توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صحفى فنى رئيس تحرير!

  مصر اليوم -

صحفى فنى رئيس تحرير

بقلم: طارق الشناوي

قبل أيام، أصبح الناقد الموسيقى أمجد مصطفى رئيسًا لتحرير جريدة (الوفد)، فى سابقة نادرة الحدوث.

أعرف أمجد قبل ربع قرن - على الأقل - وأتابع تحليلاته وكتاباته فى مجال الموسيقى والغناء، وكثيرًا ما نختلف، ولكن هذا التباين فى الرأى والرؤية لم يجرح أبدًا الصداقة التى تتكئ فى عمقها على احترام الرأى الآخر.

أمجد لديه وجهة نظر أراها محافظة جدًا فى التذوق الموسيقى، ويميل للزمن الذى نطلق عليه (الجميل)، دائما يحلم بعودته من خلال ما تبقى من رموزه على قيد الحياة، أو عن طريق من يسير على هذا الدرب من فنانى هذا الجيل.

أقف أنا على الجانب الآخر تماما، وارى أن كل زمن يطرح قانونه ونجومه، من حقنا أن نعلن انحيازنا للماضى، وفى نفس الوقت ندرك أنه ولى ولن يعود، بعد أن أطل علينا الحاضر بمفردات مختلفة، لأننا نخاطب جمهورا مختلفا. أعتقد جازما أن أى لجنة اختيار فى (الميديا)، لو عرض عليها مطربة بملامح وإمكانيات فايزة أحمد الصوتية، التى وصلت لمرتبة الكمال، وصوت آخر بملامح وإمكانيات نانسى عجرم، ستنحاز إلى نانسى، لأننا نعيش زمنا نسمع فيه أيضا بعيوننا.

كلها كما ترى خلافات تقع فى إطار المسموح، تلك المناوشات الصحفية بيننا لم تتجاوز أبدا الخطوط الحمراء، وبعد انتهائها تتجدد فى معركة صحفية أخرى، أحترم قناعاته، ولكنى مدرك أن الحاضر يفرض قانونه، ترحيب أمجد بالرأى الآخر هو أهم صفة يجب أن يتحلى بها رئيس التحرير.

تابعنا قبل أشهر توجها مماثلا لجريدتى (اليوم السابع)، تولت الناقدة السينمائية علا الشافعى رئاسة التحرير، كما أن الصحفى الفنى الدؤوب مصطفى عمار صار رئيسًا لتحرير جريدة (الوطن).

المطبوعات الثلاث سياسية بالدرجة الأولى، ورغم ذلك فلقد جاء القرار يعلن انحيازه للمهنة بمعناها المطلق.

من النادر، والأصح أن تقول من المستحيل أن تسند رئاسة تحرير إصدار سياسى إلا لصحفى يعمل فى تلك الدائرة، وكنت أرى أن هذا يشكل ظلما بيّنًا لمن يعمل فى مجال الثقافة والفن وأيضا الرياضة، فهى أيضا من المجالات المحرم على من يعمل داخلها أن يصبح رئيسا للتحرير، المفروض أن من يمارس الصحافة أو النقد الفنى يكون لديه رؤية سياسية ومتابعا مدققا لها، حتى لو لم يكن منوطا به تحليلها فى مقال.. الصورة الذهنية للمحرر الفنى الذى يعيش حياة الليل والصخب، وينتقل من سهرة حمراء إلى أخرى أشد إحمرارا، صدّرتها لنا الميديا فى العديد من الأعمال الدرامية، مثل (لعبة الست) و(المذنبون) و(زينب والعرش) وغيرها.

فى الماضى كان لا يتجاوز طموح المحرر الفنى سقف رئاسة تحرير مجلة (الكواكب)، ربما مثلا يتذكر القراء أن الكاتبين الكبيرين، مفيد فوزى ورؤوف توفيق، توليا على التوالى رئاسة تحرير مجلة (صباح الخير) التى يتم تصنيفها مطبوعة اجتماعية بالدرجة الأولى، إلا أنك ستكتشف أن الدافع الحقيقى للاختيار هو أن كلا منهما له أيضا كتاباته السياسية المباشرة.

رغم أن للناقد الكبير رؤوف توفيق عددا من أهم الكتب السينمائية التى تعلمنا منها جميعا كجيل أصول النقد، إلا أنها لم تكن أبدا هى الدافع للجلوس على كرسى رئيس التحرير.

أستاذ مفيد فوزى امتلك أسلوبا متفردا، سواء أطل عليك عبر التليفزيون، أو قرأت له مقالا، إلا أنه جلس على كرسى رئيس التحرير بسبب كتاباته السياسية.

أهم نصيحة هى ألا يتوقف رئيس التحرير عن ممارسة تخصصه الفنى، مثلا حرصت علا الشافعى على أن تغطى نقديا مهرجان (برلين) شهر فبراير الماضى، كان أمجد مصطفى أحد أهم الوجوه الصحفية التى نشاهدها فى مهرجان الموسيقى العربية، عليه مواصلة شغف الحضور. أثق فى أن زملائى بمجال النقد والصحافة الفنية جديرون بتلك الثقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحفى فنى رئيس تحرير صحفى فنى رئيس تحرير



GMT 10:25 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

ألطاف ترومان

GMT 10:23 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

عن تسوية الملعب الدولي: قمة المستقبل

GMT 10:21 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الحقّ الفلسطيني وحياة القادة وموتهم!

GMT 10:19 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

نكسة لبنان الرقمية

GMT 10:17 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

وسواس العظمة يفسد الناس

GMT 10:15 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

عودة «النووي» الإيراني إلى الواجهة

GMT 10:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الحل الإقليمي للقضية الفلسطينية

GMT 10:11 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

صواريخ زيلينسكي وحافة الفوضى العالمية

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon