توقيت القاهرة المحلي 20:56:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منير عامر أستاذ الكلمة المضيئة

  مصر اليوم -

منير عامر أستاذ الكلمة المضيئة

بقلم - طارق الشناوي

كنت دائمًا أشاهد الكاتب الكبير منير عامر بصحبة زوجته السيدة شريدان في دار الأوبرا يتابعان العروض بمختلف أنماطها، وكأنهما صديقان وليسا فقط زوجين حبيبين. مع نهاية العام الماضى افتقدتهما، سألت الإعلامى شريف عامر، فقال لى إن والدته تعانى من حالة صحية حرجة أفقدتها الحركة والنطق، وأيقنت خطورة الموقف، دعوت لها بالشفاء.. حاولت أن أتحدث مع الأستاذ منير إلا أن شجاعتى كانت تخوننى.. قبل ثلاثة أشهر رحلت السيدة شريدان، وتعطلت لغة الكلام، فلم أجد كلمات، ولم أجرؤ حتى أن أقدم واجب العزاء.

ولم يصمد بعدها الأستاذ منير، وإن ظل ممسكًا بالقلم يكتب مقالًا أسبوعيًا على صفحات (الأهرام)، إنه واحد من آخر سلالة الموهوبين، التي مع الأسف تعانى الانقراض، إنهم أساتذة الكلمة الذين يملكون سحر (الأبجدية) بعد أن بات القسط الوافر من الأقلام يستخدم فقط لملء مساحة بيضاء.. كتابات الأستاذ منير تملؤنا ضوءًا، فهو أساسًا قارئ استثنائى، كثيرًا ما كان يشرفنى بالتعقيب على مقال لى، وكنت أشعر بالخجل من كلماته التي كانت ولاتزال تطوق عنقى، في جعبته دائما الكثير من الحكايات عن الكبار، أمثال: كامل الشناوى وإحسان عبدالقدوس وصلاح جاهين وفتحى غانم، والرسامين الكبار بقامة زهدى وبهجت وحجازى وغيرهم، في كل مكالمة أظفر بمعلومة، كما أننى أتعلم أيضا منه درسًا.

كنت أعلم من الإذاعى الكبير وجدى الحكيم أن المخرج محمد علوان غير راض عن النص الذي كتبه الصحفى الكبير محمود عوض لمسلسل (أرجوك لا تفهمنى بسرعة)، وعقد عبدالحليم بطل المسلسل جلسة، واقترح وجدى اسم وحيد حامد لإنقاذ الموقف، الحلقات كانت تنفذ على الهواء- كما يجرى هذه الأيام بالضبط- وبالفعل، استقر الرأى على إعادة كتابة الحلقات، على أن تظل القصة تحمل اسم محمود عوض، وكتب وحيد عدة حلقات، مر يوم واثنان وثلاثة ولم يوضع اسم وحيد في (التتر)، وقالوا لوحيد حامد إن السيدة صفية المهندس، نائب رئيس الإذاعة هي المسؤولة عن الدراما، تعترض، قالت له: (هو إحنا ما عندناش غير وحيد؟.. لك مسلسل يومى في صوت العرب، ما ينفعش يبقى لك مسلسل كمان في الشرق الأوسط).

وتوقف وحيد حامد وتمت الاستعانة بآخرين.. من أنقذ الموقف أن يوم 6 أكتوبر الموافق العاشر من رمضان عام 73 تغيرت الخريطة الإذاعية، وتوقفت كل المسلسلات الاجتماعية.

قال لى وجدى الحكيم إن عبدالحليم بعد اعتذار وحيد استعان بأحد أصدقائه الصحفيين لاستكمال الكتابة، ورفض ذكر الاسم، اعتقدت أنه كان يقصد منير عامر فهو الذي حرر مذكرات عبدالحليم.

صحح لى قبل عامين الأستاذ منير الواقعة قائلا: (لم أتدخل في كتابة المسلسل)، كان من الممكن ببساطة أن يصمت، فهو شاهد الإثبات الوحيد، ولكن ضميره حال دون الصمت.

كانت لدى الأستاذ منير عين ثاقبة لاختيار المواهب، كانت الخطوات الأولى لوحيد حامد صحفيًا في مجلة (صباح الخير)، طلب منه الأستاذ منير أن يكتب حلقات عنوانها (القاهرة بالليل)، ووحيد شاب ريفى، تعرّف على المدينة، ويذهب من مكان إلى آخر.. وبعد أن أنهى وحيد الجزء الأول، سأل عن المقابل المادى، فاكتشف أن أجره في الشهر لا يصل إلى نصف أجر حلقة واحدة في المسلسل، فتفرغ للكتابة الدرامية، وظلت شخصيات (القاهرة بالليل) بمثابة كنز ينهل منه وحيد بين الحين والآخر.

تجاوز الأستاذ منير الثمانين من عمره، إلا أنه ظل حتى اللحظات الأخيرة أستاذًا للكلمة التي تومض في القلب!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منير عامر أستاذ الكلمة المضيئة منير عامر أستاذ الكلمة المضيئة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon