توقيت القاهرة المحلي 08:39:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(فاتن أمل جرجس)

  مصر اليوم -

فاتن أمل جرجس

بقلم - طارق الشناوي

انتقل مسلسل (فاتن أمل حربى) إلى منطقة شائكة وأشد وعورة، وأتمنى أن يتم التعامل معه ببساطة، وذلك عندما وجد القاضى خالد سرحان وهو لا يزال فى عز معركته القانونية مع قانون الأحوال الشخصية المستمد من قراءة العلماء للشريعة للإسلام، أن عليه نظر قضية (خلع) لفاتن أخرى واسمها كاملا (فاتن أمل جرجس)، لا يوجد طلاق فى الديانة المسيحية إلا لعلة الزنى استنادا إلى الآية الصريحة فى الإنجيل (ما جمعه الله لا يفرقه إنسان).
كل الأعمال الدرامية تتعامل بقدر لا يُنكَر من الحساسية مع الشخصية المسيحية، وفى أحيان كثيرة تبتعد عن الدخول لتلك المساحة المثيرة خوفا من الأزمات ودرءا لها، وآخرها مسلسل (أوان الورد) وقبلها بسنوات قلائل فيلم (بحب السيما).

المتفرج المسلم لا يدرك الكثير عن الديانة القبطية، بينما المسيحى يعرف الكثير بحكم أن القضايا الدينية الإسلامية تناقش على (الميديا).

فيلم (بحب السيما) 2004 كان جريئا فى الغوص داخل تلك التفاصيل وغيرها، حيث كان الزوج محمود حميدة (أرثوذكس) والزوجة ليلى علوى (بروتستانت)، بينما تلك الفروق لا يدركها عادة المواطن المصرى، الكثير من المبدعين يفضل الوقوف على الشاطئ البعيد، المثقفون فى بلادنا لم يصلوا أبدا إلى جرأة المخرج أسامة فوزى الذى أبدع وهو يقدم السيناريو الممتع للموهوب الاستثنائى الكاتب هانى فوزى برؤية اجتماعية للشخصية القبطية.

القراءة الصحيحة أنهم عائلة مصرية أولًا قبل أن نلحظ الديانة، وهذا هو المفتاح الحقيقى لفك شفرة الفيلم، إلا أن الدولة قبل 18 عاما توجست من ردود الفعل وتعاملت معه باعتباره شأنا قبطيا، هل المثقفون فى تعاطيهم مع الأعمال الفنية يتحررون من القيود الدينية، أم أنهم صدى مباشر للمجتمع بكل تعقيداته وتزمته؟.

مدير الرقابة وقتها د. مدكور ثابت، وجد أن الحل لتمرير الفيلم أن يوافق عليه عدد من المثقفين الأقباط،، شكّل لجنة مكونة من سبعة بينهم مسلم واحد - الناقد أحمد صالح - هذه اللجنة أصدرت قرارًا برفض الفيلم، وطالبت بتدخل الكنيسة من خلال رجال الدين المسيحى بطوائفهم الثلاث.. من ضمن أسباب الرفض أن الفيلم يتعرض لأحد أسرار الكنيسة السبعة (الزواج).. تنبه أمين عام المجلس الأعلى للثقافة وقتها «د. جابر عصفور» لخطورة الموقف، فشكل لجنة أخرى بها أيضًا عدد من الأقباط، ولكن مع إتاحة الفرصة لمن هم أكثر رحابة فكرية، وتمت الموافقة على عرض الفيلم كاملا.

تطرُف المثقفين واستسلامهم للرؤية الدينية والأخلاقية المباشرة لا يزال هو المسيطر على قسط وافر منهم. أتذكر أن بعض النقاد فى عام 2001 أعلنوا الغضب، لأن المخرج داوود عبدالسيد فى فيلمه (مواطن ومخبر وحرامى) قدم حرامى مسلما، وهو الدور الذى لعبه شعبان عبدالرحيم، وهكذا صرنا المشكلة بدلا من أن نصبح الحل.

ولم يسلم المثقفون من تلك الحساسية، رغم أن البابا شنودة فى لقائه مع فريق عمل مسلسل (أوان الورد) 2007 إخراج سمير سيف، داعب وحيد حامد كاتب المسلسل قائلا للغاضبين من رجال الكنيسة: المفروض تشكروه.

ما الذى سيحدث مع مسلسل (فاتن أمل حربى) الذى قدم الوجه الآخر للصورة، فاتن المسيحية التى أدت دورها ياسمين وافى؟.. أتمنى أن يملك المجتمع القدرة على التعامل ببساطة مع تلك الأعمال الدرامية التى تنكأ جراحنا الاجتماعية، والتى لا تفرق بين مسلم ومسيحى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاتن أمل جرجس فاتن أمل جرجس



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon