعى.

فجأة، صارت خلافات الفنانين بعضهم البعض، بل حتى الصراعات العائلية، لها مساحة معتبرة في الوسائط الاجتماعية، رغم أن الفنان كثيرًا ما يعتب على الإعلام بسبب التدخل السافر في حياته الشخصية، ويصفها بصحافة (الباباراتزى)، التي تعيش على فضائح الفنانين والشخصيات العامة.. وفى العادة، يتسللون بالكاميرا من الشباك، لأن الأبواب مؤصدة أمامهم، فيلجأون لطرق ملتوية لاقتناص الخبر، حتى لو كان في غرف نوم المشاهير.. المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل وهى في السلطة عانت منهم، عندما التقطوا لها قبل عشر سنوات صور بـ (المايوه) وهى تستجم على أحد الشواطئ الإيطالية.

الغريب أن ما نراه الآن من انتهاكات ليس عن طريق (الباباراتزى) حتى نجرّمه أو نحرّمه، صار الفنان هو الذي يمنح بعض وسائل الإعلام بمختلف أطيافها (مقروءة أو مسموعة أو مرئية) حكايته الخاصة.. وغالبا ما تمتلئ بالتفاصيل الساخنة والمثيرة التي لا يصل إليها خيال أي صحفى، وهكذا تفتح شهية الإعلام مجددا للحصول على المزيد منها.. ومن المستحيل قطعا في هذه الحالة أن نتهم الإعلام بأنه يخون شرف المهنة، خاصة أن الفنان عادة قبض الثمن مسبقًا من إدارة البرنامج.

الجمهور بطبعه وطوال الزمن لديه رغبة في أن يخترق هذه الأسوار التي يضعها الفنان على حياته الخاصة، كانت القاعدة تشير إلى أن الفنان يعيش في قلعة محصنة، تمنع التلصص، ولا يستطيع أحد الاقتراب أو التصوير. في هذا الزمن، صار الفنان يدفع الثمن مرتين، ويخسر مرتين، رغم أنه حصل على الثمن بالدولار مسبقًا من المحطة الفضائية.

إذا هاجم أقرب الناس إليه سيؤدى هذا حتما إلى استياء الجمهور، وإذا صمت على الإهانة التي جاءته من أقرب الناس إليه ولم يرد بأسوأ منها سيجد الناس تصدق الاتهام.. الكأسان أحلى ما فيهما مُر.

أصبحنا منذ ذلك الحين نترحم على زمن الصحافة الصفراء التي كانت بالقياس لهم بيضاء، بل ناصعة البياض!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الترحم على زمن «الصحافة الصفراء» الترحم على زمن «الصحافة الصفراء»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon