توقيت القاهرة المحلي 19:04:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرأة... الحب كله في «برلين»

  مصر اليوم -

المرأة الحب كله في «برلين»

بقلم - طارق الشناوي

مهرجان «برلين» بين كل مهرجانات العالم له مذاق نسائي، ولو عُقدت مقارنة سريعة بعين الطائر تتناول عدد الأفلام التي تحمل توقيع المرأة كمخرجة، في كل من «كان» و«فينسيا»، ستكتشف أن نصيب المرأة أكبر بنسبة معتبرة في «برلين»، هذه الدورة سبعة أفلام من بين 18 فيلماً في المسابقة بتوقيع امرأة، وهو تقريباً نفس العدد في الدورات الأخيرة، كما أنه بالقياس أيضاً ستجد أن المرأة حظيت بجائزتي الدب الذهبي «أفضل فيلم» والدب الفضي «أفضل مخرج» أضعاف ما حققته النساء سواء مع سعفة «كان» أو أسد «فينسيا»، على مدى تاريخ المهرجانات الثلاثة الكبرى. هل لدينا مهرجان ينحاز إلى النساء وآخر يقف ضدهن؟ لا أتصور أن الأمر على هذا النحو، ولكن هناك تفوق واضح في التاريخ السينمائي لصالح الرجال، وذلك منذ اختراع السينما قبل نحو 127 عاماً، لن تجد بين النساء علي سبيل المثال مخرجات بحجم هيتشكوك وأورسون ويلز وستيفين سبيلبرغ، الغريب في الأمر أن السينما المصرية تقف على الجانب الآخر تماماً، عنوانها هو «ست ستات»، حيث بدأت السينما على أيدي ست نساء من مصر ولبنان هن: عزيزة أمير وبهيجة حافظ وآسيا وماري كويني وأمينة محمد وفاطمة رشدي، ورغم ذلك فإن عدداً من المؤرخين تشككوا في جدارتهن بحمل لقب مخرجات، وقالوا فقط إنهن أصحاب المشروع الإنتاجي، وبدأ البعض يردد أسماء لعبت دوراً من الباطن في الإخراج مثل الممثل الشهير استيفان روستي. وأعتقد أنها مجرد وشايات، لأن استيفان أخرج بعد ذلك عدة أفلام لم تنجح، وبينها «جمال ودلال» بطولة فريد الأطرش، الذي ذكر أن المرة الوحيدة التي ندم فيها على ضعفه أمام أصدقائه، هي تلك التي وافق فيها على أن يخرج له استيفان هذا الفيلم.
كُثر من النساء يعتقدن أن الرجال يردن احتكار الكثير من المهن بعد أن أثبت الرجل تفوقه في عدد منها رغم طبيعتها الأنثوية، ومنها على سبيل المثال، الطهي والموضة، وتظل الفنون مجالاً يتسع للجميع، والتفوق متاح قطعاً للأفضل، التجربة تؤكد أن المرأة كمبدعة، عندما تحصل علي فرصتها، تحقق نتائج مبهرة.
لا أتصور أن هناك مهرجاناً ينحاز إلى المرأة وآخر يقف على الجانب الآخر منها، المفروض أن أي مهرجان يسعى للاستحواذ على الأعمال الفنية الأفضل، ولا يفرق معه رجل أم امرأة، وكما يقول الموسيقار محمد عبد الوهاب: «لا شيء يقف أمام الأجمل».
لا توجد «كوتة» في الإبداع. من الممكن أن أتفهم مثلاً «كوتة» في السياسة، خصوصاً في دول العالم الثالث، حيث تضمن للمرأة والأقليات نسبة من الوجود علي الخريطة السياسية، ولكن في الفن لا يمكن أن يطالب أحد بـ«كوتة»، وأول من سيعترض هن النساء.
زيادة عدد أفلام المخرجات في برلين سببها أنهن يفضلن هذا المهرجان بسبب أن تاريخه حافل بالجوائز النسائية.
المهرجان لم يقف فقط عند تلك الحدود، ولكنه ذهب إلى منطقة أبعد، وألغى تماماً الخط الفاصل بين المرأة والرجل في جوائز التمثيل، وعلى هذا ستصبح، بدايةً من الأربعاء القادم عند إعلان نتائج «برلين 72»، جائزة واحدة فقط لأفضل دور أول وأفضل دور مساعد، مبادرة منطقية من المهرجان، ومثلما لا يوجد إخراج رجالي وإخراج نسائي، لا يوجد بالضرورة تمثيل نسائي وآخر رجالي، التمثيل هو التمثيل. «برلين» يغيّر قواعد لعبة الجوائز لأول مرة في العالم، ولا أستبعد عند إعلان الجوائز أن يتوَّج بجائزة الدب الفضي لأفضل ممثل «امرأة»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة الحب كله في «برلين» المرأة الحب كله في «برلين»



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي

GMT 00:28 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

بامية ويكا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon