توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عسل وسكر أنت.. «يا شادن»

  مصر اليوم -

عسل وسكر أنت «يا شادن»

بقلم - طارق الشناوي

أجمل ما حدث في حفل تخرج الطالبة النوبية شادن مصطفى أنها قررت أن تعبر عن فرحتها وسط زملائها ورقصت على إيقاع الأغنية النوبية الشعبية (عسل وسكر أنت).

في الأحوال العادية كان عدد المتابعين للحفل الجامعى لن يتجاوز مائة أو اثنتين، ولكن الفيديو المبهج انتقل إلى الملايين عبر (السوشيال ميديا) وصارت فرحة عامة نتوق جميعا إليها.

كالعادة تخرج بعض أصوات ترتدى قناع الجدية يؤدون دور (أبوالوفا) في فيلم أم كلثوم (سلامة) وهم الكارهون للفرحة، ويحرمون الغناء.

مع بزوغ الألفية الثالثة تزايدت حالة التزمت، صارت تسيطر بضراوة على المجتمع المصرى.

تابع على (النت) ستكتشف أن الصوت المتزمت مسموع ويحظى بقدر من الموافقة الضمنية، بينما في مطلع الستينيات نتذكر فيلم (الخطايا) لحسن الإمام، كيف غنى عبدالحليم في مدرج الكلية (الناجح يرفع إيده) تأليف فتحى قورة وتلحين منير مراد، وتميزت الأغنية بنقرات لعبدالحليم على مدرج الكلية لتمنح الفرحة تلقائيتها.

المجتمع كان سعيدا بتلك الأغنية وانتقلت بعدها لأكثر من مطربة مثل ليلى نظمى (م الثانوية للكلية والمجموع قرب ع المية)، وعبداللطيف التلبانى (افرحوا يا حبايب لفرحنا).

لم يعتبر أحد أن تلك الأفعال تهز من صورة المنظومة التعليمية، كنا أكثر رحابة في تقبل الجميع بكل أفكارهم، ولا أحد يحتكر الصواب لنفسه.

المجتمع يتقدم كلما استطعنا أن نمنح أفراده تلك الحرية في التعبير، وأبسطها إعلان الفرحة، قبل سنوات قليلة نتذكر جميعا قصة الطالبة الجامعية في طنطا والتى عاقبوها، لأنها ارتدت فستانا واعتبروه مخالفا للتقاليد الجامعية، على أي أساس وضعوا هذه التقاليد، ومن الذي سمح لهم بتقنينها، المشهد الأخير لهذه الطالبة يؤكد سيطرة هؤلاء المتزمتين، شاهدناها في النهاية، حتى توقف التهديد بالفصل، ارتدت بنطلونا وحولها أكثر من أستاذة منقبة.

تلك هي الرسالة المعتمدة حاليا لصورة الفتاة المثالية، بينما كانت سعاد حسنى في فيلم (خالى بالك من زوزو) قد حظيت بتاج الفتاة المثالية، الفيلم أنتج قبل خمسين عاما، وكانت سعاد تعيش في شارع (محمد على) وأمها الراقصة ألماظية تحية كاريوكا، سعاد، كانت بين الحين والآخر تنقذ الموقف وترقص بدلا منها، في النهاية رسالة المخرج حسن الإمام أن البهجة هي الطريق للحياة.

هل تأخرنا؟ في الحقيقة كثيرا، بل وصلنا لمرحلة تبدو صادمة، يقودها هؤلاء المتزمتون المنتشرون في المجتمع، لا أتصور أن الأغلبية أخوان، يقينا لا، بل بعضهم فعلا يكره فكر الإخوان، إلا أن التزمت هو المشترك بينهما، نظرة على مبنى (ماسبيرو) في الطرقات بجوار السلالم يفترشون الأرض ويؤدون الصلاة، رغم وجود أكثر من جامع في المبنى، هناك رسالة أخرى يريدون توصيلها، هل يجرؤ أي مسؤول على التصدى؟ إجابتى سوف يفكر ألف مرة، وفى المرة الواحدة بعد الألف سوف يؤثر السلامة، ويقرر الانسحاب من اتخاذ أي قرار.

هل الجامعة ترحب مثل الماضى بالأنشطة الفنية والثقافية والترفيهية؟ الحقيقة هي أيضا لا، النظرة المتحفظة والمتحفزة ضد أي نشاط خارج المقرر الدراسى، ستظل هي المسيطرة.

ستلمح بين الحين والآخر إشارات تعبر عن الغضب ضد ما فعلته الطالبة شادن مصطفى، رغم أن الحل الوحيد هو أن نجد أكثر من شادن تفتح نفسنا للحياة.

إشعاع البهجة هو السهم الذي يوجه في مقتل لسارقى البهجة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عسل وسكر أنت «يا شادن» عسل وسكر أنت «يا شادن»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon