توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بوركينى»!

  مصر اليوم -

«بوركينى»

بقلم - طارق الشناوي

تابعت مؤخرًا حوار الممثلة الراقصة أو الراقصة الممثلة، اختر أنت الإجابة الصحيحة، التي قالت بالحرف الواحد: (سأظل أرقص حتى آخر نفس في عمرى، والرقص ليس حرامًا، والله أعلم بالسرائر، وابنى فخور بأمه)، وعندما سألوها عن الحجاب قالت: (أتمنى من بكرة أتحجب، وربنا هو الهادى، وكل أصدقائى عندما شاهدونى وأنا أرتدى الحجاب قالوا لى «أنت أحلى»).

لم أنشر اسمها متعمدًا، لأنها ليست وحدها، لا أعنى فقط الفنانين، ولكن أغلبنا، مع اختلاف فقط في الدوافع، لو تأملت إجاباتنا على العديد من الأسئلة ستكتشف أنها تقع في تلك المنطقة الآمنة، على الوجه الأول تقول كل شىء، وعلى الوجه الثانى لا تقول أي شىء، تشبه (البوركينى)، تجمع في كلمة واحدة بين الشىء ونقيضه، المايوه البكينى والبرقع الإسلامى، وعلى طريقة يسرا في طيور الظلام عندما قالت الجملة الشهيرة التي صاغها وحيد حامد لتظل تحمل في عمقها دستور الحياة: (يا ختى كده ينفع وكده ينفع).

لو سألت عما هو مسموح ستجد أن الكل يقف مع حزب الحرية المطلقة، يعنى بكينى (قطعتين) ينفع، إلا أن هناك إضافة في نهاية السطر تحمل معنى مراعاة (الكود) الأخلاقى، (برقع) قطعة واحدة ينفع (برضه).

حاول المجلس الأعلى للإعلام، قبل بضع سنوات، ومن خلال لجنة برئاسة أحد المخرجين المخضرمين، وضع كود أخلاقى، على طريقة (اغسل يديك قبل الأكل وبعده)، وطالب الجميع بالالتزام، لأنه اعتقد أن هناك صوتًا في الدولة يميل أكثر للتقييم الأخلاقى أو الدينى، ويحاكم العمل الفنى بمدى اقترابه أو ابتعاده عن تعاليم الدين، وتم تصدير مقولة أن كل انحراف في المجتمع وراءه الأغانى الهابطة والأفلام العنيفة، فئات عديدة من الشعب صدقته، ووجدنا أن هناك من يحاول الاسترزاق من التزمت الأخلاقى، كثيرًا ما تبدأ الجملة هكذا: (أنا تاريخى كله للدفاع عن الحريات، وكثيرًا ما دفعت الثمن، ومستحيل بعد هذا العمر أن أغير مبادئى).

أتذكر أن أحد وزراء الثقافة المخضرمين، وبحكم خبرته، أراد أن يكشف أكذوبة عدد من السينمائيين المتشدقين بالحرية، حيث تعالت الأصوات في إحدى اللجان تطالبه بأن يضغط على المسؤولين لتخفيف القيود الرقابية، فقال لهم إن إحدى المنظمات العالمية رصدت مبلغًا يقدر بملايين الدولارات من أجل إنتاج مسلسل يكافح التعاطى، واشترطت ألا يقدم أي مشهد فيه مخدرات، فقال له أحد المزايدين: (ولن نقدم أيضًا سجائر، ومن بكرة جاهز بالسيناريو)، وبالطبع أثبتت الأيام أنه لا وجود أساسًا لتلك المنظمة الوهمية، الوزير كان يعلم أن القسط الأكبر منهم لا يعنيهم سوى (السبوبة).

نعيش في مرحلة انقسام وجدانى، هناك جهات في الخارج والداخل لها مصلحة في فرض الزى الموحد على النساء، وتستغل كل ما يشغل الناس من أجل تصدير أن (الحجاب هو الحل)، بعد أن كانت في الماضى ترفع شعار (الإسلام هو الحل)، فصاروا يختصرونه في قطعة قماش على الرأس.

المؤسسة الدينية الرسمية صارت حريصة على إعلان ذلك، وهكذا وجد المصرى أنه في حيرة، إذا قال رأيًا قد يُرضى فريقًا، يسارع بأن يدلى بنقيضه، حتى لا يغضب الفريق الآخر، صارت آراؤنا ترتدى (بوركينى)، ولسان حالنا يردد: (كده ينفع وكده ينفع)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بوركينى» «بوركينى»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon