توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استديو (47) تعظيم سلام!

  مصر اليوم -

استديو 47 تعظيم سلام

بقلم - طارق الشناوي

مع الأسف لا نملك سوى أن نكرر المقرر كل عام، ونحن نحتفل بذكرى أكتوبر، نحكى مثلا عما حدث في استديو 47 الذي شهد ملحمة إبداعية، من خلال الشعراء والملحنين والعازفين والكورال الذين كانوا جميعا في شبه إقامة داخل (ماسبيرو) يشهد عليهم جدران الاستديو.

الإعلامى يجب أن يتمتع بروح الفنان ويخرج قليلا عن الخط الصارم الذي أصبحنا مقيدين داخله، أتذكر في عام 2018 سارعت بالاتصال بالمسؤول عن إذاعة الأغانى المصرية ذكرته بأهمية الاحتفال بذكرى الميلاد المئوى للموسيقار محمد فوزى، جاءت إجابته مباشرة وبلا روح (نحن نحتفل فقط بذكرى الرحيل) تلك هي التعليمات، قلت له إنها مناسبة تحدث مرة واحدة في العمر، ولن تتكرر مرة أخرى، وفوزى مؤكد يستحق، أجابنى مرددًا، يا صديقى إنها التعليمات، لا أملك كموظف الخروج عليها.

باقى الحكاية أن دولة الجزائر الشقيقة أطلقت في المئوية اسم محمد فوزى على معهد الموسيقى هناك، كما أن الرئيس الجزائرى الأسبق عبدالعزيز بوتفليقة منحه أرفع جائزة في دولة الجزائر، واستلمها حفيده، عرفانا بأن فوزى هو ملحن النشيد الوطنى الجزائرى (قسما)، الذي كان نداء للثوار منذ نهاية الخمسينيات ثم أصبح هو النشيد الوطنى في عام 1963مع إعلان الاستقلال.

لم نفعل شيئا لفوزى مع الأسف، لأن الروتين يسيطر على عقول المسؤولين، هذه المرة مع الاحتفال باليوبيل الذهبى لانتصارنا المدوى في أكتوبر (50 عاما) واكب أيضا ذلك أغنيات تجاوزت رقم الثلاثين، عبرت عن الانتصار العظيم، شارك فيها من المطربين عبدالحليم حافظ ووردة وشادية وفايزة وعفاف راضى ومحرم وشهرزاد والشعراء محمد حمزة وعبدالرحمن الأبنودى وأحمد شفيق كامل وسيد حجاب ومجدى نجيب ونبيلة قنديل وسيد مرسى والملحنون كمال الطويل ومحمد الموجى وعلى إسماعيل ومحمود الشريف وعبدالعظيم محمد وغيرهم، ويبقى أن العنوان الأبرز والأغزر هما الملحن بليغ حمدى والشاعر عبدالرحيم منصور اللذان قدما معًا الأغنيات بتدفق من أول أنشودة (بسم الله/الله أكبر/ باسم الله) مرورًا بـ (ع الربابة بغنى) و(عبرنا الهزيمة) وغيرها.

ما هو المطلوب في تلك الاحتفالية؟ أن تقيم الإذاعة تكريمًا داخل هذا الاستديو العريق، وأن نرى تماثيل تشهد عليها هذه الجدران، لكل هؤلاء المبدعين الذين قدموا بالكلمة والنغمة أعمق ما رددته مصر، ولا تزال تنساب تلك الألحان في وجداننا.

مر اليوبيل الذهبى على الإعلام بما يشبه ما حدث في الأعوام الأخيرة، وكأن شيئا لم يكن، الإذاعة كانت وقتها هي أول خط مواجهة مع العدو الإسرائيلى، توجهت مباشرة للمشاعر، وكانت الرسالة الإعلامية التي اتفق عليها الرئيس أنور السادات مع وزير الإعلام د. عبدالقادر حاتم ورئيس الإذاعة (بابا شارو) محمد محمود شعبان، وكان الإذاعى وجدى الحكيم خلية نحل تتحرك برشاقة لتنفيذ المطلوب.

النغمة والكلمة الهادئة هما العنوان، لن تجد أبدًا في كل البيانات العسكرية التي صاحبت المعركة سوى الصدق والهدوء، هكذا جاءت الكلمة والنغمة وهما تتدثران بالشفافية.


 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استديو 47 تعظيم سلام استديو 47 تعظيم سلام



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon