توقيت القاهرة المحلي 06:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الكواكب».. بيتى الذى لم أسكنه!

  مصر اليوم -

«الكواكب» بيتى الذى لم أسكنه

بقلم - طارق الشناوي

من الإصدارات التى تمنيت العمل بها مجلة «الكواكب»، ورغم ذلك لم أشعر سوى بأننى أحد كُتابها، طوال العقود الماضية دائمًا لى رأى أو كلمة يتم نشرها موقّعة بقلمى على صفحاتها، ومع تعدد رؤساء التحرير دائمًا لى مساحة، والمرة الوحيدة التى تردد فيها اسمى كمرشح محتمل لرئاسة التحرير كانت هى «الكواكب» فى مطلع الألفية، قبل أن يقع الاختيار النهائى على الصديق العزيز والإعلامى المرموق محمود سعد رئيسًا للتحرير.

«الكواكب» ستختفى ورقيًا لتصبح إلكترونية، العالم كله فى الكثير من تفاصيله بات افتراضيًا، فما الجديد أو المختلف، والكل يعلم أن الأمر فى جزء منه متجاوز قدرة الدولة على تحمل الإنفاق على مطبوعة اقتصاديًا تكبد الهيئة الوطنية للإعلام، المسؤولة عن الإصدار، مبالغ فوق طاقتها حاليًا، ويزداد الأمر صعوبة مع الزمن.

شخصيًا، لا أزال أتعامل ورقيًا مع «أم سيد» أشهر بائعة صحف فى حى المنيل، وأتعاطى مع المطبوعات، رغم كل التحذيرات العلمية، وفى عز «كورونا» أيضًا لم أتوقف عن التعامل مع «أم سيد»، علمت منها أن زبائنها العابرين تضاءل عددهم عن الماضى، فإذا كانت تبيع 100 نسخة لمطبوعة ما، لمن هم فى الطريق، أصبحوا الآن دون الـ25، ولكن المتعاملين معها من القراء الراسخين القدامى كما هم، وضربت مثلًا بالمحامى الكبير الأشهر الأستاذ فريد الديب، الذى لايزال يقرأ أيضًا ورقيًا ولم يغير عاداته.

أعلم أننا صرنا أقلية، وأتصور أننا فى طريقنا للانقراض، جزء كبير من جيلى عندما أقول لهم إننى لا أزال أتعامل مع الصحافة الورقية ينظرون إلىّ باعتبارى من «أهل الكهف»، ألجأ فى علاقتى بالصحف إلى «النت» فقط فى حالة سفرى خارج الحدود، أتعامل مع الكيبورد قبل نحو 15 عامًا، تخلصت من إدمان الكتابة على ورق الصحافة «الدشت» الذى يميل لونه للأصفر، ويعرفه المخضرمون من الصحفيين، كنت أصطحب معى دائمًا فى كل سفرياتى عددًا من الأقلام «الفلوماستر» السوداء، والكابوس الذى يخيفنى هو أن القلم لسبب أو لآخر سيخذلنى، بالمناسبة أنا صاحب أسوأ خط فى هذا الجيل، كانوا يقولون إن الأستاذ أنيس خطه أيضًا سيئ، وكان يعهد لمدير مكتبه بمهمة «التبييض»، أى إعادة الكتابة بخط مقروء، لا أتصور سوى أن خطى أسوأ من الأستاذ أنيس.

لا أزال كائنًا ورقى «الجينات»، وكثير من الزملاء يرسل مقالًا على «النت»، ويأتى الرد قرأته ورقيًا، ليصاب الزميل بقدر من الدهشة.

«الكواكب» احتفلت بصمت رهيب بعيد ميلادها التسعين فى مارس الماضى، وأعظم رحلة من الممكن أن تقضيها فى الصحافة هى أن تذهب لأرشيف «الكواكب» لترى مصر على مدى التاريخ، لا أعنى فقط نجومها فى مختلف المجالات، ولكن ستكتشف أن أصدق تحليل اجتماعى وثقافى واقتصادى بل وسياسى، هو ما سوف تقرؤه على صفحات «الكواكب»، المجلة تتابع على رئاسة تحريرها العديد من الأساتذة والزملاء، وعاصرت العديد من أنظمة الحكم، وحققت أعلى درجات الانتشار.

مثلها مثل أشياء أخرى فى حياتنا، تتأثر أحيانًا أو تتراجع، ولكن يبقى أن «الكواكب» أحد أهم عناوين مصر الناعمة، والإبقاء عليها دور يجب أن يلعبه المثقفون.

أتمنى ألا نكتفى بالشجب والمساندة الأدبية، لماذا لا تتم الدعوة لإنشاء صندوق لدعم «الكواكب» يضمن استمرارها؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الكواكب» بيتى الذى لم أسكنه «الكواكب» بيتى الذى لم أسكنه



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon