توقيت القاهرة المحلي 06:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دنيا سمير غانم نجمة شباك قادمة.. «لسه ع الحلو دقة»!

  مصر اليوم -

دنيا سمير غانم نجمة شباك قادمة «لسه ع الحلو دقة»

بقلم:طارق الشناوي

مشاعر متباينة تتفاعل معا، وأنت تشاهد فيلم (تسليم أهالى)، تعاطف مسبق مع بطلة الفيلم دنيا سمير غانم، التى عادت للاستوديو، يقفز المؤشر لأعلى درجة عندما تكتشف أن الفيلم تشارك فى بطولته دلال عبدالعزيز، وأنه بالصدفة يعرض مواكبا لذكراها الأولى، وفى الأحداث سنرى مشهدا لسمير غانم وكأنه الوداع الأخير، منحنا بمجرد ظهوره على الشاشة حالة من البهجة والانتعاش التى تؤكد، رغم غياب الجسد، أنه لايزال هناك وميض روحى عصى على الرحيل.

دنيا هى نموذج إيجابى للتوريث الفنى (الحلال)، نعم حلال لأننا نعانى من جائحة التوريث المنفلت فى التمثيل والغناء، لم تتكئ دنيا على أكتاف الأب والأم، موهبتها الفطرية هى رأسمالها وشفيعها عند الجمهور فأحبها لأنها دنيا، وأمعن فى حبها لأنها من (ريحة الحبايب) سمير ودلال!!.

قماشة مترامية الأطراف مرصعة بكل تنويعات الإبداع تراجيديا، كوميديا، تمثيل، غناء، بدأت الرحلة، بينما كل جيل النجمات يقفن على استحياء تحت مظلة النجوم، كما أن شعار السينما النظيفة كان مسيطرا، وقطعا ازدادت سطوته مع الزمن، لأن المجتمع الذكورى انحاز لا شعوريا لنجومه الرجال، انكسرت الراية السينمائية، وأخذت عنوة من النجمات، والحقيقة أن هذا التراجع بدأ مع الجيل الأسبق ونجماته يسرا وليلى وإلهام، يتحملن المسؤولية، نعم أسندت لهن بطولات، إلا أن الأفلام الأهم والأضخم إنتاجيا وفكريا من نصيب عادل إمام ومحمود عبدالعزيز وأحمد زكى ونور الشريف، وقفن بجوارهم وتحت مظلتهم، ومع الزمن تسلمت منى زكى وحنان ترك الراية محطمة، وواكب ذلك صعود من أطلقنا عليهم (المضحكين الجدد): هنيدى وعلاء ورمزى وسعد وحلمى ومكى، مع سيطرة مفهوم السينما النظيفة، فتقلصت المساحات النسائية، وبين الحين والآخر نرى لمحة مقاومة من هند أو منى أو منة، إلا أنها لم تسفر أبدا عن تعميد لنجمة شباك يقدم العمل الفنى من أجلها مثلما يحدث مع النجوم الرجال، الوحيدة التى حققت رقما من الممكن أن يعيد توجيه المؤشر هى ياسمين عبدالعزيز، وحتى ياسمين لم تصل إلى الرقم الذى تضرب له شركات (تعظيم سلام)، لكنها نجحت فى تحقيق الخطوة الأولى ودفعت شركات الإنتاج لتكرار التجربة معها، وتأتى دنيا سمير غانم الآن، وهى تواصل التمرد حتى لا تصبح (وردة فى عروة جاكتة النجم)، كما قالت لى يوما حنان ترك يريدون منا ألا نتجاوز دور الوردة فى العروة.

لا يوجد فى الفن شىء اسمه (جدعنة)، لن يرضى أى نجم جماهيرى الوقوف داخل دائرة تتصدر الأفيش، نجمة تريد أن تؤكد أنها جماهيرية، ولهذا تصبح دائما المعاناة التى تواجه شركات الإنتاج هى فى العثور على إجابة لهذا السؤال، من يقف بجوار النجمة ويرضى اسمه تاليا لها وربما أيضا تتوارى مساحته الدرامية خلفها؟.

وبدون أن أدعى إلمامى بكواليس إنتاج فيلم (تسليم أهالى)، أظن أن هشام ماجد لم يكن الترشيح الأول الطموح من البديهى فى الحصول على موافقة نجم جماهيرى أكبر، وأنهم فى النهاية رضخوا لما هو متاح، ولا أريد أن يبدو الأمر تقليلا من شأن فنان، لكنى هنا أتحدث عن معادلات رقمية إنتاجية لا تنقص من شأن أحد، وهى قطعا حتى الآن لا تضع هشام ماجد ضمن نجوم الشباك القادرين على الجذب.

وهكذا صارت دنيا بمفردها رأس الحربة، كان ينبغى أن يستند المشروع إلى سيناريو ومخرج، الكاتب شريف نجيب والمخرج خالد الحفناوى لهما قطعا مساحة سابقة على الخريطة فى الشاشتين، إلا أن هناك خطأ عميقا فى البناء، مسؤولًا عنه الكاتب وساهم فى تأكيده المخرج، وهو غياب المزاج العام الواحد فى الفيلم، المعالجة الدرامية والإخراجية انقسمت بين الواقعية والفانتازيا، الفيلم يبدأ التعاقد مع الجمهور واقعيا، وهو يحمل بالفعل موقفا مثيرا للضحك، عندما تتبادل كل من دلال عبدالعزيز وبيومى فؤاد رسائل الغرام عن طريق مواطن يريد الحصول على إذن حكومى، بينما عبارات الغزل تزداد فى سرعتها فى حالة (كريشندو)، تصاعد بين كل مشهد وآخر.

بداية مشجعة وتم تنفيذها بدرجة ملحوظة من الإتقان، استوقفنى الممثل الجديد محمد طعيمة فى مشاهده القليلة التى لم يعتمد فيها على ضخامة جسده وأثبت نفسه مع العملاقين دلال وبيومى.

ثم يأتى القدير نبيل الحلفاوى برسوخ كضيف شرف فى مشاهده القليلة مع دنيا، وكالعادة يحدث سوء التفاهم عندما يأتى بيومى فؤاد للمنزل مع ابنه هشام ماجد وأبيه عبدالله مشرف، تتصور دنيا أنه جاء ليخطبها إلى ابنه، بينما هدفه الزواج من أمها دلال، وهنا ينتقل الفيلم إلى منطقة غرائبية فى تناوله كدراما ورؤية بصرية، وندخل بيت الأشباح وتحدث نقلة 180 درجة فى الأحداث والإحساس، والأداء أيضا للممثلين يتناقض بلا منطق بين الواقعية والفانتازيا، وحتى يصل المعنى الذى أعنيه بفن أداء الممثل، قارنوا مثلا عادل إمام فى (الأفوكاتو) لرأفت الميهى مع (طيور الظلام) لشريف عرفة، هنا سنكتشف الفارق فى هامش الإضافة بالصوت والحركة، فى (الأفوكاتو) تطلب هامشا مقننا من الكاريكاتير، بينما (طيور الظلام) كان واقعيا.

فى فيلمنا (تسليم أهالى) لم يتم ضبط الجرعة، وهو ما ينبغى أن تُسفر عنه أيضا عناصر الموسيقى، التصوير والمونتاج، التى شاركت الممثلين فى الحيرة، عندما ندخل بيت (كبائر) التى تؤدى دورها لوسى، وتأتى دنيا للعمل عندها ونلتقى بشخصيات مثل (شمشون) الذى لعب دوره أحمد فتحى، قتلت أزواجها السابقين لأنها لم تجد من يفرض عليها بالعنف الخضوع له، وبالصدفة تعثر عليه فى هشام ماجد عندما ينهال عليها صفعا وهى تطلب منه المزيد.

الفيلم يعانى هذا التناقض بين الشكل والمضمون، غابت الرؤية عن الكاتب، ولم يستطع المخرج الإمساك بالتفاصيل.

القديرة دلال عبدالعزيز منحت لمشاهدها ألقا وحياة، وشاركها بيومى فؤاد الذى أراه دائما قادرا على ضبط ساعته الإبداعية مع من يقف أمامه لتتحقق الهارمونية.

رائع أن تتم المراهنة على دنيا كبطلة مطلقة، إنها حقا مشروع قادم لنجمة شباك لو توفر لها المخرج القادر على أن يضبط الإيقاع والمزاج والجو العام، ساعتها نقول باطمئنان (النجمات قادمات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دنيا سمير غانم نجمة شباك قادمة «لسه ع الحلو دقة» دنيا سمير غانم نجمة شباك قادمة «لسه ع الحلو دقة»



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon