توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شرف الاعتذار ولو جاء متأخرا!

  مصر اليوم -

شرف الاعتذار ولو جاء متأخرا

بقلم - طارق الشناوي

الاعتذار عن الخطأ في حياتنا هو الفضيلة الغائبة، كثيرا ما أشعر بأن فلان انفلتت منه كلمة وربما لا يقصدها، إلا أنه يواصل الدفاع عن نفسه فيتضاعف حجم الخطأ ليصبح خطيئة.

اعتذر ويل سميث، على صفحته، تأخر الاعتذار المباشر للممثل الكوميدى كريس روك، لكنه قد نال عقابه من الأكاديمية، صحيح أنها لم تسحب منه الأوسكار أفضل ممثل، كما توقع كُثر وقتها، لأن الأكاديمية تحترم رأى أعضائها، عددهم يربو على 6 آلاف، الذين صوتوا له في فيلم (الملك ريتشارد) باعتباره الأفضل، وليس من العدالة، مثلا، أن يتم اختيار المرشح الثانى الذي تلاه في عدد الأصوات، الأمر لا يقاس أبدا على هذا النحو، المعيار سيصبح في هذه الحالة خاطئا، إلا أنه منع على مدى عشر سنوات من حضور حفلات الأوسكار، وهذا لا يعنى أيضا أن يحرم مثلا من الترشح للجائزة لو كان يستحقها، لكنه فقط ممنوع من تسلمها، هناك فرق.

الاعتذار يفتح الباب لكى نعيد النظر في الكثير من الانفلات الذي نراه عبر الفضائيات و(السوشيال ميديا)، ونادرا ما يأتى الاعتذار، لكن دائما هناك في البداية تبرير وليس اعتذارا صريحا، حتى الداعية الذي انفلتت منه كلمة مؤخرا أغضبت المسلمين قبل الأقباط في حق السيد المسيح عليه السلام، الداعية لأنه لا يدرك ما الذي تحمله القلوب انفلتت منه كلمة، في البداية أنكر أنه أخطأ في التعبير، لكنه بعد ذلك اعتذر، رغم أن المشاعر لم تهدأ بعد، عندما طلب من المرأة قبل أن تغادر منزلها أن تبذل قصارى جهدها لتصبح (قفة)، وذلك إذا أرادت أن تعود سالمة، وحاول كعادته التبرير وليس الاعتذار.

بعض الأخطاء وعبر التاريخ يدفع ثمنها مباشرة المخطئ، انفلتت عام 1964 من عبدالحليم كلمة في حق أم كلثوم فمنعته من المشاركة معها في أي حفل لعيد ثورة يوليو، ولم تقبل حتى اعتذاره، تصور عبدالحليم أن ما قدمه من أغنيات وطنية سيشفع له عند الرئيس عبدالناصر.

كثيرا ما كانت العلاقة تمشى على صفيح ساخن بين عبدالحليم ومحمد الموجى رفيق الدرب، وهنا يأتى رد فعل الموجى من خلال حماسه لمطرب يتصور أنه من الممكن أن يهز عرش عبدالحليم، ويدفع بمطرب للساحة، بداية من كمال حسنى ومحرم فؤاد وعبداللطيف التلبانى وماهر العطار وصولا إلى هانى شاكر.

الموجى لم ينل بكلمة ضد عبدالحليم باستثناء إعلانه أنه يرى ألحانه مع بليغ حمدى منذ النصف الثانى من الستينيات لا تليق بعبدالحليم، وبالمناسبة أيضا فإن رياض السنباطى لم يكن راضيا عن أغلب ما قدمته أم كلثوم من ألحان بليغ والموجى وعبدالوهاب، لكن لم تفلت منه كلمة ضد أم كلثوم، لكن ضد ما تغنيه، وهذا هو الفارق.

الاعتذار قد يأتى متأخرا جدا، لدينا القطبان يوسف وهبى ونجيب الريحانى كان بينهما صراع ساخن، وبعد ذلك تكتشف التقدير الخاص الذي يحمله كل منهما للآخر، وهكذا تمكن أنور وجدى من الجمع بينهما عام 49 في (غزل البنات)، ويرحل نجيب الريحانى قبل انتهاء تصوير الفيلم ويواصل الحياة بعده يوسف وهبى أكثر من ثلاثين عاما ولا يتوقف عن الإشادة في كل مناسبة بنجيب الريحانى.

أتمنى ألا ينتظر البعض منا الموت قبل أن ينطق بكلمة الحق!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرف الاعتذار ولو جاء متأخرا شرف الاعتذار ولو جاء متأخرا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon