توقيت القاهرة المحلي 10:04:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدَّين الذى لم أسدده لكمال الطويل

  مصر اليوم -

الدَّين الذى لم أسدده لكمال الطويل

بقلم - طارق الشناوي

مرت ذكرى الموسيقار الكبير كمال الطويل، غاب عن عالمنا قبل عشرين عامًا، قدمت عنه محطة الأغانى يومًا كاملًا، الحصيلة لا تتجاوز 400 لحن، وحتى يصبح للرقم دلالة أقول لكم إن عملاقين بحجم محمد الموجى وبليغ حمدى، واكبا زمنيًا الطويل، قدم كل منهما منفردًا خمسة أضعاف هذا الرقم.

تميزت ألحان الطويل بالندرة والتفرد، أغلب الأصوات، باستثناء عبدالحليم ونجاة، لا يتعامل معها أكثر من مرة أو اثنتين، ولكنك تكتشف أن اللحن صار عنوانًا للمطرب، مثلًا صباح (مال الهوى)، ونجاح سلام (أسرار الحب)، وعبدالمطلب (الناس المغرمين)، وعادل مأمون (ياللى سامعنى قول يانور عينى)، وعبدالمنعم مدبولى (طيب يا صبر طيب)، وغيرهم، وهكذا اخترقت ألحانه حاجز الزمن.

لدىّ الكثير الذي أرويه عن الأستاذ وسيأتى اليوم الذي أذيع عليكم حكاية 18 ساعة سجلها معى، هذه المرة أكتفى بهذا الموقف.

لهذا الرجل دَين يطوق عنقى، ومع كل ذكرى أتحسس ذاكرتى التي لا تزال تحتفظ بالكثير وأحاول السداد بالتقسيط.

شخصية لا تُنسى في الكبرياء والشموخ والكرم والجدعنة، نعم الجدعنة، حتى الآن ليس لدى تفسير للحكاية التي سوف أرويها لكم.

في عام 1994، قبل المحمول، كنت قد ذهبت إلى نقابة الصحفيين لإعداد ندوة عن الفن في مواجهة الإرهاب والتطرف، كان الإخوان قد بدأوا ترويعنا بتفجير القنابل في المقاهى والمسارح، وقبل أن أتصل بالأستاذ كمال لدعوته للندوة، وجدته يتصل بى، قائلًا علمت أنك في النقابة، وقلت له موعدنا في الندوة الأسبوع القادم، قال لى طبعا أنا معك، سألنى: (فاضى بعد ساعة أعدى عليك نروح حفل الذكرى الأولى لبليغ حمدى)، وبالطبع رحبت جدًا وانتظرته على باب النقابة، وذهبنا لمسرح (البالون)، كان يستقل عربة عبدالحليم حافظ (المرسيدس) التي اشتراها من ورثة عبدالحليم، (فجأة وجدت نفسى في حضرة الطويل وحليم)، ووصلنا (البالون)، تسابق الجميع للترحيب بالأستاذ، وفى الطريق، قلت له: الموسيقار محمد الموجى قال إن بليغ بدأ مقلدًا للطويل والموجى؟ أجاب: بليغ لم ينتحل شخصية أحد سوى بليغ، ربما ما قصده الموجى أن بليغ عصرى (مودرن) في التفكير الموسيقى، يستخدم الجملة القصيرة المشاغبة الشقية، وهذا لا يعنى أبدا أنه مقلدٌ لنا.

ولا تنسى أن محمد فوزى سبقنا في الشقاوة الموسيقية.

وبدأ الحفل وغنى حلمى بكر (خسارة خسارة) لعبدالحليم تلحين بليغ، وآخرون مثل محمد نوح، وجاءت مفاجأة الحفل أحمد عدوية، لم يكن قد تعافى بعد من حادث الاعتداء الذي أقدم عليه ثرى عربى، لم تُكتشف حتى الآن كل أبعاده.

كتبت بعدها على صفحات مجلة (روزاليوسف) مطالبًا عدوية بألا يغنى إلا بعد أن يتعافى تمامًا، وأنه لا يجوز أن نرى عدوية عاجزًا عن الحركة.

مضت أسابيع واتصل بى المستشار القانونى للمجلة يخبرنى بأنى متهم أمام القضاء بجريمة السب والقذف العلنى، وحدد لى موعد الجلسة، تواصلت مع الأستاذ كمال الطويل واندهش، وفى مكالمة مع السيدة نوسة، زوجة عدوية، وكنت معه على الخط، ظل يحاول إقناعها بالتنازل وأصرت على مواصلة التقاضى، وقال لى كمال الطويل: سوف أذهب معك للمحكمة وأشهد بأننى مقتنع تمامًا بكل كلمة كتبتها، بل أنا الذي طلبت منك أن تكتب، وفى الحقيقة لم يطلب منى الأستاذ شيئًا.

لست أدرى ما حدث بعدها، هل تنازلت السيدة نوسة عن الدعوى، أم أن في الجلسة الأولى وبدون حضورنا أنا والطويل حصلت على البراءة؟ ولا يزال في عنقى الكثير من الحكايات عن الأستاذ!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدَّين الذى لم أسدده لكمال الطويل الدَّين الذى لم أسدده لكمال الطويل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon