توقيت القاهرة المحلي 11:21:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عادل إمام في المنطقة الآمنة

  مصر اليوم -

عادل إمام في المنطقة الآمنة

بقلم - طارق الشناوي

اختيار التوقيت الذي يدفعك كي تقول نعم أو لا، هو المعضلة التي تفرق بين فنان وآخر، وأيضاً إنسان وآخر، وفي كل المجالات، على شرط أن يسبق كل ذلك حلم، وهدف بعيد المنال تسعى لتحقيقه.

بمجرد أن تم تتويج عادل إمام بلقب «زعيم التمثيل العربي» شعرت أنه وصل للذروة.

«الزعيم» صفة صاحبت عادل قبل نحو 30 عاماً، عندما لعب بطولة المسرحية التي حملت الاسم نفسه.

أضافت له «جوي أوردز» قبل أسابيع صفة «العربي»، وقال رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل شيخ، إن هذا اللقب يمنح لمرة واحدة، ولم ولن يتوج به فنان آخر سوى عادل إمام، وكأنه يقرأ بالضبط مفتاح عادل، يرفض عادل أن يقف في الصف، فهو حالة خاصة لا تعرف «الطابور».

عرفت عادل إمام، مطلع الثمانينات عندما أحدث انقلاباً بكل المقاييس على الساحة الفنية، اكتشف السينمائيين أنه يحقق أرقاماً في شباك التذاكر، تتفوق بمسافات شاسعة على كل من يأتي بعده من النجوم.

كانت أغلب مشروعات الأفلام تسعى أولاً للحصول على موافقته وتوقيعه، ولهذا لم يجد أي ممانعة عندما تضاعف أجره عدة مرات، شباك التذاكر ظل داعماً له في الوسائط الأربعة «سينما، مسرح، تلفزيون، إذاعة»، ودائماً هناك فرق في الأرقام.

لم يفرض عادل تفرده لمجرد أنها رغبته، أدرك من البداية أن الوسط الفني لا يتعامل إلا مع الأرقام، ولا يصدق إلا الأرقام، وهكذا كان هو الأعلى وبفارق شاسع. كانت مسرحية «مدرسة المشاغبين»، هي بداية التفرد، سعيد صالح وقتها هو النجم القادم، بعد جيل الكبار فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وأمين الهنيدي ومحمد عوض، وبالفعل تم ترشيحه لأداء دور «بهجت الأباصيري»، كان هو «الألفة» بين الطلبة، ومعه «مرسي الزناتي»، طلب عادل من صديقه سعيد استبدال الأدوار، وبالفعل خرج عادل وسعيد منتصرين ويتقاسمان الزعامة الكوميدية، بهجت «المخ» ومرسي «العضلات»، ومع الزمن انتصر المخ على العضلات.

كان من المنتظر أن يتشارك الجميع بعدها في بطولة «العيال كبرت»، وكأنها الجزء الثاني من «المشاغبين»، إلا أن عادل وضع خطة مغايرة، وهي البطولة المنفردة، وبعد سنوات قلائل جاءت «شاهد ما شافش حاجة» الأفضل بين كل مسرحيات عادل إمام. صار مسرح عادل إمام المقصد الأول للعرب، واعتُبر أحد المعالم السياحية، عدد من الخليجيين كانوا يحددون رحلة نهاية الأسبوع على توقيت عادل إمام، يشاهدون مسرحيته، ثم يغادرون أرض المحروسة وبداخلهم فيض لا ينفد من الضحكات.

عقل عادل إمام دفعه مرتين لتغيير البوصلة السينمائية، الأولى مطلع التسعينات، أدرك عادل أن عليه التعبير عن موقفه السياسي، واستوقفه اسم المخرج شريف عرفة، لم تكن أفلام شريف السابقة مثل «الأقزام قادمون» و«الدرجة الثالثة» و«سمع هس» قد حققت إيرادات، وجد عادل في شريف نبضاً سينمائياً قادماً، التقط الكاتب الكبير وحيد حامد الخيط وكتب وأنتج «اللعب مع الكبار»، الذي حمل نبضاً سينمائياً وسياسياً ناضجاً وجريئاً، وتكرر الأمر خمس مرات، في أفلام دخلت تاريخنا، مثل «الإرهاب والكباب» و«طيور الظلام».

في نهاية التسعينات اكتشف عادل أن عليه إعادة توجيه البوصلة مجدداً، وشباب هذا الجيل، الذي حمل صفة «الروشنة» يريد نوعاً آخر من الكوميديا، وهكذا توجه إلى الكاتب يوسف معاطي، القادر أكثر على قراءة مفرداتهم، وكان هو صاحب الرصيد الأكبر في أعمال عادل سينمائياً وتلفزيونياً.

ويطل السؤال الشائك عن علاقة عادل إمام بالسلطة؟

عادل حاول أن يقف في المنطقة الآمنة، فهو صوت الشعب للسلطة، وصوت السلطة للشعب، يعلم أن الدولة لديها أوراق، وفي الوقت نفسه يدرك أن النظام سيحافظ على بقائه، وهكذا عاصر تغيير السلطة خمس مرات منذ زمن عبد الناصر، واقفاً تحت مظلة المنطقة الآمنة.

وجاء موعد الاعتزال قبل ثلاثة أسابيع، متوجاً بلقب «زعيم الفن العربي» من «جوي أوردز»، ليصبح ختامها مسكاً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عادل إمام في المنطقة الآمنة عادل إمام في المنطقة الآمنة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon