توقيت القاهرة المحلي 06:32:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

{الشعبطة} في قطار النجاح

  مصر اليوم -

الشعبطة في قطار النجاح

بقلم - طارق الشناوي

كثيراً ما يتوجه البعض للضوء بحثاً عن الشهرة، وبين الحين والآخر تابعنا اتهامات بالسرقة تلاحق عدداً من الأعمال الفنية الناجحة درامياً أو غنائياً، إنها الوسيلة الأسرع لنيل قسط وافر من الضوء، وكأنها شعبطة في قطار النجاح.
عادت أغنية محمد منير الجديدة «للي» إلى «اليوتيوب» مجدداً، بعد أن مُنعت بضعة أيام بسبب الاتهامات التي لاحقتها بالسرقة، سواء في الكلمات أو اللحن. النجم الكوميدي أكرم حسني مؤلف وملحن الأغنية، وجد نفسه تحت مرمى نيران تشير إلى أنه سرق اللحن من أغنية أسبق، رغم أن اللحنين مأخوذان عن الفولكلور الصعيدي، وهو ما يسمح لأكثر من فنان باستخدام «التيمة» الموسيقية نفسها، وتاريخنا الموسيقي الشرقي مليء بأعمال مشابهة.
كلمات الأغنية أيضاً لاحقتها اتهامات بالسرقة. أعلن أحد الشعراء من الصعيد أن هناك توافقاً في شطرة بالأغنية مع ما كتبه في ديوان سابق له: «إللي فتح باب الخراب واجب عليه رده»، فأصبحت في الأغنية «إللي فتح باب الوجع واجب عليه رده»، رغم أنها صورة شعرية شائعة، سبق أن رسمها بكلماته قبل ستين عاماً الشاعر الكبير نزار قباني، في قصيدته «متى ستعرف» التي غنتها نجاة ولحنها عبد الوهاب: «أن من فتح الأبواب يغلقها»، وربما لو راجعت الشعر القديم ستجد تنويعات مماثلة على المنوال نفسه. هل هي سرقة متعمدة أم أنها تدخل في باب توارد الأفكار؟
أكرم حسني له تجارب سابقة في التأليف والتلحين، وفي رمضان الماضي حقق نجاحاً بأغنية «ستو أنا» التي قدمها في مسلسل «مكتوب عليا»، وكانت أنجح ما في المسلسل، وربما هذا ما دفع محمد منير لكي يتعاون معه.
المؤكد أن أكرم يجيد التقاط الكلمة والنغمة الشعبية التي تدخل بسرعة إلى الوجدان. عند تقييم النجاح التجاري، لا تسأل عن القيمة الشعرية ولا حتى عن خصوصية وتفرد النغمة، الأهم هو كيف أنها رشقت في آذان الجمهور ورددها الناس، وهو ما تحقق مع «ستو أنا» وتكرر مع «للي».
ما منح الصراع هذه المرة كل هذا الزخم هو اسم محمد منير الذي غنى طوال تاريخه لكبار الشعراء والملحنين، وكان السؤال: كيف يفكر في أكرم حسني؟ ومن يتابع منير يكتشف أنه يميل إلى تعدد الأنماط التي يقدمها. سبق مثلاً أن غنى من الفولكلور النوبي والجزائري والأردني والسوداني، وقبل بضع سنوات عنَّ له أن يقدم «دويتو» مع كوكب الشرق أم كلثوم، واختار أغنيتها الوطنية «يا حبنا الكبير»، يغني مقطعاً لترد عليه أم كلثوم بمقطع آخر.
تعوَّد منير أن يأخذ أي لحن إلى ملعبه. قال لي الموسيقار الكبير الراحل كمال الطويل إنه أعاد تسجيل أغنية «علِّي صوتك بالغناء» التي لحنها لمنير عشر مرات، قبل أن يعتمد التسجيل النهائي؛ لأن منير كان يريد أن يقدمها بأسلوبه، وليس كما أرادها الطويل.
ما هو الفصل الأخير الذي ينتظر أغنية «للي»؟ مثل هذه القضايا تستمر سنوات في المحاكم من دون حسم، ومن أشهرها قضية «يا مصطفى يا مصطفى»، عندما أقام المطرب الملحن محمد الكحلاوي قضية ضد الموسيقار المطرب محمد فوزي، يتهمه بسرقة لحنه من أغنية أسبق للكحلاوي. رحل فوزي عام 66، ورحل الكحلاوي 82، ولم يفصل القضاء في الدعوي حتى الآن!
أتصور أن منير لن يترك الأمر لكي تتداوله المحاكم، وكل الأطراف تُجمع على حبه، ولهذا أتوقع أن هناك جلسة قريبة يشارك فيها الجميع، تنهي تماماً هذه الزوبعة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعبطة في قطار النجاح الشعبطة في قطار النجاح



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon