توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«البحر الأحمر»... منصة وطنية وعربية وعالمية

  مصر اليوم -

«البحر الأحمر» منصة وطنية وعربية وعالمية

بقلم - طارق الشناوي

يمتلك مهرجان «البحر الأحمر» رؤية عميقة تتجاوز الحدث اللحظي وترنو بثبات وثقة للغد، وهكذا تمسك من البداية (البحر الأحمر) بموعده، واعتبر ميثاق شرف مع كل عشاق السينما في العالم إعلان الحداد بشأن مجزرة لا يعني أن الوجه الآخر له إلغاء الأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية، لأنها تظل أسلحة قادرة على التعبير، تعرف طريقاً للوجدان، ويصدقها العقل.

لم يفكر الرئيس التنفيذي المنتج العالمي محمد التركي في التأجيل؛ إذ أدرك التركي أن هذا هو دوره، وأن التعاطف الإيجابي تستطيع أن تحققه بوسائل متعددة أثناء الفعاليات.

عاصرت المهرجان وهو مجرد فكرة امتلكتها وزارة الثقافة السعودية، بقيادة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، حيث كان من المفترض أن تعقد الدورة الأولى عام 2020، إلا أن فيروس «كورونا» الملعون فرض سطوته على العالم، وحال دون عقد كبرى المهرجانات واقعياً مثل «كان» و«برلين» و«فينسيا»، التي استجارت بالعالم الافتراضي، بينما «البحر الأحمر» لم يكن من المنطقي عقد دورته الأولى افتراضياً، لينطلق بقوة منذ 2021، وفي كل عام يضيف إلى رصيده فيضاً من الثقة التي اكتسبها، لأنه يمتلك رؤية استراتيجية أبعد من مجرد التفكير في اللحظة الراهنة.

زمن المهرجان - أي مهرجان - لن يتجاوز عشرة أيام، وبعدها يخفت وهج الضوء. منذ البداية كان الرهان على السينما السعودية ما هو موقعها وأين مكانتها؟

الهدف الحقيقي من المهرجان يبدأ مع اليوم التالي بعد إسدال الستار، حيث يجب أن تصبح النظرة أبعد من مجرد عرض الأفلام الهامة في العالم، ولكن العمل على وجود صناعة السينما، في الوطن، وفي كل دورة للمهرجان تزداد دائرة حضور السينما السعودية، كماً وكيفاً، يشعر المواطن أنه لا يشاهد فقط ما ينتجه العالم من أفلام، ولكن يشارك أيضاً بأفلام تحمل اسم الوطن. وهو الخطأ الذي لم يدركه عدد من المهرجانات الأخرى التي سبقت «البحر الأحمر»، والتي حققت الوجود والوهج، إلا أنها لم تتجاوز أيام المهرجان، بينما ظل المواطن يكتفي بالمشاهدة ولا يقدم للعالم سينما تحمل بصمته الخاصة. هذا العام شاهدنا أكثر من فيلم سعودي يمتلك رؤية حديثة، ويشاغب اجتماعياً فيما كان يوصف قبل سنوات قليلة بأنه «مسكوت عنه». الهدف الثاني، أن يتبوأ المهرجان مكانة المنصة الأولى لعرض أهم الأفلام العربية في قسمي «المسابقة الرسمية» و«روائع عربية».

استطاع المهرجان أن يقتنص أكثر من 80 في المائة من أهم أفلام السينما العربية التي أنتجت هذا العام، ولم يكن السبب هو إلغاء أو تأجيل المهرجانات المنافسة، ولكن في عز الصراع على الأفلام الذي بدأ منذ شهر فبراير (شباط) الماضي في مهرجان «برلين»، تمكن المبرمجون المحترفون في «البحر الأحمر» من عقد اتفاقات مع منتجي هذه الأفلام ليصبح لهم السبق في العرض.

الرؤية الثالثة وهي الأفلام الهامة عالمياً، وجزء معتبر منها سنكتشف مع مطلع هذا العام أنها الأوفر حظاً في الترشيح لـ«الأوسكار»، حيث استعانت إدارة المهرجان بأفضل العناصر الناشطة من أصحاب الخبرة، في انتقاء الأجمل.

من يعتقد أن المهرجان ينجح لتوفر القوة الاقتصادية يظلم الحقيقة والمنطق. الوفرة المادية لا تستطيع تحقيق نجاح راسخ، فقط تشعل وهجاً لحظياً، وهكذا تم توجيه القوة الاقتصادية بعقل قادر على الانتقاء واختيار الخطوة التالية.

لا أفصل المهرجان عن الرؤية العميقة التي تعيشها المملكة في العديد من التفاصيل، إنها أوانٍ مستطرقة، تسير وفق خطة، برؤية متكاملة، يضع كل تفاصيلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

مهرجان «البحر الأحمر» أهم الأسلحة الناعمة التي امتلكتها المملكة العربية السعودية، وفي ثلاث دورات فقط تمكن من تحقيق ثلاثة أهداف عزيزة المنال على المستوى الوطني وكذا القومي والعالمي، ولا يزال يترقب القادم، بعقل يقظ... يكفي أن أذكر لكم أنه قد بدأ الاستعداد للدورة الرابعة مع لحظة إسدال الستار عن الدورة الثالثة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«البحر الأحمر» منصة وطنية وعربية وعالمية «البحر الأحمر» منصة وطنية وعربية وعالمية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon