توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا تفعل لو كنت بليغ حمدى؟

  مصر اليوم -

ماذا تفعل لو كنت بليغ حمدى

بقلم - طارق الشناوي

كيف نحسبها؟ كثير من التفاصيل التي تجرى في حياتنا نحيلها إلى (ترمومتر) للقياس، محتفظين به في ضمائرنا، وبعده نصدر قرار البراءة أم الإدانة، وكأننا نطبق القاعدة الشرعية (الحلال بيّن والحرام بيّن)، فهل في كل مرة يتضح بالفعل، وبلا أي لبس، الحلال من الحرام.

سوف أروى لكم حكايتين عن الملحن بليغ حمدى، الذي لم يكن بالمناسبة يطيق لقب موسيقار.

في عام 1957، كان بليغ يجرى بروفات (تخونوه) في معهد الموسيقى العربية تأليف إسماعيل الحبروك لتغنيها ليلى مراد.

سجلت ليلى مقطعا منها لحساب إحدى الشركات، وقتها كان عبدالحليم حافظ قد أصبح النجم الأول، الذي تتابعه وتنتظره الملايين، تضاءل شىء من وهج ليلى مراد، بعد أن تعرضت لشائعات مغرضة من طليقها أنور وجدى، كانت ليلى تكبر عبدالحليم بنحو عشر سنوات، فهى دون الأربعين، إلا أنها باتت تشعر وقتها بتراجع الإقبال السينمائى عليها، ليلى ليست مطربة حفل، وأغلب أغانيها الناجحة قدمتها في الأفلام، ورغم ذلك ظلت ليلى مراد هي ليلى مراد، لم تهزمها الأيام.

عبدالحليم وصل إليه عن طريق شقيقه الكبير المطرب إسماعيل شبانة أصداء بروفات لحن (تخونوه)، استدعى بليغ، إلى مكتبه واستمع للحن وطلب منه أن يعتذر إلى ليلى مراد ويمنحه اللحن، لأن له موقفا دراميا في فيلمه الجديد (الوسادة الخالية).

ماذا تفعل لو كنت بليغ؟، الإجابة النظرية سأظل على كلمتى مع ليلى مراد، تمام من حقك إلا أن بليغ كان عمليا، قرر أن يعصر على نفسه ليمونة ويذهب إلى ليلى مراد يستسمحها بالموافقة بالتنازل.

ضربة قطعا قاسية، خاصة أن ليلى مراد كانت تعتقد أنها عندما تغنى لبليغ أو غيره، فإن هذا شرف له، مجرد أن يكتب اسمه على خريطتها، في لحظات وافقت ليلى مراد بل كتبت خطابا رقيقا لعبدالحليم تخبره أنها سعيدة بنجاحه، ولو كانت تلك الأغنية ستساهم في تقدمه الفنى، فهى ستفعل ولم تطالب بأى تعويض، عبدالحليم قطعا هو الذي دبر، لكن بليغ لم يقاوم الإغراء.

لم يشعر بليغ بأى قدر من الذنب، عبدالحليم بالنسبة له محطة مهمة في حياته العملية، وليلى مراد صوت عظيم وتاريخ مشرف، إلا أن (الجغرافيا) وقتها كانت لصالح عبدالحليم، وهكذا ضحى بالتاريخ.

نقفز معكم نحو 6 سنوات، 1963، إلى أغنية (على حسب وداد جلبى) تأليف صلاح أبوسالم وتلحين بليغ، أجرت المطربة الشعبية إلهام بديع البروفات النهائية وكانت تستعد لتسجيلها بعد أن حققت أولى أغانيها (يا حضرة العمدة)، نجاحا ساحقا، وقررت استكمالها بأغنية شعبية أخرى، إلا أن عبدالحليم كان قد استمع إليها على العود مع بليغ، في لحظة تغيير بوصلته الإبداعية إلى اللون الشعبى، ولم يعتذر بليغ لإلهام بديع، ولم يرد على كل محاولاتها لاستعادة الأغنية.

وروى لى المطرب محمد رشدى أن إلهام ذهبت إليه في معهد الموسيقى، تشكو ما فعله بها عبدالحليم، وطلبت منه التدخل لإقناع بليغ بالتراجع، رشدى كان يعلم أن عبدالحليم لن يفرط أبدا في نجاحه، وقال لها ساخرا (لديك حل واحد، انتحرى واكتبى خطابا تذكرى فيه أن عبدالحليم سبب انتحارك .

ولم تفعلها إلهام بديع، فقط انزوت ولم يعرف لها سوى أغنية واحدة يا حضرة العمدة/ ابنك حميدة/ حدفنى باستفاندية)، وبعد الاستفاندية جاءتها طعنة.

هل ترى بليغ مخطئا، أم أنه اختار عبدالحليم لثقته أنه الرهان القادم والأكبر والأهم في مسيرته الفنية؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا تفعل لو كنت بليغ حمدى ماذا تفعل لو كنت بليغ حمدى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon