توقيت القاهرة المحلي 11:02:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحكاية ليست سلام أم بيومي

  مصر اليوم -

الحكاية ليست سلام أم بيومي

بقلم - طارق الشناوي

أنتظر أن يتدخل نقيب الممثلين أشرف زكى، اليوم وليس الغد، ويصدر بيانًا لإطفاء النيران المشتعلة في الوسط الفنى بكل تنويعاته، وانتقلت بضراوة إلى (السوشيال ميديا)، وقرأنا تجاوزات شارك فيها العديد من الأطراف، ردود أفعال تحمل تطرفًا في المشاعر، وتؤجج نفوسًا تفيض بالغضب، لا أراها أبدا تصب لصالحنا، وسندفع جميعا الثمن.

المفروض أن نسمع صوت أشرف زكى، فهو يقف على مسافة واحدة بين الجميع، البعض يسعى لكى يحيل السؤال إلى استجواب وإدانة من خلال تقديم إجابة قاطعة، عنوانها من أخطأ: محمد سلام أم بيومى فؤاد؟. أرى أن هذا تسطيح للقضية، السؤال الأهم وهو الذي فجر بضراوة كل التداعيات السابقة التي تجاوزت الخطوط الحمراء وكأنها قنبلة عنقودية: هل تقديم أعمال فنية كوميدية أو غنائية لا يجوز في ظل وطأة ما نكابده الآن جميعا كعرب؟!.. وإذا ألغينا كل الأنشطة الثقافية والفنية، فهل تتوقف إسرائيل عن اغتيال أهالينا في غزة، أم أن هناك وسائل أخرى من الممكن أن تلعب دورها في توجيه الدعم للفلسطينيين؟!.. إعلان الاحتجاج بالتوقف عن الغناء مثلا، هل نعتبره عين الصواب، أم توجيه الدعم المادى بإيراد الحفل الغنائى هو الأجدى؟!.

هل أقلع مثلًا الممثلون عن تصوير الأعمال الكوميدية التي من المنتظر أن تعرض قريبًا سواء في شهر رمضان أو في العيد، أم أن الأمر كما هو وبنفس الإيقاع لم يتغير؟.. إجابتى هي: التصوير يجرى على قدم وساق، والكل يلاحق الأيام قبل الشهور، ورمضان يقف على الأبواب.

هل تعتقد أن تقديم دور كوميدى على المسرح يختلف عن تصوير دور كوميدى ليعرض بعد ذلك في السينما أو التليفزيون؟.. في الحالتين، لدينا ممثل يقدم شخصية درامية، هل توقفت دور العرض في العالم العربى مثلا عن عرض الأفلام الكوميدية، وهل صدرت تعليمات لكل المحطات العربية الإذاعية والتليفزيونية بالكف عن تقديم الأعمال المبهجة؟.. أكيد لم يحدث ذلك، كما أننا تاريخيًا لم نلجأ لهذا الحل، إلا فقط لمدة أيام معدودة، وبعدها يواصل المسؤول تقديم وعرض الأفلام والمسرحيات الكوميدية والأغنيات المبهجة.

هل الأجدى أن تتوقف الأنشطة الفنية، وهنا لا أتحدث عن المستوى ولكن النشاط الفنى بوجه عام؟، نحن نعرض حاليا أفلاما يتباين مستواها، هل نمنع الردىء منها بحجة أنه لا يجوز أن تقدمه، أم أن هذا هو حال الفن في كل العالم؟، وهل فقط تقدم أعمال عن فلسطين.. بالمناسبة، استمعت مؤخرا لأكثر من أغنية تناولت غزة وفلسطين، حملت قدرا لا ينكر من السذاجة الفكرية والفنية، رغم أنها تتغنى وتهتف باسم المقاومة، وقدم بعضَها مطرب كبير بحجم هانى شاكر، ومطرب حقق نجاحا طاغيا في السنوات الأخيرة، أحمد سعد، وغيرهما.. وفشلوا جميعا في التعبير عن عمق القضية.. هل دورنا هو الإشادة بالعمل الفنى لمجرد أنه يهتف باسم غزة وفلسطين والمقاومة؟!.

الصورة بكل ظلالها تدعو للرثاء، ليس من الحكمة أن نتحول إلى جلادين، ويطعن كل منا الآخر، عندما يلمح أنه يعلن موقفًا مغايرًا له.. محاولة تصدير المعادلة: أنت مع بيومى أم سلام؟.. تقفز على عمق المأساة التي نعيشها، وتصب البنزين على النيران.

أنتظر بيانًا من النقيب أشرف زكى لإيقاف هذا النزيف الذي يسيل دماء الوطن في ساحة (السوشيال ميديا)!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكاية ليست سلام أم بيومي الحكاية ليست سلام أم بيومي



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات عصرية وجذابة للنجمات بصحية الدنيم
  مصر اليوم - إطلالات عصرية وجذابة للنجمات بصحية الدنيم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
  مصر اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:50 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يسابق الزمن بسبب فيلم قديم
  مصر اليوم - أحمد عز يسابق الزمن بسبب فيلم قديم

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 11:37 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 12:43 2021 السبت ,24 إبريل / نيسان

تيليجرام يساعد الهاكرز على اختراق هاتفك

GMT 10:52 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

الخطيب يطمئن على بعثة الأهلي في تنزانيا

GMT 11:56 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

حسام حسن يقترب من الأهلي أو الزمالك

GMT 18:58 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

نادي بوردو يفوز على أنجيه 2-1 في الدوري الفرنسي

GMT 16:13 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تحليل رابيد تيسيت للاعبي سيراميكا قبل مواجهة الأهلي

GMT 02:58 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإيطالي

GMT 05:08 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"صحة البرلمان" تُعلن أن السيسي وضع استراتيجية مواجهة "كورونا"

GMT 12:40 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحرك لضم أوزان كاباك لتعويض غياب فان دايك

GMT 12:37 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

موعد مباراة أرسنال ضد ليستر سيتي والقناة الناقلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon