توقيت القاهرة المحلي 05:56:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحبه ناصر والسادات وشعر بالظلم!

  مصر اليوم -

أحبه ناصر والسادات وشعر بالظلم

بقلم - طارق الشناوي

اليوم تحل ذكرى رحيل «فريد الأطرش» وسوف تمر كسابقتها فى هدوء، ربما لن يزيد الأمر على زيادة طفيفة فى عدد أغنيات فريد التى يتم بثها عبر المحطات الإذاعية، وعرض ثلاثة أو أربعة من أفلامه البالغة 31. أتلقى سنويا مع اقتراب الذكرى عتابا من عشاق فريد الذين يقارنون بين نصيب فريد فى ذكراه ونصيب عبد الحليم خاصة فى الإعلام المصرى، الذى يبدو وكأنه مصاب بـ (الشوفينية)، فهو يسرف فى منح عبد الحليم، مساحات ضخمة من الاهتمام، بينما هو ضنين على فريد. رحل فريد قبل حليم بأقل من ثلاث سنوات، ودائمًا ما تتحول كل أجهزة الإعلام، يوم تحل ذكراه، إلى مولد سيدى (حليم)، وهذا التعبير قاله لى الموسيقار الراحل كمال الطويل، بينما فى ذكرى فريد يبدو وكأنه كان يعيش فى (كوكب تانى) بعيدا عن الكره الأرضية، رغم أن الرئيسين عبد الناصر والسادات، كانا من حزب فريد الأطرش!.

عشاق فريد- وهم كثر- يدللون بتلك المقارنة على أن مصر تنحاز إلى كل ما هو مصرى، وإلا فلماذا التفرقة بين عملاقى الغناء العربى عبد الحليم المصرى ابن قرية (الحلوات) بالشرقية، وفريد السورى ابن جبل (الدروز) فى محافظة السويداء. لدىّ أربعة أسباب وأربعة مفاتيح لفك هذا اللغز، أولًا: أن الراحل مجدى العمروسى المستشار الفنى لشركة (صوت الفن) التى كان يملكها عبد الوهاب وعبد الحليم والذى أصبح بعد رحيل عبد الحليم أحد أصحابها، كان العمروسى وراء هذا الاهتمام المبالغ فيه بذكرى عبد الحليم، إلى درجة أنه كان يصدر عملات ذهبية وفضية عليها صورة عبد الحليم يوزعها على عدد كبير ممن بيدهم الأمر فى الإعلام المصرى، لأنه يحيل هذا الاحتفال فى نهاية الأمر إلى مكسب مادى لحساب شركة (صوت الفن)، ودائما ما يطرح فى الأسواق بهذه المناسبة أغنية مجهولة أو نادرة لعبد الحليم يتم الترويج لها إعلاميا، وبعد رحيل العمروسى لا يزال الإعلام المصرى يسير بقوة الدفع (العمروسية)!. السبب الثانى هو أن الغناء الوطنى لعبد الحليم حافظ، شكل ذاكرة الناس ولا يزال، فهو شاهد الإثبات على كل المراحل الوطنية التى عاشتها مصر منذ أن غنى فى مطلع ثورة يوليو (إنى ملكت فى يدى زمامى)، حتى غنى بعد نصر أكتوبر (عاش اللى قال)، فريد غنى لمصر وللكفاح العربى، لكن أغنياته الوطنية لم تتحول إلى معالم فى ذاكرة الأمة، فلا يوجد فى رصيد فريد من الأغنيات الوطنية ما يطاول انتشار مثلا (صورة) و(السد)، و(بالأحضان)، و(يا جمال يا حبيب الملايين) وغيرها. السبب الثالث أن أغنيات عبد الحليم العاطفية والتى شارك فى تلحين القسط الوافر منها كمال الطويل ومحمد الموجى وبليغ حمدى ومنير مراد وقبلهم محمد عبد الوهاب، أكثر شبابية ومعاصرة من الألحان التى انفرد بوضعها الموسيقار فريد الأطرش لصوت فريد الأطرش. فريد قدم كمطرب مذاقا واحدا لأنه مقيد بألحانه، بينما عبد الحليم كان مثل النحلة ينتقل من غصن إلى آخر ويأخذ أجمل وأرق وأصفى ما فى رحيقهم الفنى!. السبب الرابع والأهم أن ذكرى فريد تحل قرب نهاية العام ببضعة أيام، وفى العادة فإن الصحافة والإذاعة والتليفزيون تمنح كل المساحات المتاحة أمامهم لتقديم إحصاءات وكشف حساب للعام الذى أوشك على الرحيل، وللعام الذى سيولد بعد قليل، ولا تتبقى إلا مساحة ضئيلة جدًا للاحتفال بذكرى فريد، بينما تأتى ذكرى عبد الحليم يوم 30 مارس فى وقت ينتظر فيه الإعلام قدوم أى حدث يشغل به الفراغ الإعلامى!. كانت وصية فريد الأطرش قبل رحيله بساعات قليلة أن يدفن فى أرض مصر.. وعندما تجمعت عشيرته من الدروز أمام المستشفى اللبنانى الذى توفى فيه يوم 26 ديسمبر 1974 لكى يدفنوه فى مسقط رأسه جبل الدروز، قال لهم شقيقه الكبير فؤاد الأطرش إذا كنتم تحبون فريد فيجب أن تساعدونى على تنفيذ وصيته، وهى أن يدفن فى تراب مصر، ولا أتصور أن المصريين الذين أحبهم فريد كل هذا الحب لا يمنحونه أيضًا كل الحب. لم تعامل مصر فريد بقدر من (الشوفينية) لأنها تدرك أن شريعة فريد فى الحب هى التى رددها فى أغنيته الشهيرة (إن حبيتنى أحبك أكتر/ وإن مليتنى راح أنسى هواك)، وفريد أحب مصر كثيرا وبادلته الحب أكثر وأكثر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحبه ناصر والسادات وشعر بالظلم أحبه ناصر والسادات وشعر بالظلم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon