توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«وش في وش»

  مصر اليوم -

«وش في وش»

بقلم - طارق الشناوي

تواجه السينما المصرية في السنوات الأخيرة معركة، حياة أو موت، لا توجد أفلام تحمل الجنسية المصرية- أتحدث عن الأفلام الطويلة تحديدا- تصلح لكى تمثلنا ليس فقط في المهرجانات خارج مصر، بل ومع الأسف في كل المهرجانات داخل مصر، دائما ما يصبح البحث عن الفيلم المصرى هو السؤال الحائر الذي يؤرق عادة مديرى المهرجانات في مصر.

السينما العربية، وهذا قطعا يسعدنا، متواجدة بقوة في المهرجانات الكبرى (كان) و(برلين) و(فينسيا)، وغيرها، وهكذا رأينا أفلاما من دول لها باع في السينما مثل تونس والمغرب ولبنان وفلسطين والجزائر. وبلاد أخرى تبدأ الخطوات الأولى مثل السودان والأردن واليمن تمكنت من عبور الحدود، وعدد منها حصل أيضا على جوائز.

القسط الأكبر من الأفلام التي نقدمها محليا، تكرر المقرر الذي سبق تكراره عشرات المرات، تفتقر لروح المغامرة، يبدو أن المعادلة الإنتاجية تحقق للمنتج وفريق العمل إيرادات، ولهذا نواصل تقديم نفس النمط.

لا يوجد عداء مسبق مثلا للفيلم المصرى، كما يعتقد البعض، يحول دون قبول أفلامنا في المهرجانات، لكننا نقدم لغة سينمائية على الشريط تجاوزها الزمن، ولهذا ترفضها من البداية (لجان الاختيار) في المهرجانات العالمية، كما أن المحاذير والمحظورات الرقابية في الداخل، واجهت العديد من صناع السينما، ولهذا يخشى الكثير من المبدعين الخروج بعيدا عن السور، مصير الفيلم في النهاية هو الرفض.

من اللمحات النادرة جدا في الأسابيع القليلة الماضية التي أعادت الثقة للسينما المصرية فيلم (وش في وش) إخراج وتأليف وليد الحلفاوى، لا أتصور أن المخرج فكر أولا أن يطرق أبواب المهرجانات، لكن شركة الإنتاج كما هو واضح دفعت به مباشرة للعرض التجارى، مما يحرمه من الاشتراك في المهرجانات في الداخل والخارج، أتصور لو كان هناك تخطيط مسبق للتواجد خارج الحدود، كان الفيلم قطعا سيجد ترحيبا.

الفيلم يحمل مغامرة على مستوى البناء الدرامى، الكاتب هو المخرج، وهذا يعنى انه يرى الفيلم أولا على الورق.

الأبطال في (لوكيشن) واحد والباب مغلق، ضيق المكان وعدم الإحساس بالخصوصية أحد العوامل النفسية التي تؤجج الصراع بين الجميع: الزوج والزوجة والأهل والأصدقاء ومن يعملون بالشقة.

محمد ممدوح وأمينة خليل ومحمد شاهين وأنوشكا وسامى المغاورى وسلوى محمد على وخالد الصاوى وعلاء زينهم وعمر مصطفى متولى ولطفى لبيب ومصطفى غريب وخالد كمال وأسماء جلال وأحمد خالد صالح ومحمود الليثى ودينا سامى، والموسيقى لخالد الكار والديكور لياسمين عاطف والمونتير لمينا فهيم- كلهم أبطال في مساحتهم.

الصراع من خلال صياغة الحوار ينتقل بإيقاع زجزاجى، كل الشخصيات أمام هذا الموقف تتعرى وتكشف الماضى المسكوت عنه.

لا يوجد في النهاية برىء أو مذنب، لكن رؤية عامة للحياة أنا وأنت جزء منها، هناك عصرية في استخدام كل تفاصيل (الميديا) لأنها جزء من الحياة برع المخرج في توظيفها لتسمح بوجود شخصيات أخرى، خارج الشقة.

لم يكن السيناريو في النهاية بحاجة إلى ضرورة إشعال الحريق في المنزل لتبدو ذروة درامية مباشرة يعقبها انفراجة، الأفضل هو البحث عن نهاية أقل صخبا من كل ذلك، طبيعة نسيج الفيلم تفرض على مخرجه تلك الحالة من الهدوء في التعبير الظاهرى، الأعماق هي التي تحترق.

السيناريو هو البطل، ويبدو الفيلم حالة من الألق الإبداعى، العلاقات بين الشخصيات تدفع الجميع للتفكير، توقفت كثيرا أمام الوجه الجديد دينا سامى، في الدويتو الذي قدمته مع واحد من أكثر فنانى التمثيل المعاصرين تلقائية محمود الليثى.

الشريط السينمائى حالة استثنائية، كم تمنيت أن ينتظر ليصبح واجهة لنا في العديد من المهرجانات خارج الحدود

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وش في وش» «وش في وش»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon