توقيت القاهرة المحلي 07:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(المحلل الشرعى) من الذى شرعنه؟!

  مصر اليوم -

المحلل الشرعى من الذى شرعنه

بقلم:طارق الشناوي

من هو المجرم الحقيقى وراء (المحلل الشرعى) الزائف الذي أشعل الفضائيات بعد أن كتب على صفحته أنه تزوج 33 مرة؟.. أقسم أمام الكاميرات أنه فعلها مجانا ولوجه الله والوطن والمجتمع والناس ولحماية البيوت من الخراب.الحكاية مثيرة جدا (سبياسى) تجمع بين الدين وخطوط التماس مع الفحولة الجنسية، التي تجعل «أخينا» ينتقل في غضون سنوات قليلة بين كل هذا العدد الضخم من النساء.. وفى العادة، فإن الصورة الذهنية الراسخة تحيلهن إلى توليفة تجمع بين الثراء والجمال، ستتذكر على الفور ليلى مراد وصباح وليلى علوى أشهر من لعبن هذه الأدوار على الشاشة.

القضية تتداولها المحاكم قبل عام، وغالبا سيصدر حكم بالسجن ضد المنتحل، لأنه أشاع عن نفسه كذبًا أنه محلل.

من الذي منح الحكاية كل هذه المصداقية؟ إنها الفضائيات والصحافة عندما تناقلوا الخبر لطرافته، ودون بحث عن مصداقيته.. ولأنه يمس الشريعة، فقد كانت الفرصة مهيأة لأخذ رأى رجال الدين عن الشروط الشرعية للمحلل، وكلهم أجمعوا على أن هذا النوع باطل، لأنه زواج على ورقة طلاق وبغرض محدد ولمدة محددة، وقبل كل ذلك لأنه مقابل أجر، وهو بالمناسبة ما نفاه تماما (المحلل) المذكور.

هذا الموقف شاهدناه أكثر من مرة مع أنور وجدى في الأربعينيات (طلاق سعاد هانم)، وتعددت الأفلام في الستينيات فريد شوقى (جوز مراتى)، ثم في الثمانينيات (زوج تحت الطلب) ومسرحية (الواد سيد الشغال) لعادل إمام.. الخط العام أن المحلل، وهو غالبا فقير يسترزق بهذه الزيجة السريعة، يثبت ليلة الدخلة كفاءة تجعل المؤقت دائما.

واقعيًا، المطرب القديم فايد محمد فايد تزوج 38 مرة، أشهرهن المطربة أسمهان، عندما التقيت به نهاية الثمانينيات أنكر تماما قيامه بدور (المحلل)، وفى نفس الوقت أكد أن هذا العدد الضخم فقط للزيجات الشرعية ولا يشمل العرفية، وحكى لى أنه يقع في الحب سريعا ولهذا يتزوج كثيرا، ولم يجمع أبدا بأكثر من أربع زوجات، ومن أطرف الحكايات أنه دُعى لإحياء فرح، وأثناء التفاوض على الأجر حدث استلطاف بينه وبين العروس، فتركت عريسها وتزوجته، وبالطبع أحيا ليلة زفافه بالغناء مجانا. (المحلل) شخصية جاذبة للميديا، ولهذا تهافتت عليه الفضائيات، وكان يحصل على أجر مجزٍ لتلك المقابلات، أحيانا ألاحظ تهافت (الميديا) على حكايات غير منطقية، مثل من أطلقوا عليه يوما (شبيه رشدى أباظة)، ولا يوجد أصلا وجه شبه.. رددوا كذبة وصدقوها، وشغلت مساحة في العديد من الفضائيات ثم يقلبون الصفحة لنرى الممثلة التي عرفناها كطفلة موهوبة تتحول إلى (تريند) هي وخطيبها عندما يرفض إكمال الزواج رغم تحفظها على أداء أي مشاهد عاطفية، إلا أنه كان يرى أن اعتزالها الفن شرط لا يمكن التراجع عنه، ويصبحان (تريند). كثيرا ما أصاب بقدر من الذهول أمام خبر متداول عبر عقد من الزمان عن اقتراب زواج مذيع ومذيعة.. لا أتذكر لهما بالمناسبة أي برنامج، وبعد أن يعلنا للناس الموعد يتحولان إلى (تريند)، وعندما يعلنان التأجيل يصبحان أيضا (تريند).

المطرب الأردنى الشاب الذي أعلن اعتزاله لأنه يرى الفن حرام صار (تريند)، رغم أنهم لم يرددوا له أي أغنية.. والمطرب الآخر الذي أعلن ندمه على الغناء في الكباريهات وسوف ينهى حياته بتسجيل القرآن الكريم صار (تريند).

ورغم ذلك، وبدلًا من أن يحاكموا الإعلام الذي يروج للزيف ليصبح (تريند)، يحاكمون (المحلل)!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحلل الشرعى من الذى شرعنه المحلل الشرعى من الذى شرعنه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon