توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليلى مراد تصحح التاريخ!

  مصر اليوم -

ليلى مراد تصحح التاريخ

بقلم - طارق الشناوي

(آفة حارتنا النسيان) كما قال سيدنا وتاج راسنا نجيب محفوظ، أما آفة تاريخنا فهى الاستسلام، تعودنا أن نردد ما سبق أن قاله الآخرون على اعتبار أنه الحقيقة التى لا يأتيها أبدا الباطل، وهكذا دأب البعض منا على الكسل الذهنى، ونردد فى نفس واحد: (ليلى مراد أرادت أن تحافظ على صورتها الذهنية، التى وثقتها الأفلام السينمائية فقررت الاعتزال عام 1955).

قبل أيام أهدى لى الموسيقار زياد الطويل شريط تسجيل نادرا لحوار أجراه الإذاعى الكبير الراحل طاهر أبوزيد مع ليلى مراد لإذاعة قطر، ومن خلال تفاصيل متعددة فى إجابات ليلى مراد، أيقنت أن التسجيل أجرى غالبا مطلع عام 74، قالت فيه إنها تريد الغناء فى الإذاعة المصرية، وأضافت أن آخر عهد لها بالتسجيل قبل عامين (72)، وتوقفت لأنها تضطر أن تدفع من جيبها للفرقة والشاعر والملحن، الإذاعة لم تغير التعاقد معها منذ 18 عاما، وهو اتفاق شامل تنفيذ الأغنية، ولأن قيمة الجنيه فى الخمسينيات تناقصت مع حلول السبعينيات، فصار الأمر بالنسبة لها مستحيلا.

كان لديها مشروع إعادة تقديم أغان قصيرة لكل من سيد درويش ومحمد عبدالوهاب بتوزيع جديد، وأنها فى انتظار لقاء رئيس الإذاعة المصرية، لم تذكر اسمه، لكن تاريخيا هو (بابا شارو) محمد محمود شعبان.

وحيث إن هذه الأغنيات لم تر النور، فإن المنطق يشير إلى أن اللقاء لم يسفر عن تعاقد يرضيها، وخسرت المكتبة العربية رصيدا عظيما بصوت ليلى.

فى هذا اللقاء كانت نبرة صوت ليلى مراد تفيض شبابا وحيوية وخفة ظل، عندما قال لها أبوزيد إنه كان يزوغ من المدرسة ليشاهد أفلامها القديمة قالت له: (انت عايز تكبرنى)، رد عليها ضاحكا: (الواقعة دى من خمس سنوات)!!.

ما استوقفنى أكثر من تصريح له ظلال على ما يجرى هذه الأيام، رفضت ليلى الهجوم على أغانى (السح الدح امبوه) و(الطشت قالى) و(ما اشربش الشاى) وغيرها، وقالت إنها تسمعها وتنعشها وأضافت ما هو الضرر من وجودها؟.

أتمنى أن ينصت إلينا من يتباكون على الغناء الرصين، الأمر عشناه ونعيشه وسنعيشه، دائما هناك غناء مواز، ليس مهما أن تحبه أو حتى تستمع إليه، فقط عليك ألا تصادره.

ليلى مراد، رغم ما أصابها من طعنات دموية من أنور وجدى، إلا أنها كانت قادرة على أن تضع حدا فاصلا بين الفنان والزوج، فهى تصفه بالعبقرى وتحكى عن خفة دمه و(الفهلوة) التى تميز بها، وكيف أنه عندما طلب منها أن تلعب بطولة فيلم (ليلى بنت الفقراء) أول إخراج وإنتاج له، طلبت أن يزيد أجرها من 12 ألفا إلى 15، وذلك فى منتصف الأربعينيات، أغمى عليه أو لعله ادعى ذلك، فقررت أن تتوقف عند 12 ألفا، وقبل نهاية تصوير الفيلم كان قد تزوجها، وأظنه احتفظ فى جيبه بأجرها!!.

ليلى كان لديها رأى سلبى فى صوت عفاف راضى، ونصحتها بأن تواصل الغناء الأوبرالى الغربى، لأن الغناء الشرقى لا يناسبها، قال لها طاهر أبوزيد إنها ستقدم فى فيلم (مولد يا دنيا) ألحانا شرقية لمحمد الموجى، ولا أدرى هل تغير رأى ليلى بعدها فى عفاف، لأنها عاشت 20 عاما بعد هذا التسجيل؟.

المفاجأة أنها غنت من تلحين فريد الأطرش، لم أستمع من قبل إلى لحن لفريد بحنجرة ليلى، قالت إنها رددت له عددا من الأغانى الوطنية، هل هناك من يحتفظ بهذه التسجيلات، ما أشد حاجتنا لكى نصحح الكثير من الأكاذيب التى لها مذاق الحقيقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليلى مراد تصحح التاريخ ليلى مراد تصحح التاريخ



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon