توقيت القاهرة المحلي 14:44:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(حتى أنت يا أشرف)!

  مصر اليوم -

حتى أنت يا أشرف

بقلم - طارق الشناوي

عندما تندفع نقابة الممثلين وتصدر هذا البيان الذى تستنكر فيه مشهدا لحوار درامى بين إحدى الشخصيات فى مسلسل (ليه لأ) الجزء الثالث، فقل على الفن السلام، المشهد تتضمن فحواه تلك الجملة (إن كلية الآداب قسم علوم المسرح لا تجيد تعليم التمثيل لأن مكانه الحقيقى معهد المسرح)، نقيب الممثلين الفنان، الدكتور أشرف زكى، قبل أن يتولى مسؤولية النقابة هو أستاذ للدراما والتمثيل، ولهذا يزداد إحساسى بالخطر القادم على الفن فى بلدى وأردد مع نفسى: (حتى أنت يا أشرف).

الجملة داخل إطار درامى مقيد بموقف وتنطق بها إحدى الشخصيات، مثلا فى فيلم (العار) ردد نور الشريف: (إذا كان حلال أدينا بنشربه وإذا كان حرام أدينا بنحرقه)، الجملة فى معناها المباشر تمنح غطاء دينيا لتعاطى الحشيش، ومن ثم كل المكيفات، فهل نصادر الجملة ونطالب صناع الفيلم بحذفها وتقديم اعتذار، المفروض أن نقابة المهن التمثيلية تبدأ بنفسها فى تقبل النقد.

نعيش تحت سطوة عشرات من النقابات ينزعج أغلب أعضائها عند تقديم محام أو مهندس أو طبيب أو ممرض منحرف، على الفور تنشط غدة المنع والشجب، المفروض أن نقابة المهن التمثيلية فى مثل هذه الحالة ستقف على الشاطئ الآخر، وتدافع عن حق صُنع العمل الفنى فى تقديم انحراف داخل المهنة، فهل تجرؤ على فعل ذلك مجددا، بعد أن منعت الانتقاد داخل مهنتها.

الحوار فى أى عمل فنى لا يحمل يقينا قطعيا ولا يقفز من سور الخيال إلى دنيا الواقع، لكنه مجرد احتمال، كل شخصية تتحدث من خلال أفكارها وتاريخها ولا تعبر حتى عن قناعات الكاتب أو المخرج، لكن وفقا لتكوينها الدرامى، اعتقد من متابعة ردود الأفعال فى العديد من النقابات المهنية فى بلادنا، تجاه مواقف مشابهة، أنهم يميلون لتهدئة الخواطر وإخماد الحرائق وهى لاتزال فى المهد، ولا يدركون أنهم يمهدون الطريق أمام اشتعال حرائق أخرى أشد ضراوة، كل النقابات عندما يتأذى أعضاؤها من جملة حوار سيطالبون المعاملة بالمثل الحذف والاعتذار.

الخطر قادم رغم إدراكى لحسن نوايا النقيب ومجلس الإدارة، تطبيق قانون الواقع على الدراما سوف يضعنا جميعا تحت مرمى أبغض مرض يصيب الدراما، وهو الحساسية المفرطة فى التعامل مع الخيال، أتذكر عند عرض فيلم (عمارة يعقوبيان) 2006 لمروان حامد، وجدنا أصواتا داخل مجلس إدارة نقابة الصحفيين وأيضا خارجها تطالب بحذف شخصية رئيس التحرير (حاتم رشيد)، لعب الدور خالد الصاوى بعد أن اعتذر، أكثر من ممثل، مثل حسين فهمى وفاروق الفيشاوى، وهشام عبدالحميد، وعندما رشحوا محمود حميدة طلب مليون جنيه وكان رقما فى ذلك الحين، الغريب أن خالد الصاوى يقول إنه الآن لو عرض عليه هذا الدور فلن يؤديه، وتلك حكاية أخرى.

نقابة الصحفيين فى النهاية لم تستسلم لتلك الأصوات الرافضة لتقديم شخصية (حاتم رشيد)، لأنها منوط بها الدفاع عن حرية الرأى، والأولى أن تبدأ بنفسها، أغلب القصص الأدبية التى تحولت إلى أعمال درامية كتبها عدد من كبار الصحفيين مثل مصطفى أمين وموسى صبرى وفتحى غانم وغيرهم، تطعن فى الشرف المهنى لعدد من الصحفيين.

أعلم جيدا أن كثيرا من أعضاء نقابة الممثلين سوف يهللون فرحا ببيان النقابة الذى يؤكد لهم أن للمهنة أسدا جسورا يحميهم حتى من أنفسهم!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى أنت يا أشرف حتى أنت يا أشرف



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon