توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(فاتن أمل جرجس)

  مصر اليوم -

فاتن أمل جرجس

بقلم - طارق الشناوي

انتقل مسلسل (فاتن أمل حربى) إلى منطقة شائكة وأشد وعورة، وأتمنى أن يتم التعامل معه ببساطة، وذلك عندما وجد القاضى خالد سرحان وهو لا يزال فى عز معركته القانونية مع قانون الأحوال الشخصية المستمد من قراءة العلماء للشريعة للإسلام، أن عليه نظر قضية (خلع) لفاتن أخرى واسمها كاملا (فاتن أمل جرجس)، لا يوجد طلاق فى الديانة المسيحية إلا لعلة الزنى استنادا إلى الآية الصريحة فى الإنجيل (ما جمعه الله لا يفرقه إنسان).
كل الأعمال الدرامية تتعامل بقدر لا يُنكَر من الحساسية مع الشخصية المسيحية، وفى أحيان كثيرة تبتعد عن الدخول لتلك المساحة المثيرة خوفا من الأزمات ودرءا لها، وآخرها مسلسل (أوان الورد) وقبلها بسنوات قلائل فيلم (بحب السيما).

المتفرج المسلم لا يدرك الكثير عن الديانة القبطية، بينما المسيحى يعرف الكثير بحكم أن القضايا الدينية الإسلامية تناقش على (الميديا).

فيلم (بحب السيما) 2004 كان جريئا فى الغوص داخل تلك التفاصيل وغيرها، حيث كان الزوج محمود حميدة (أرثوذكس) والزوجة ليلى علوى (بروتستانت)، بينما تلك الفروق لا يدركها عادة المواطن المصرى، الكثير من المبدعين يفضل الوقوف على الشاطئ البعيد، المثقفون فى بلادنا لم يصلوا أبدا إلى جرأة المخرج أسامة فوزى الذى أبدع وهو يقدم السيناريو الممتع للموهوب الاستثنائى الكاتب هانى فوزى برؤية اجتماعية للشخصية القبطية.

القراءة الصحيحة أنهم عائلة مصرية أولًا قبل أن نلحظ الديانة، وهذا هو المفتاح الحقيقى لفك شفرة الفيلم، إلا أن الدولة قبل 18 عاما توجست من ردود الفعل وتعاملت معه باعتباره شأنا قبطيا، هل المثقفون فى تعاطيهم مع الأعمال الفنية يتحررون من القيود الدينية، أم أنهم صدى مباشر للمجتمع بكل تعقيداته وتزمته؟.

مدير الرقابة وقتها د. مدكور ثابت، وجد أن الحل لتمرير الفيلم أن يوافق عليه عدد من المثقفين الأقباط،، شكّل لجنة مكونة من سبعة بينهم مسلم واحد - الناقد أحمد صالح - هذه اللجنة أصدرت قرارًا برفض الفيلم، وطالبت بتدخل الكنيسة من خلال رجال الدين المسيحى بطوائفهم الثلاث.. من ضمن أسباب الرفض أن الفيلم يتعرض لأحد أسرار الكنيسة السبعة (الزواج).. تنبه أمين عام المجلس الأعلى للثقافة وقتها «د. جابر عصفور» لخطورة الموقف، فشكل لجنة أخرى بها أيضًا عدد من الأقباط، ولكن مع إتاحة الفرصة لمن هم أكثر رحابة فكرية، وتمت الموافقة على عرض الفيلم كاملا.

تطرُف المثقفين واستسلامهم للرؤية الدينية والأخلاقية المباشرة لا يزال هو المسيطر على قسط وافر منهم. أتذكر أن بعض النقاد فى عام 2001 أعلنوا الغضب، لأن المخرج داوود عبدالسيد فى فيلمه (مواطن ومخبر وحرامى) قدم حرامى مسلما، وهو الدور الذى لعبه شعبان عبدالرحيم، وهكذا صرنا المشكلة بدلا من أن نصبح الحل.

ولم يسلم المثقفون من تلك الحساسية، رغم أن البابا شنودة فى لقائه مع فريق عمل مسلسل (أوان الورد) 2007 إخراج سمير سيف، داعب وحيد حامد كاتب المسلسل قائلا للغاضبين من رجال الكنيسة: المفروض تشكروه.

ما الذى سيحدث مع مسلسل (فاتن أمل حربى) الذى قدم الوجه الآخر للصورة، فاتن المسيحية التى أدت دورها ياسمين وافى؟.. أتمنى أن يملك المجتمع القدرة على التعامل ببساطة مع تلك الأعمال الدرامية التى تنكأ جراحنا الاجتماعية، والتى لا تفرق بين مسلم ومسيحى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاتن أمل جرجس فاتن أمل جرجس



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon